يعد الوقف سنة وفيه فضل عظيم وأجر كبير، وهناك أدلة كثيرة تدل على فضل الوقف واستحبابه، وإن من مناقب الأمراء ومفاخرهم أن أوقفوا الكتب على أهل العلم حيث إن الكتب كانت الوعاء الذي نهل منه العلماء وطلبة العلم. وحظي الوقف بنجد بعناية كبيرة من أئمة آل سعود وتمثل ذلك في قيامهم على نشر العلم عن طريق وقف الكتب على العلماء. الأميرة نورة رائدة في الوقف ومن هؤلاء النساء الأميرة نورة بنت الإمام فيصل بن تركي، فقد وقفت كتاب صحيح البخاري في مجلدين، وخصت بالوقف الشيخ حمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز بن الشيخ، ووقفت أيضا كتاب الأدب المفرد للإمام البخاري، وورد نصه كما هو في الوثيقة: بسم الله الرحمن الرحيم يعلم من يراه أن نورة بنت الإمام فيصل بن تركي حفظها الله أوقفت على حمد بن عبدالعزيز طلباً للثواب من رب الأرباب وعملاً بحديث (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم، 1278ه. أيضا أوقفت كتاب صحيح البخاري في مجلدين كما هو في الوثيقة: بسم الله الرحمن الرحيم لقد وقفت وحسبت نورة بنت الإمام فيصل بن تركي هذا الكتاب على العبد الفقير إلى ربه حمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز سنة 1277ه وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. - ترجمة القائم على الوقف وشيء من سيرته وذريته ومن المهم أن أذكر القارئ الكريم بترجمة الشيخ حمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز بن الشيخ الذي ورد ذكره سلفا، حيث ذكره العلامة الشيخ حمد الجاسر في جمهره أنساب الأسر المتحضرة في نجد ج1-471 فقال: آل الشيخ في ثادق أبناء الشيخ حمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن سلامة بن عمران العوسجي. وفي الموسوعة الذهبية في أنساب قبائل وأسر شبه (الجزيرة) العربية للشيخ إبراهيم بن جارالله الشريفي، ج4-1377 طبعه عام 1419ه فقال: آل الشيخ في ثادق هم أبناء الشيخ حمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز، وذكر آل الشيخ في موسوعة القبائل العربية لمؤلفه محمد بن سليمان الطيب ج8-838، 826، 768 فقال: آل الشيخ في ثادق أبناء الشيخ حمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز. من شهادة أهل العلم وقال الشيخ عبدالرحمن بن قاسم في الدرر السنية ج12-82: هو العالم العلامة الفقيه الزاهد، المذكر العابد، الشهم النبيه الشيخ حمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن حمد بن علي بن سلامة بن عمران العوسجي البدراني الدوسري ولد سنة 1245ه في بلدة ثادق وأخذ العلم عن الشيخ عبدالرحمن بن حسن، وابنه الشيخ عبداللطيف والشيخ محمد بن مقرن والشيخ عبدالعزيز بن حسن، والشيخ عبدالرحمن بن عدوان، والفرائض عن الشيخ عبدالعزيز بن شلوان وغيرهم، برع في جميع الفنون وكان يقظاً فطناً، قليل المثل في الشهامة والذكاء والديانة والعبارة كثير الخير، له قدم راسخة في الفتوى ووقع في النفوس، دمث الأخلاق، قوي الجأش في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولي قضاء سدير في ولاية الإمام فيصل وابنه بعده، ثم في الوشم، ثم في بلدان المحمل بعد الشيخ عبدالعزيز بن حسن، وله أجوبة سديدة، ونصائح مفيدة، ومجالس في التدريس، اخذ عنه العلم ابنه محمد وغيره من سائر بلدان المحمل، توفي رحمه الله تعالى في شعبان 1330ه أ.ه كلامه. والصحيح أن وفاته 1320ه حيث لدي وثيقة توضح تاريخ وفاته في 23 - 8 - 1320ه وقال الشيخ محمد بن عثمان القاضي في روضه الناظرين ج1-89: هو العالم الجليل الحبر البحر الفهامة الشيخ حمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن حمد بن علي بن سلامة بن عمران العوسجي البدراني الدوسري، حتى قال: وقد وهبه الله فهماً ثاقباً وقوة في الحفظ وسرعة في الفهم حتى عد من العلماء البارزين في زمنه وهو من بيت علم وكرم وجود ولأسلافه آثار خالدة تجددت معه، وكان مرجعاً في حوادث نجد وقبائلها ويقيد كل ما يمر عليه وبخطه يوجد حواشي ونقولات نفيسة... إلى أن قال: حج سنة 1270ه وعقد مع علماء الحجاز ندوات وتناقش معهم في عدة مسائل حرر عنها رسالة وذكر أنه تولى القضاء في سدير والوشم والمحمل. وذكر ترجمته الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام في كتابه (علماء نجد خلال ثمانية قرون ج2- 82 ترجم برقم 116). كما ترجم له الأستاذ محمد بن عبدالله آل حمدان صاحب مكتبة قيس في كتابه البير ص91 وترجم له الدكتور إبراهيم بن عبدالله آل إبراهيم، في كتابه قضاة حريملاء ص 25 - 26 وغيرهما. أبناء على المنوال نفسه أما ابنه الشيخ محمد بن حمد بن عبدالعزيز فقد ترجم له الأستاذ محمد بن عبدالله الحمدان في كتابه البير ص160 - 161 قال: منهم محمد عالم جليل في الفقه والتفسير والفرائض عين في القضاء في مكة عام 1344م إلى عام 1347ه وطلب من الملك عبدالعزيز إعفاءه من القضاء في قصة طريفة. وبعد سنوات أرسل له الملك عبدالعزيز خطاباً يكلفه فيه بمهمة دينية مستعصية، فأنجزها على خير وجه. ومن أولاده عبد العزيز بن محمد كان قاضياً، في تبوك توفي شاباً عام 1356ه ولم يعقب أ.ه وذكر الشيخ محمد انه تولى القضاء في الحرم الشيخ ابن بسام في علماء نجد خلال ثمانية قرون ج5-519 إلا أنه أخطأ في اللقب حيث ذكره محمد بن حمد بن عبدالعزيز الحمدان والصواب آل الشيخ، فقال الشيخ محمد بن حمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن سلامة بن عمران البدراني الدوسري إلى أن قال: ولما دخل الملك عبدالعزيز آل سعود مكة عام 1343ه عينه قاضياً مع قضاتها، كما عينه إماماً في المسجد الحرام وبقي في هذين المنصبين حتى طلب الإعفاء عام 1347ه فأعفي، ثم قال: والمترجم من العلماء الكبار في التفسير والحديث والتوحيد والفقه واللغة العربية، وكان الملك عبدالعزيز معجباً بعلمه وعقله وحسن إدارته للأمور. فكان يستعين به في بعض المهمات فيحلها، وللمترجم أبناء نجباء منهم عبد العزيز ولي قضاء تبوك وتوفي شاباً، وحمد الذي تعين في هيئة المرشدية والوعاظ، وكذلك في ترجمه ابنه عبدالعزيز قاضي تبوك ذكر الشيخ ابن بسام ج3- 519 أن عبدالعزيز بن محمد بن حمد آل سويلم فأخطأ في اللقب حيث الصحيح آل الشيخ وليس آل سويلم هذا وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه وسلم.