نائب وزير البيئة والمياه والزراعة يرفع الشكر للقيادة بمناسبة تمديد خدمته ل4 سنوات    الجبير يلتقي المفوضة الأوروبية للبيئة ومرونة المياه والاقتصاد الدائري التنافسي    مانشستر سيتي: مرموش كان بمقدوره تمثيل منتخب كندا ويعتبر محمد صلاح قدوته    أخضر 17 في المجموعة الأولى ببطولة كأس آسيا    10 عروض أدائية سعودية وبرازيلية تدشن معرض «التقاء»    انطلاق مؤتمر حفر الباطن الدولي للصحة الريفية في نسخته الثانية    54 ألف أمريكي يفرون من منازلهم.. حرائق لوس أنجليس تتوسع    تحت رعاية خادم الحرمين ونيابةً عن ولي العهد .. أمير الرياض يحضر الحفل السنوي الكبير للخيل    «التجارة»: نمو قطاع خدمات الطعام 33% عام 2024    إنجازات سعود الطبية في علاج السكتة الدماغية خلال 2024    11 فرصة عقارية بمزاد رواسي جدة    العليمي: تصنيف الحوثي «إرهابية» مدخل لإحلال السلام والاستقرار بالمنطقة    «الاحتلال» يصعد جرائمه في جنين.. مقتل مدنيين وإصابة مسن في هجوم إسرائيلي    فرص تطوعية إسعافية لخدمة زوار المسجد النبوي    وصول الطائرة الإغاثية السعودية الثانية عشرة لمساعدة الشعب السوري    رابطةُ العالَم الإسلامي تُدين هجومَ قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة "جنين" في الضفّة الغربية    هطول أمطار متفاوتة الغزارة على معظم مناطق المملكة.. ابتداءً من اليوم وحتى الاثنين    «أكاديمية الإعلام» تبحث تطوير الكفاءات الوطنية    ولي العهد للرئيس الأمريكي: توسيع استثمارات السعودية مع الولايات المتحدة ب 600 مليار دولار    اتحاد بنزيما «شباب وعميد»    مهرجان الخرج للتمور    السعودية تستعرض ثمار رؤيتها 2030    أفراح آل حسين والجحدلي بزواج ريان    الزميل رابع سليمان يجري عملية جراحية    عاصم يحتفل بقدوم عمر    حرائق أمريكا.. هل من مُدَّكِر؟!    أمير الشرقية يستقبل الفائزين من "ثقافة وفنون" الدمام    مدير الأمن العام يستقبل نظيره الجزائري    1000 معتمر وزائر من 66 دولة هذا العام.. ضيوف» برنامج خادم الحرمين» يتوافدون إلى المدينة المنورة    رئاسة الحرمين تفعّل مبادرة «توعية قاصدينا شرف لمنسوبينا»    الفيصلي يستقبل الجبلين.. وجدة ضيفًا على الجندل    البازعي ل«عكاظ»: الجيل الحالي نشأ في فضاء أكثر انفتاحاً ووعياً بأهمية الحوار    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي ينهي معاناة مراجع مع مضاعفات عملية تحويل المسار بجراحة تصحيحية نادرة ومعقدة    3587 عملية قلب مفتوح وقسطرة في صحي جازان    القيادة تعزي الرئيس التركي في ضحايا حريق منتجع بولو    "المطيري": استراتيجية جديدة ونقلة نوعية قادمة للعبة التايكوندو    سليمان المنديل.. أخ عزيز فقدناه    الدرونز بين التقنية والإثارة الرياضية    شهقة ممصولة    الراجحي: سياسة القضاء على العمل الجبري تعزيز لسوق آمن وجاذب    وصية المؤسس لولي عهده    ندوة الإرجاف    المجتمع السعودي والقيم الإنسانية    ثقافة الابتسامة    مسؤولون: الجيش الأميركي يستعد لإرسال 1500 جندي إضافي إلى الحدود    وزير العدل يلتقي السفير الصيني    مختل «يذبح» جاره في مصر.. مصدر أمني ل«عكاظ»: القاتل يهذي بكلمات غير مفهومة    نموذج الرعاية الصحية.. الأثر والرعاية الشاملة !    