فقدت محافظة الزلفي يوم الأربعاء الموافق 9-6-1427ه عالماً جليلا أفنى عمره منذ صباه حتى توفاه الله في خدمة دينه قاضيا ومعلما ومفتيا وناصحا ومصلحا إنه فضيلة الشيخ الوالد عبدالله بن إبراهيم الغفيلي -يرحمه الله- الذي أحزن رحيله البعيد قبل القريب وكل من تعرف عليه وزامله أثناء الدراسة أو العمل فقد كان -يرحمه الله- ذا هيبة ووقار وكان يحظى باحترام الجميع من زملاء ومراجعين ومواطني المحافظة كافة وكان - يرحمه الله- يبادلهم نفس الشعور وأكثر فلقد عرف أهالي المحافظة شيخنا الجليل منذ مدة تزيد على أربعين سنة حين كان قاضيا بمحكمة البلدة الجنوبية بالزلفي وزميله ورفيق دربه شيخنا الفاضل المغفور له بمشيئة الله الشيخ عساف بن منصور الحواس قاضيا بمحكمة البلدة الشمالية وكان ذلك قبل توحيد المحكمة بمبنى واحد وهما من أهالي الرس الكرام وكان كل منهما قد وهبه الله صفة حسن الخلق والكرم ورحابة الصدر وحب إصلاح ذات البين وسرعة إنجاز العمل الموكل بهما إرضاء لله ثم لمن ولاهم هذا الأمر فرحمهما الله وأسكنهما الفردوس الأعلى. وأعود لشيخنا الفاضل عبدالله حيث تعرفت عليه من قرب بحكم عملي بالمحكمة منذ عام 1407ه - 1412ه وهي الفترة الثانية التي قضاها - يرحمه الله- بمحكمة الزلفي حتى تم ترقيته لمحكمة التمييز بمكة المكرمة، فقد كان يرحمه الله يحرص على سرعة البت بالقضية وسرعة إصدار الصكوك وتسليمها لأصحابها كما كان يرحمه الله يحرص كل الحرص على الصلح بين المتخاصمين ولا سيما الأقارب أو الجيران منعا للقطيعة فيما بينهم وكان يرحمه الله في سبيل ذلك يدعوهم لزيارته في بيته بعد العصر لترطيب الأجواء بينهم والإصلاح ثم يدعوهم بالغد لكتابة ما اصطلحوا عليه وإنهاء الدعوى، وما ذكر عن فضيلته قليل من كثير فرحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جناته وخلفنا وأهله وولده ومحبيه خيراً وأحسن عزاءنا جميعا بفقد. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.