تكبدت إسرائيل المزيد من الخسائر البشرية وفي المعدات واضطرت تحت ضربات المقاومة إلى التراجع عن بلدة مرجعيون في الجنوب بعد أن كانت أشاعت أنها سيطرت عليها صباح أمس، وطال القصف الإسرائيلي أمس لأول مرة منطقة قريبة من بيروت دون أن يتسبب في خسائر. فقد استهدف قصف إسرائيلي أمس الخميس مبنى المنارة القديمة في منطقة قريطم في غرب بيروت، بحسب ما أفاد شهود لوكالة فرانس برس. وقال الشهود إن القصف استهدف المبنى القريب من منزل النائب سعد الحريري ومبنى السفارة السعودية. فيما شوهد دخان يتصاعد من المبنى. وبث تلفزيون المستقبل صوراً للمبنى المستهدف وقد بدا سطحه مصاباً بأضرار.وفيما يتصل بمرجعيون فقد قال أحد سكان هذه البلدية إن مقاتلي حزب الله أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات وقذائف مورتر وضربوا دبابتين إسرائيليتين قرب هذه البلدة المسيحية في جنوبلبنان خلال قتال عنيف فيها جرى أمس الخميس.. وبعد هذه المعركة تراجعت القوات الإسرائيلية بدباباتها عن المنطقة بعد أن أشاعت على نطاق واسع في وسائل الإعلام أنها احتلتها. وقال الشاهد لرويترز خلال اتصال هاتفي (أرى دبابتين تحترقان على بعد نحو 500 متر من مرجعيون). وقال في وقت لاحق إن دبابة ثالثة اقتربت من المكان وأخذت العديد من الإصابات. وقال (خلال الدقائق العشر الماضية حزب الله يمطر القوات الإسرائيلية بين مرجعيون والخيام بوابل من الصواريخ وقذائف المورتر). وأعلن حزب الله في بيان انه دمر 11 دبابة إسرائيلية وقتل أو جرح أطقمها خلال قتال في المنطقة. وتقدمت قوات المشاة الإسرائيلية من الحدود إلى بلدتي مرجعيون والقليعة المسيحيتين وقرية برج الملوك في الليلة قبل الماضية دون مقاومة. وتقول مصادر قريبة من حزب الله إن مقاتلي الحزب تجاهلوا تقدم الدبابات وبعد أن استقرت في البلدتين هاجموهما. وقال شهود إن القوات الإسرائيلية مرت ببلدات ولم تتخذ مواقع فيما يبدو داخلها. وأعقبها دبابات نشرت في الطرق في المنطقة مما أدى إلى إطلاق نار كثيف من جانب حزب الله.وقال فؤاد الحمرا رئيس بلدية مرجعيون لتلفزيون العربية بالتليفون انه في الطريق الرئيسي لا يشاهد أي شيء وانما يمكن سماع أشياء كثيرة. واضاف انه لا يمكن مشاهدة أي دبابات أو جنود على الطريق الرئيسي وانما الأصوات التي يمكن سماعها مزعجة للغاية. وكانت مرجعيون وهي بلدة يبلغ عدد سكانها 3000 نسمة مقراًَ لقيادة ميليشيا جيش لبنانالجنوبي المؤيد لإسرائيل أثناء الاحتلال الذي دام 22 عاماً للمنطقة وانتهى في عام 2000. ويبلغ عدد سكان القليعة 7000 نسمة وفقاً لإحصائيات الأممالمتحدة. ولا يوجد في البلدة وجود لحزب الله.وكانت إسرائيل بعد ان زعمت احتلالها مرجعيون صباح أمس الخميس طلبت في منشورات من عناصر القوة المشتركة (جيش وشرطة) الموجودة في ثكنة مرجعيون البقاء داخل الثكنة. وتضم الثكنة مقر قيادة القوة المشتركة (نحو 1500 عنصر) التي انتشرت في الجنوب بعد انسحاب إسرائيل في العام 2000. وأعلنت المقاومة الإسلامية الذراع العسكرية لحزب الله، في بيان أن مجموعة من عناصرها (هاجمت تجمعاً لدبابات العدو الصهيوني على أطراف عيناتا وانهم دمروا دبابة ميركافا موقعين طاقمها بين قتيل وجريح). وفي القدسالمحتلة صرح افي بازنر أحد المتحدثين باسم الحكومة الإسرائيلية لوكالة فرانس برس أمس الخميس أن توسيع العملية البرية الإسرائيلية في جنوبلبنان الذي وافقت عليه الحكومة الأمنية الإسرائيلية (لم يبدأ بعد). وفي غضون ذلك تواصلت الاعتداءات الجوية وصرحت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي صباح أمس الخميس أن الطائرات الإسرائيلية نفذت 150 طلعة جوية فوق لبنان خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية التي انتهت صباح أمس زاعمة أن القصف استهدف إطلاق الصواريخ ومبان تابعة لحركة حزب الله. ولدى استئناف هذه الاعتداءات الجوية صباح أمس لقي مدني مصرعه شرق مدينة صور الساحلية. وأفادت الشرطة اللبنانية أن شاباً على دراجة نارية قتل جنوب مدينة صور في غارة شنتها طائرة استطلاع إسرائيلية.كما استهدفت المقاتلات الإسرائيلية للمرة الأولى طريق صيدا - الزهراني (7 كلم جنوب صيدا) الساحلية بخمس غارات مما أدى عملياً إلى قطعها.وشن الطيران الحربي الإسرائيلي خمس غارات على منطقة إقليم التفاح الجبلية شرق صيدا كبرى مدن جنوبلبنان بدون الإفادة حتى الآن عن وقوع إصابات.وفي المقابل قالت خدمات الطوارئ الإسرائيلية إن صاروخاً أطلقه مقاتلو حزب الله أصاب منزلاً في شمال إسرائيل أمس الخميس مما أدى إلى شخصين. وكان الصاروخ من بين 50 صاروخاً على الأقل أطلقها حزب الله على إسرائيل حتى أمس.