بلغ إجمالي عدد المتقاعدين في المملكة العربية السعودية حتى نهاية العام المالي 1424/1425ه (353.048) متقاعداً، مقارنة مع (328.200) متقاعد للعام المالي 1423/1424ه بزيادة قدرها (24.848) متقاعداً، وتمثل نسبة زيادة قدرها (7.6%). وفيما يأتي بيان تفصيلي لأعداد المتقاعدين حسب التقسيمات المتعددة من حيث الإجمال والجنس وتوزعهم على المناطق الإدارية في المملكة. إن مهارة القيادة تختلف من مدير إلى مدير آخر، فالكل ممن يشغل الوظيفة يمكن أن يطلق عليه مديراً، لكن ليس كل واحد يمكن أن يكون قائداً!! فالمقدرة على القيادة مهارة يفتقدها الكثير ممن يشغلون الوظيفة الإدارية، مما يتسبب في خفض معيار التفوق، وعدم الاستفادة من الطاقات والكفاءات المتوافرة في الإدارة، خصوصاً أن ممن تولوا مسؤولية الإشراف قد يكونون أكثر الموظفين خبرة أو أكثرهم قدرة على الوصول إلى المسؤول، أو حتى لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بأي من هؤلاء مما يمكِّنهم من تولي المسؤولية الإدارية في الجهة التي يعملون بها! فهناك من المديرين من لا يعرف كيف يحفِّز الموظفين ويدفعهم إلى العمل بجدية ونشاط وفعالية، وهناك من المديرين من لا يفرِّقون في المعاملة بين الموظفين وأدوات المكتب!! وهناك من المديرين ممن لا يفرّق بين سلوكه في المنزل مع أبنائه وسلوكه مع الموظفين العاملين معه، فيصرخ في وجه الموظف ويوبخه وكأنه يمارس عملية تربوية فاشلة وناقصة! ويذكر السيد (جيمس ميلر) في كتابه أفضل مدير وأسوأ مدير أن أحد البرامج التلفزيونية، ومن أبرز البرامج التلفزيونية في الولاياتالمتحدةالأمريكية عكس تذمر الكثير من الموظفين من خلال الرسائل التي تصل منهم للبرنامج وتصف حالات رضاهم عن مديريهم وأفضل المديرين وأسوأهم. والطريف في الأمر أن الرسائل التي تصف حالات سلبية للمديرين فاقت في عددها التي تصف الحالات الإيجابية للمديرين بنسبة (7) إلى (1)، وهذا يعكس أن نزعة الموظف للتذمر تفوق نزعته للعرفان بالجميل وأن صوت الشكوى يعلو على صوت الشكر. ويذكر السيد جيمس (ميلر) بعض حالات البخل لدى المسؤولين، حيث أورد قصة المدير الذي يعطي أوامره الصارمة للمحاسب بأن يعرض عليه كل ما يخص المصروفات النثرية، وعندما تأتي هذه السلع مثل الشاي وورق الحمام (أعزكم الله) فإنها تمكث في مكتبه ثلاثة أيام قبل أن تخرج، وتخيَّل ما الذي يفعله بها طوال هذا الوقت! إنه يفصل طبقتي ورق الحمام ليضع كلاً منهما في بكرة منفصلة وبهذا يضع بكرتين من كل بكرة. وهذا يذكِّرني بحال بعض المديرين أو المسؤولين في بعض الإدارات الحكومية لدينا، الذي يُبقي محضر الترقية الخاص بالموظفين أسابيع أو أن يتأخر في توقيع قراراتها، ومن المديرين البخلاء من يدقق كثيراً في الموافقة على دورة تدريبية أو خارج دوام للموظفين وكأن المبلغ سيصرف من جيبه الخاص! إن المدير البخيل قد يوفر مصروفات بسيطة، لكنه في المقابل يخسر ولاء الموظفين، فالمديرون البخلاء في الشركات عندما يعلنون عن الوظائف الشاغرة لديهم في الشركة يبحثون عن أرخص موظف وبأقل راتب وكأنهم في مناقصة! يقول أحد الموظفين الذي كان يكتب الخطب السياسية للرئيس الأمريكي السابق (ريجان): كنت أكتب الخطب السياسية للرئيس، وعندما قدَّمت له مسودة إحدى الخطب الجيدة، كتب لي بأعلى المسودة كلمتي: (جيد جداً) ظللت أحملق في هذا التقدير وأنا أشعر بسعادة غامرة، ثم قصصت الكلمتين من المسودة، وعندما حرت أين أضع القصاصة علَّقتها على صدري بدبوس ومضيت أتفاخر بها بين زملائي. وقد تطرق السيد (جيمس ميلر) إلى المدير التقليدي أو المتسلِّط الذي لا يريح موظفيه، فعندما يريح موظفيه فإنهم يتعبونه، أما إذا أتعبهم فإنهم سيريحونه! حسب اعتقاده! وهناك من المديرين من يمنع الموظفين من قراءة الصحف ويضع التعاميم على لوحة الإعلانات ليؤكد ذلك، وهناك من يركِّز على بداية الدوام وانتهاء الدوام ولا يتساهل في تلك فيجد موظفين يأتون مبكراً ويخرجون مبكراً، لكنهم لم ينجزوا شيئاً! المشكلة أن هناك من يقفزون إلى المناصب الإدارية بشكل سريع دون امتلاكهم ما يؤهلهم لتحمُّل المسؤولية، فتجد مديرين يفتقدون المهارة والقدرة على تحمُّل المسؤولية، وهناك من المديرين من وصلوا إلى المسؤولية الإشرافية إلا أنهم ما زالوا يمارسون أعمالهم السابقة التنفيذية.. فلا يتركون للموظفين أي شيء ليفعلوه، لأنهم ينجزون الأعمال بأنفسهم لعدم الثقة في قدرات الآخرين. نتمنى من بعض المديرين أن يتخلوا عن عبارات السبّ والشتم التي طالما سمعناها من بعض المديرين ليأتي بدلاً منها عبارات أرقى وأجمل وألطف ونتمنى أن يتعامل المدير مع موظفيه دون وساطة أو تعالٍ وترفعٍ. إن هناك الكثير من جوانب النقص في ممارسات بعض المديرين تهون جميعها ما عدا المدير سليط اللسان الذي لا يحترم أحداً، أو المدير البخيل الذي لا يريد لأحد من الموظفين أن يحصل على ميزة مادية.