مستشفى الملك فهد الجامعي يجدد اعتماد «CBAHI» للمرة الرابعة    الفن التشكيلي السعودي في كتاب    "لسان الطير"    اختتام المخيم الكشفي التخصصي على مستوى المملكة بتعليم جازان    "ملتقى القصة" يقدم تجربة إبداعية ويحتضن الكُتّاب    أعمال العنف تؤكد رغبة إسرائيل في تعزيز الاستيطان    رابطة العالم الإسلامي تعزي تركيا في ضحايا الحريق بمنتجع بولاية بولو    بدء أعمال المرحلة الثانية من مشروع تطوير الواجهة البحرية لبحيرة الأربعين    الأمير محمد بن ناصر يدشن المجمع الأكاديمي الشرقي بجامعة جازان    وفد "الشورى" يستعرض دور المجلس في التنمية الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرافعات (الإخوانية) المناقضة لتصريحات سمو وزير الداخلية
نشر في الجزيرة يوم 11 - 08 - 2006

(جماعة الإخوان المسلمين) نشأت في العقد الثالث من القرن الميلادي الماضي على يد مؤسسها حسن البنا، وهي حركة دينية سياسية، بل ربما تكون سياسية أكثر منها دينية. قال سعيد حوى في كتابه (المدخل إلى دعوة الإخوان المسلمين) ص10(لا يوجد تجمع سياسي على الأرض الإسلامية يمتلك بفضل الله صفا أنظف من صفهم، ولا أفراداً قادرين على التضحية كأفرادهم.. الخ). وكان من قدر الله عز وجل أن استضافت هذه البلاد عددا من قادة هذه الحركة بعد صداماتهم مع حكوماتم وأحسنت إليهم، غير أنهم قابلوا المعروف بالإساءة فمع علمهم بمخالفة دعوتهم وأصولها لما عليه هذه البلاد إلا أنهم واصلوا دعوتهم لجماعتهم وحركتهم السياسية، فأثروا فكريا على شباب هذه البلاد وبعد ثلاثة عقود أو تزيد ظهر نتاج زرعهم وأدرك ولاة الأمر خطرهم وخطر من تتلمذ عليهم وعملوا على تحجيمهم والحد من أنشطتهم مع عدم الإساءة إليهم غير أننا نسمع بين الحين والآخر تعاطفا معهم ودفاعا عنهم من قبل أفراخهم في بعض الكتابات الصحفية التي هي أشبه ما تكون بالمرافعات الدفاعية.. إننا نصاب بالدهشة عندما يدافع عن هذه الجماعة من هو محسوب على العلم وأهله ومن حملة (الدكتوراه في العلوم الشرعية)، ونصاب بصدمة كبيرة عندما ينافح عنهم من يحمل عضوية لجنة المناصحة لأرباب هذا الفكر المنحرف. أذكر أن (دكتور الشريعة) هذا بدأ إحدى مرافعاته ودفاعاته عن الإخوان المسلمين بمحاولته إقناعنا وببساطة متناهية أن براءته ومن تتلمذ معه على أيدي الإخوان من الإرهاب والحزبية كافية للدلالة على براءة الإخوان المسلمين مما نسب إليهم فجعلنا بين براءتين.. كانت الأولى منهما بأمسِّ الحاجة إلى أدلة ترفعها إلى مرتبة الدلالة على البراءة الثانية. لا سيما وأننا في زمن كثرت فيه الذئاب التي تلبس جلود الضأن وتتقن فن التلون وسياسة المد والجزر التي لا غنى لدعوة الإخوان السياسية عنها. ورغبة في أن يراجع (دكتور الدفاع) وغيره حساباتهم في هذه المرافعات الإخوانية لا نجد حرجا البتة في مطالبتهم بالوقوف وبتجرد عند ظاهرة ظهرت في بلادنا الغالية قبل عقدين ونصف أو تزيد قليلاً ألا وهي ما تسمى (بالصحوة).. قطعا إن الدكتور عاصر نشأة هذه الصحوة ومراحل نموها.. فهل أدرك حقيقتها وعرف منهج قادتها وعلى يد من تربوا وإلى ماذا دعوا وممن أخذوا دعوتهم؟!
