استنكرت المملكة المجزرة التي أقدمت عليها إسرائيل في بلدة قانا شرق صور بلبنان الشقيق وقالت إنها امتداد للمذابح التي ترتكبها إسرائيل في حربها الشاملة ضد لبنان بأجمعه. جاء ذلك في تصريح لمصدر مسؤول يوم أمس. وذكر المصدر أن الحرب التي طال دمارها كل أركان لبنان وجميع بناه الاقتصادية وكافة مقومات حياة الشعب اللبناني بأكمله، والشهداء الذين أزهقت إسرائيل أرواحهم في قانا هم من السكان الأبرياء ومعظمهم من الأطفال والنساء الذين لاذوا للملاجئ هروباً من البطش الإسرائيلي. وأضاف المصدر أن المملكة إذ تبدي استنكارها لهذا العمل الهمجي الذي لا يراعي شريعة ولا حرمة ولا ميثاقاً لتؤكد أنه ما كان لإسرائيل أن تنتهك لبنان الشقيق على هذا النحو لولا الآلة العسكرية الهائلة التي زودت بها ولولا هذا العجز الدولي عن اتخاذ قرار لوقف إطلاق النار ولولا الدعم المعنوي والسياسي والمادي الذي تلقاه إسرائيل. وتابع المصدر المسؤول أن المملكة تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار والاستجابة لمطالب الحكومة اللبنانية وتحذر من تداعيات العدوان الإسرائيلي الذي يوسع من دائرة العنف ويخرج الأمور عن السيطرة. ومن جهة ثانية أبلغ لبنان وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أنه لا توجد إمكانية لاستقبالها وذلك بعد ساعات من المجزرة الرهيبة التي ارتكبتها إسرائيل في بلدة قانا وهي الثانية من نوعها في ذات البلدة، وأعرب لبنان بهذه الخطوة عن احتجاجه باعتبار أن رايس وحكومتها رفضوا صراحة عدة مرات وقفاً لإطلاق النار.. غير أن رايس قالت بعد الجريمة: إن الوقت حان لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ومقاتلي حزب الله. وأقدمت إسرائيل على فعلتها الآثمة التي وجدت استنكاراً واسعاً على نطاق العالم وذلك بعد يوم هزيمتها المدوية على أيدي رجال المقاومة في بنت جبيل حيث انسحبت منها مرغمة، وراح ضحية للجريمة أكثر من 57 لبنانياً على الأقل بينهم 27 طفلاً. وقال شهود عيان: إن إسرائيل بدأت قصف المنزل الذي اختبأ فيه أفراد عائلتين كبيرتين على الأقل منذ الواحدة من فجر أمس الأحد وأنها شنت عليه 50 غارة وكانت الضربة الجوية أمس على بعد أقل من كيلومتر من المقبرة الجماعية التي دفن بها أكثر من مئة لبناني قتلوا في قانا عام 1996م بعد أن قصفت إسرائيل قاعدة للأمم المتحدة في عملية (عناقيد الغضب) احتمى بها أيضاً مدنيون من القصف. وقال رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة أمس: إنه لن يجري أي محادثات حول الأزمة الأخيرة في الشرق الأوسط قبل وقف فوري لإطلاق النار بعد هذه المجزرة. وبعد دقائق من تصريحات السنيورة قال مسؤولون لبنانيون: إن لبنان أبلغ وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بعدم إمكانية لقائها قبل وقف فوري للهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ 19 يوماً في لبنان. واطلقت المجزرة عاصفة من الاحتجاجات في بيروت خصوصاً عندما اقتحم متظاهرون مبني الأممالمتحدة ومقر مجلس الوزراء. وتوعد حزب الله بالرد على المذبحة قائلاً: إن إسرائيل (ستتحمل نتائج مجازرها في قانا). ومن جانبها أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الأحد أن (كل الخيارات مفتوحة أمام المقاومة الفلسطينية واللبنانية للرد على جرائم الإرهاب الصهيوني) في قانا. ومن جانبه توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي باستمرار العدوان على لبنان حتى بعد المجزرة. طالع دوليات