أعربت كل من إسرائيل والولاياتالمتحدة عن الارتياح لنتائج مؤتمر روما، وبينما قالت إسرائيل إن المؤتمر أعطاها الإذن لمواصلة عمليات (عدوانها) على لبنان فإن واشنطن التي يجمع المراقبون انها أفشلت تحركاً لوقف إطلاق النار ورفضت القول إن رفض الدعوة إلى وقف إطلاق نار بشكل عاجل وليس فورياً بأنها تشكل فشلاً. وقال وزير العدل الإسرائيلي حاييم رامون أمس عن المؤتمر الدولي الذي عقد الأربعاء في روما بدون التوصل إلى وقف لاطلاق النار الواقع إننا حصلنا أمس في روما على إذن لمواصلة عملياتنا حتى لا يعود حزب الله موجوداً في جنوبلبنان ويتم نزع سلاحه. وانتهى المؤتمر الدولي حول لبنان يوم الأربعاء في روما بدون التوصل إلى اتفاق حول الدعوة إلى وقف فوري لاطلاق النار بعدما تصدت الولاياتالمتحدة بقوة لضغوطات غالبية الدول الأخرى المشاركة في المؤتمر. واكتفى هذا المؤتمر الذي ضم وزراء خارجية من 14 دولة إضافة إلى رئيس الوزراء اللبناني في نهاية المطاف بالدعوة إلى العمل فورا من أجل التوصل بشكل عاجل إلى وقف لإطلاق النار، في صيغة توافقية أقل إلزامية. وزعم رامون لإذاعة الجيش الإسرائيلي ان الجميع يعلم ان انتصاراً لحزب الله سيشكل انتصاراً للإرهاب العالمي وهذا سيكون كارثة للعالم ولإسرائيل. وأثنى داني غيلرمان السفير الإسرائيلي لدى الأممالمتحدة على موقف الولاياتالمتحدة الشديد الحزم في روما،على حد تعبيره. وجاء في البيان الختامي الذي تلاه وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما أن وقف اطلاق النار يجب ان يكون (ثابتاً ودائماً وكاملاً) فيما تكثفت المعارك على الأرض. ومن جانبها نفت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ان تكون واشنطن وجدت نفسها معزولة لرفضها اقتراح وقف اطلاق نار فوري بين إسرائيل وحزب الله خلال المؤتمر. وقالت للصحافيين الذين رافقوها في الطائرة التي أقلتها من روما إلى ماليزيا للمشاركة في مؤتمر قادة جنوب شرق آسيا نعم، إن دولاً عدة دعت إلى وقف اطلاق نار فوري، ولكن هناك دولاً أخرى لم تطلب ذلك، وأوضحت لم تطالب جميع الدول بوقف اطلاق نار فوري. واعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية من جهة أخرى ان مؤتمر روما لم يكن فشلا. وقالت إن المؤتمر شكل نجاحاً لأنه حدد العناصر التي يمكن ان تشكل وقفاً دائما لاطلاق النار. ومن جانبه أعرب البيت الأبيض عن ارتياحه لنتائج المؤتمر رافضاً اعتبار الدعوة إلى وقف إطلاق نار بشكل عاجل وليس فورياً بأنها تشكل فشلا. وكرر المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو القول بأن توفير شروط وقف النار أمر يعود إلى حزب الله. وفي لندن انتقدت الصحف البريطانية أمس الخميس (العجز الدبلوماسي) للمشاركين في المؤتمر معتبرة انه يطلق عملياً يد إسرائيل لمواصلة هجومها العسكري على حزب الله. وقالت صحيفة (التايمز) الصحيفة ان الولاياتالمتحدة حصلت على ما كانت تريده. أما صحيفة (ديلي تلغراف) فقد ذكرت ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيتعرض الآن لضغوط أكبر من أجل دفع حليفه الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى الدعوة إلى وقف فوري لاطلاق النار خلال لقائهما اليوم الجمعة في واشنطن، وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها ان العجز الدبلوماسي لم يكن واضحاً يوماً كما كان أمس في روما، متسائلة حول هدف زيارة رايس لأوروبا والشرق الأوسط، وقالت ان إدارة بوش تمنح الإسرائيليين حرية مطلقة لأنها تعتقد انهم قادرون على شل قدرات حزب الله، أما (الغارديان) فقد اتهمت الولاياتالمتحدة بدعم إسرائيل (بشكل فاضح) وبالاستهتار بالأسرة الدولية. وقالت: إنهم يعمقون الهوة مع العالم العربي ومن المخجل ان بريطانيا تشارك بذلك، مؤكدة ان بريطانيا يجب الا تشارك في جنون (رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود) أولمرت.