قال علي عشماوي (أحد الإخوان المسلمين) في كتابه (التاريخ السري للإخوان المسلمين): (إنني أعتبر أن الإخوان كانت أم التنظيمات الإسلامية في العالم العربي لأنها أقدمها وهي التي فرخت بقية التنظيمات بعد ذلك).. انتهى. وكون دعوة القوم خرجت هنا باسم (الصحوة) لا يعني عدم صلتها بدعوة الإخوان المسلمين فمصلحة الدعوة عندهم تعطي الحق للإخوان في بعض الأقطار الإسلامية لأن ينشروا دعوتهم تحت مسمى آخر، يقول سعيد حوى (وأما الأقطار التي لم تخرج فيها مثل هذه الدعوة فلا حرج عليها أن تخرج حركتها باسم جديد على شرط أن يكون واضحاً في أذهان هذه الحركة أن حركتهم جزء من الحركة الإسلامية العالمية وأن تكون الأهداف واحدة والثقافة واحدة والتربية واحدة والتنظيم متقاربا والوحدة موجودة وكذلك القيادة الواحدة ولا يجوز أن يكون الاسم حجابا).. انتهى. قلت: (ومصطلح) (والصحوة) بلا شك أكثر قبولاً من اسم الإخوان المسلمين لا سيما وأن حسن البنا مؤسس الجماعة سبق وأن طلب من الملك عبدالعزيز -رحمه الله- فتح فرعا لحركة الإخوان في السعودية في أحد مواسم الحج، فمما أجابه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لطلبه وإنما قال له (نحن هنا كلنا إخوان).
وإذا نظرنا إلى ما تسمى (بالصحوة) كما يسميها البعض، وإلى قادتها وأطوارها والكتب التي تتلمذ عليها منظروها(ثم نتاجها بعد ذلك)، فلن نجد حرجا من القول إنها خرجت (كغيرها)من عباءة الإخوان المسلمين بشقيها القطبي والسروري حتى وإن أنكر قادتها ودعاتها ذلك، حتى وإن غضب (دكتورنا العزيز).. فما ارتضع قادة الصحوة دعوتهم إلا من أساتذتهم من الإخوان المسلمين الوافدين في المعاهد العلمية والجامعات الذين دفعوهم لقراءة كتب حسن البنا وسيد قطب وغيرهم؛ فتتلمذوا عليها ونصح بها السابقون منهم اللاحقين وأخذوا عنها دعوتهم ودافعوا عن قادتها وبصراحة متناهية عدوهم القدوات الكبار لشباب صحوتهم، كما فعل صاحب سلسلة (معالم على طريق الصحوة) في كتابه (القدوات الكبار بين التحطيم والانبهار) عندما جمع بين النقيضين، وجعل مؤسسي دعوة الإخوان المسلمين (المليئة بالصوفية والحزبية التكفيروعقيدة الخوارج) في مصاف علماء الكتاب السنة أئمة السلف.
إن ما تسمى ب (الصحوة) ما هي إلا نتيجة حتمية لدعوة الإخوان المسلمين في بلاد التوحيد هذه الصحوة التي انتشرت من خلال الكتيب والشريط (بسرعة عجيبة) (وتنظيم عملي غريب) (وتوازع للأدوار مريب) فما هي إلا سنوات حتى أصبح لهذه الصحوة (جمهورها) (وأتباعها) (وقادتها) (ومنظروها) الذين أخذوا يدندنون حول قيام الولة الإسلامية ويتطلعون لقيامها فطبلوا لدولة الأفغان وعدوها فأل خير لقيام خلافة راشدة.. قال أحدهم وهو يشرح العقيدة الطحاوية (فشوقنا كبير أن تكون افغانستان النواة واللبنة الأولى للدولة الإسلامية وما ذلك على الله بعزيز) إلى غير ذلك من المقولات التي كانت تنبئ بما كان يدور في الدور وما تكنه الصدور، غير أن إحسان الظن بشباب هذه البلاد ساعد القوم على تهيئة أرض خصبة لمنهج التكفير في هذه البلاد وأثبتت الأيام بما لا يدع مجالاً للشك مدى تأثر قادة الصحوة بمشائخهم (من الإخوان) الذين غرسوا فيهم ذلك الفكر ومسخوا انتماءهم وولاءهم لهذا الوطن وقادته (إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).
ولا ندري حينها أين الذي اشغلنا مؤخراً في المناظرات عن الدولة الإسلامية (نكاية بمن أسماهم العلمانيين وتأليباً عليهم) أين هو منهم؟! لا ندري لِمَ لَمْ يصرخ في وجوه قومه آنذاك قائلاً: (إنكم في دولة إسلامية تحكم شرع الله)؟!! لِمَ لَمْ يكتشف أمرهم وهو بينهم كما اكتشف أمر العلمانيين وتنظيمهم الذي تدعمه دول وسفارات أجنبية ترسم له مخططات تخريبية؟!! إلى غير ذلك من مفاجآته العجيبة والتي تكشف جوانب شخصيته وتدعو للشفقة عليه.
لم نستغرب مثل هذه التطلعات للدولة الإسلامية من قادة الصحوة لأننا على يقين تام أننا لن نجني من الشوك العنب، ولأن الشيء من معدنه لا يستغرب فالفرع يستقي من الأصل. قال سعيد حوى في (مدخل لدعوة الإخوان المسلمين) ص10عن دعوتهم (وأنها تعمل لاستكمال الأجهزة لبناء الدولة الإسلامية واستمرارها)، أما الطريقة فأوضحها الكاتب نفسه في الصفحة 246 بقوله (ونظام الدعوة في هذا التطور صوفي بحت من الناحية الروحية وعسكري بحت من الناحية العملية وشعار هاتين الناحيتين دائماً (أمر وطاعة) من غير تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج، والدعوة فيه خاصة لا يتصل بها إلا من استعد استعدادا حقيقيا لتحمل أعباء جهاد طويل المدى كثير التبعات)..انتهى.
فدعوة الإخوان المسلمين بشقيها القطبي والسروري تعمل لهدف واحد وهو الوصول إلى الحكم والسعي لإقامة دولتهم، وهذا ما أكده محمد أحمد الراشد أحد كبار منظري الحركة في كتابه (المسار) الذي استعان به كثيرا قادة الصحوة في رسم مسار صحوتهم وهو جزء من سلسلة (إحياء فقه الدعوة) قال فيه ص 49 (وخطتنا تقوم على طلب الحكم عند المقدرة عليه، ثم نحاول تغيير المنكر في المجتمع مستعملين لإزالته أموال الدولة وأجهزتها الإدارية والتربوية والصحف والإذاعة والتفزيون، ومعنا الهيبة والقوة وليس من المنطق أن تلبث نزيله بجهودنا الفردية المجردة ومخاطر المحن مكلكلة علينا)!!! وهذا التوجه الثوري للدعوة الأم سارت عليه الصحوة التي كانت امتداداً طبيعيا لدعوة الإخوان المسلمين؛ إذ مارس دعاتها وقادتها الإنكار العلني فألبوا الرعية على الراعي، وأحدثوا فجوة عظيمة بين الشباب والعلماء وكانت أزمة الخليج كفيلة بكشف الأقنعة عن وجوه القوم الذين كشروا عن أنيابهم وهموا بأمرعظيم ولكن كما أخبر -صلى الله عليه وسلم- (كلما ظهر لهم قرن قطع) فلما افتضح أمرهم وانكشف حالهم كان لزاما عليهم أن يعودوا إلى مرحلة التأسيس من جديد. فبدؤوا بالتلون وغيروا جلودهم وأنشأوا وسائل إعلامية تفوق وسائلهم الأولى (الكتيب والشريط)، فكان لهم قنوات فضائية مستقلة وتعاونوا ما استطاعوا مع القنوات الأخرى (التي كانوا يسمونها فضائحية) ليختصروا الزمن ويؤسسوا من جديد، قال أحدهم (ويظل الإعلام وعاء مؤثراً في تكوين الكثير من القضايا وهو لسان العصر الذي يفترض أن يتذرع به المصلحون في بيان الحق) كان ذلك في مقالة تحدث من خلالها عن (العنف والدعوة) قرأت تلك المقالة فإذا (بالداعية) (القائد) يتحدث عن العنيف من حيث دعوته الحزبية (التي انكشفت حقيقتها) ويرسم لأتباع دعوته (صحوته) في تلك المقالة خطوطا عريضة ركز من خلالها على أن (التطلعات تصبح أحيانا أمنيات)، وأن الدعوة لا بد أن (تضع نفسها ما ستطاعت في الدائرة التي تمكنها من تطوير خياراتها ومراجعة مسيرتها وعدم الاستئثار أو الألتزام بطريق لا محيد عنه) (وأن العقبات قد تكون من داخل النفس باستطالة الطريق والرغبة في الحسم) (وأن عقبات الفشل تعرض لكل أحد ليكتسب من ورائه الخبرة والممارسة) ثم وصف مخالفيه ومعارضي صحوته بأنهم: (مجموعات إعلامية متأمركة تحترف الملاحقة والتصنيف والاتهام وصناعة الخصومة).. الخ عباراته المليئة بالإسقاطات والإشارات والتوجيهات السرية.
كل ما ذكرته آنفا، وما اعترى تلك الصحوة من تجاوزات غير شرعية استقتها من الدعوة الأم ومؤسسيها ومرشديها لا يمت بصلة على الإطلاق لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التي ناصرها وتبناها المؤسس الأول لهذه الدولة المباركة، كما لا تمت بصلة لما عرف به علماء هذه البلاد الصادقون من الأمر بالسمع والطاعة في المنشط والمكره مما يؤكد أن الصحوة (السياسية) بمشاغبيها فكر دخيل على دولة التوحيد. ولعل الذين يدافعون عن الإخوان المسلمين الوافدين إلينا يقرون بندرة انعدام وسائل الاتصال في ذلك الوقت فلا فضاء ولا شبكة معلومات، ولا كاسيت متوفر حتى بداية هذا القرن ومع ذلك تأثر قادة الصحوة في نشأتهم أي في الثمانينيات وما قبلها وما بعدها بأفكار قادة الإخوان ومؤسسي تلك الجماعة حتى حملوا لواءها وأصبحوا منظرين لها باسم (الصحوة)، كل هذا تم على يد من وفدوا إلينا من الإخوان؛ لأنه من المحال أن يكون هناك دعوة على أرض الواقع دون دعاة (فالبعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير)، وإن لم يكونوا رؤوس الإخوان الذين وفدوا إلينا ودافع عنهم عضو لجنة المناصحة هم دعاة ذلك الفكر وناقلوه إلينا في بلاد التوحيد فمن يكونوا إذاً؟! نشرت إحدى المطبوعات الجامعية قبل ثلاثة عشر عاما لقاء مع أحد الحاصلين على الجنسية السعودية من الإخوان المسلمين الذين وفدوا إلى المملكة قبل أربعة عقود جاء فيه:
س - ماذا تعني لك هذه الكلمات:
الرياض: مقر إقامة.
س - تاريخ تذكرونه دائما.
ج: يوم استشهاد حسن البنا.
س - شبابنا إلى متى يبقى حالهم هكذا؟
ج: إلى أن يأذن الله بقيادة إسلامية رشيدة تضمه بين جناحيها.
س - أمنية تتمنونها:
ج: أن تقوم دولة الإسلام العالمية وتستعيد ماضيها وتقود البشرية.
س - كلمات مضيئة ما زالت عالقة في أذهانكم.
ج - إذا قيل لكم إلام تدعون؟ فقولوا ندعو للإسلام الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام والحكومة جزء منه، والحرية فريضة من فرائضه، فإن قيل لكم هذه سياسة فقولوا: هذا هو الإسلام ونحن لا نعرف هذه الأقسام)... وهذه العبارة لحسن البنا - هذا مثال للإخوان المسلمين الذين وفدوا إلينا.
مثال آخر: محمد العبدة. وفد إلى هذه البلاد ودرس في أحد معاهدنا وما زالت منطقته التي درس فيها تئن تحت وطأة دعوته الإخوانية المنحرفة وآثارها وخاصة في مجال التعليم رغم مضي ثلاثين عاما على مغادرته لما زرعه من فكر إخواني في أذهان شبابها الذين تسنموا المواقع القيادية فيما بعد وخاصة من انخرط منهم في سلك الدعوة والتعليم.
يقول أحد الذين درسوا على هذا الرجل في المعهد العلمي: كان يخرج بنا إلى البرية في الثمانينيات الهجرية ليزرع فينا منهج هذه الجماعة (جماعة الإخوان المسلمين) وذات يوم صلى بنا وبعد التسليم أخرج من جيبه صورة ناولها من كان في بداية الصف من الطلاب وطلب تمريرها على البقية حتى آخر الصف قائلاً: (انهلوا من إيمان هذا الرجل الذي يظهر على قسمات وجهه).. أتدرون لمن تلك الصورة؟!!! إنها لحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين هذا صنيع العبدة، الذي لا يرى حرجا في الخروج على الأئمة كما في مطلع كتابه النفس الزكية.
وقبل العبدة كان هناك محمد سرور الذي درس في أحد معاهد هذه البلاد، وكان موافقا للقطبين الثوريين سائرا على دربهم.. زرع هذا الرجل في بعض من تتلمذوا على يده بذرة سيئة وعقيدة خبيثة سعى من خلالها إلى النيل من هذه البلاد وعقيدتها وأمنها وولاة أمرها، فأصبح بعض تلاميذه قادة للصحوة ومنظرين لها فيما بعد. وأحسنت إليه هذه البلاد كثيراً لما خرج منها أسس مجلته (السنة) التي سن فيها عقيدة الخوارج وكشفت من خلالها ما كان يضمره من شر لهذه البلاد وقادتها فأصبحنا عندما نرى صنيع بعض تلاميذه ومن تربى على يديه نقول: حقا (هذه العصا من تلك العصية وهل تلد الحية إلا حية). والأمثلة كثيرة والنقول عن القوم أكثر من تركتها خشية الإطالة. قال رجل الأمن الأول (الحسي والفكري) صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز في تصريح لصحيفة السياسة الكويتية في شهر رمضان لعام 1423ه (أقولها دون تردد إن مشكلاتنا وإفرازاتها كلها وسمّها كما شئت جاءت من الإخوان المسلمين، وأقولها بحكم مسؤوليتي أن الإخوان المسلمين لما اشتدت عليهم الأمور وعلقت لهم المشانق في دولهم لجأوا إلى المملكة، وتحملتهم وصانتهم وحفظت حياتهم بعد الله وحفظت كرامتهم ومحارمهم وجعلتهم آمنين.. إخواننا في الدول العربية الأخرى قبلوا بالوضع وقالوا إنه لا يحب أن يتحركوا من المملكة.. استضفناهم وهذا واجب وحسنة بعد بقائهم لسنوات بين ظهرانينا وجدنا أنهم يطلبون العمل فأوجدنا لهم السبل ففيهم مدرسون وعمداء فتحنا أمامهم أبواب المدارس وفتحنا لهم الجامعات، ولكن للأسف لم ينسوا ارتباطاتهم السابقة فأخذوا يجندون الناس وينشؤون التيارات وأصبحوا ضد المملكة والله يقول: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}هذا ما نعرفه ولكن في حالهم الوضع مختلف على الأقل كان عليهم ألا يؤذوا المملكة إذا كانوا يريدن أن يقولوا شيئا عندهم لا بأس ليقولوه في الخارج وليس في البلد الذي أكرمهم) إلى أن قال: (أذكر أن أحد الإخوان البارزين تجنس بالجنسية السعودية وعاش في المملكة40 سنة لما سئل: من مثلك الأعلى؟ قال مثلي الأعلى حسن البنا.. كنت أنتظر منه أن يقول مثلي الأعلى محمد عليه الصلاة والسلام، أبو بكر، عمر، عثمان، علي أو أحد أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام. ما معنى اختياره لحسن البنا؟ معناه أن الرجل ما زال ملتزما بأفكار حزب الإخوان المسلمين الذي دمر العالم العربي. أقول لك بصراحة أن الإخوان المسلمين أساؤوا للمملكة كثيرا وسببوا لها مشاكل كثيرة) انتهى تصريحه حفظه الله. فهل يملك محامو الدفاع عن الإخوان المسلمين المزايدة على هذا التصريح؟!! حقا إننا في زمن العجائب:
يقضى على المرء في أيام محنته
حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
وأخيراً.. إنها مصيبة وأي مصيبة أن يدافع عن القوم من هو عضو في لجنة المناصحة.. فكيف يريد منا أن نثق فيمن يطلب إطلاق سراحه ممن توحل بهذا الفكر المنحرف، وهذه تزكيته لرؤوسه ودعاته؟!! إني أسأله: بأي شيء تناصحهم؟!! وعن أي جرم تنهاهم؟!! وإلى أي طريق تأخذهم يا هذا؟!!. يقول الشاعر:
إذا كان رب البيت بالدف ضاربا
فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
ويقول الشاعر أيضا:
إن كنت تدري فتلك مصيبة
وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم
عندما أحسن الظن بدكتور المرافعات الإخوانية، سأقول له بكل صراحة ووضوح: (فاقد الشيء لا يعطيه).
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.