استطاع النصر عصر أمس أن يقف بكل تحفز طرفاً أول في بطولة الوسطى منتظراً البطل الثاني الذي سيحدده لقاء الشباب والهلال يوم الجمعة القادمة؛ حيث تغلب على الفريق اليمامي المقابل بهدفين في مقابل هدف واحد. سجل هدفي النصر محمد سعد وخالد، وحقق هدف اليمامة الوثلان. ولقد رأى الجمهور هدفاً واحداً في شوط المباراة الأول ثم حقق النصر واليمامة في الشوط الثاني الهدفين. ومباراة الأمس كانت قد تفوقت في أداء الأفراد فيها كما تميزت بلمحات من الإثارة قدمها الفريقان معاً، وإن كان النصر قد كسب النتيجة أيضاً، مع مقاسمته للفريق اليمامي في المستوى والأداء. وعلى الرغم من أن الأحوال الجوية كانت غير اعتيادية بالنسبة للاعبينا إلا أنها لم تحل دون توافر العرض الطيب. * * يمكن هنا أن نحدد باختصار بعض مجريات اللعب لكلا الفريقين على اعتبار أن هذه المجريات تعطي بعض الفكرة عن الواقع الذي اصطبغ به.. ومستواهما عموماً. * لقد كانت البداية مشجعة للذين توقعوا أن تكسر اليمامة حاجز النقاط؛ حيث فوجئ النصر بكرات يمامية هادئة وأداء متناسق لعب الوسط دوراً كبيراً في الارتفاع بمستوى هذا الأداء. ولقيت كل الهجمات الطويلة والعالية من جانب النصر تحويلاً هادئاً من قلب دفاع وظهير اليمامة الأيسر. * حاول النصر الغزو الجانبي من ناحية الجناح الأيسر، ولقد تهيأت لحسن أبو عيد عدة كرات كانت تنتهي بسبب تنافر الأداء بين ممدوح ومحمد سعد وتأخرهما معاً، ففقدا اقتناص كل الفرص. * كرة من جانب هجوم اليمامة يرتمي عليها جوهر ارتماءً خاطئاً ويكاد مهاجم يمامي يصطيادها لولا عودته مرة أخرى للإمساك بها. * صالح الصانع يقوم ببعض المحاولات الموفقة من جانبه، ولكنها تضيع هدراً من جانب زملائه المهاجمين الآخرين. * كرات مثلثة يتبادلها الصانع - الأيمن - مع الوسط اليمامي، وينهي أغلبها أبو حيدر أو القباع. * أكثر من ثلاث ضربات ركنية على مرمى النصر.. يشتتها الدفاع بين ارتباك الظهيرين.. وتجلية أبي حيدر لأول مرة يخلصها القباع. * محمد الصالح.. يمسك كرة جيدة بينما يرتبك في الأخرى. * محمد سعد يمرر كرة رائعة يخرجها الدنيني خارج الملعب. * الدنيني يمرر كرة.. ولكنها بعيدة عن ممدوح. * تألق دفاع اليمامة في تقليص خطورة محمد سعد في الشوط الأول؛ للأداء الجيد الذي لعب به متوسط الدفاع والظهير الأيسر ممثلاً في اليحيا والشريم وابن سيف. * جاء الهدف الأول للنصر الذي كان نقطة استراحة بالنسبة لكليهما. بمعنى.. أن الفريق النصراوي ازداد حماساً بعد تحقيقه الهدف.. وإن كانت فترة الحماس هذه لم تكن إلا مؤقتاً، وعاد اليماميون ليشكلوا بعض الخطورة والألعاب الهادئة الموفقة. * أهم ما يميز المباراة عموماً صافرات التسلل على الفريقين ومن جانب ابن نفيسة بالذات. * بالطبع لم تتم هذه عن تخطيط معين لأحدهما ولكنها نتيجة سوء تقدير من جانب بعض المهاجمين على أكثر الأحوال. * عندما حقق اليماميون هدف التعادل ازدادت آمالهم في التفوق على النصر وكادوا يفعلون ذلك لكن محمد سعد وخالد كانا أكثر من قادرين على ترجيح الكفة. * كاد النصر يحقق الهدف الثالث إثر تمريرة من أبي عيد إلى المرمى وخرج الحارس لكن مدافعاً يمامياً أنقذها. * خالد (يشوّت) كرة على الطاير وفي الأوت. ** من خلال مباراة الأمس أستطيع القول إن الفريق اليمامي.. كان وما زال الفريق أكثر تفوقاً في أدائه ولعبه في جميع المباريات التي لعبها، سواء أكان أمام النصر أم أمام الهلال. وإذا كان لم يوفق في ذلك فلئن شلل هجومه هو العامل الرئيس الذي يقف عقبة في طريق تفوقه كفريق بالنتيجة. وقد لعب الفريق اليمامي أمس بتشكيل محمد الصالح في حراسة المرمى وابن سيف وابن دحم في الظهيرين وسليمان اليحيا والزمامي ومبارك والوثلان وصالح الصانع وسعد الصانع، وقائمة الأمس أعطت للمباراة حرارتها من حيث القدرة على: * أداء المباراة بروح هادئة.. وبكرات بأسلوب السهل الممتنع؛ فالرباعي كان أهم، والتفريغ التام لفعالية الوسط والهدوء في التسليم.. مع إتقان فن التغطية. والقدرة على ملء الوسط الذي واصل تألقه بعد مباراة في الأسبوع الماضي أمام الهلال.. وكذلك امتلاك المساحات الخالية بكرات المتبادلة التي تنتهي لسوء التصريف المقابل.. مع هجمات رأسية وجانبية. * الهجوم.. هجمات متبادلة تنتهي لسوء التصريف وانعدام الدقة في التمرير والتحكم بالكرة. ولكن هذا الأداء اصطدم بسلبيات أدت إلى تقليصه وعدم حصوله على النتائج المطلوبة؛ فالوسط الذي تألق في الشوط الأول وقسم من الشوط الثاني عندما تحقق الهدف اليمامي عاد إلى نقاط تنازلية تمثلت في الكرات المقطوعة من الخصم، والتمرير الخاطئ، في مقابل ذلك كان وسط النصر يحسّ بمسؤوليته.. وضرورة تفوقه. * إصرار المدرب على إبقاء الوثلان وإشراكه وهو لاعب كما نعرف لم يكتمل لياقياً إضافة إلى أنه كان غير قابل للتحسن في هذه المباراة بدرجة أضاعت مجهود زملائه.. وأعطتنا فكرة عن الكيفية التي تضيع فيها الفرص المصنوعة سلفاً. * وتجاه ذلك جاء تغيير المدرب الخاطئ بخير الله واللاعب الآخر؛ إذ إن التوقيت له غير مناسب إطلاقا؛ فلا مبارك أو الصانع كانا سيئين لإخراجهما؛ ومن ثم لو فرض ذلك أنهما كذلك؛ فالتوقيت كان متأخراً جداً حيث لا بدّ من التغيير المعقول في وقت يثبت اللاعب الجديد أحقيته ومجهوده، وكان من الطبيعي أن يتغير الوثلان أو الجناح الأيسر لا أفضل لاعبين في خط المقدمة. * لحظات الخمول التي واجهت مجموعة النصر من جراء ضراوة الأداء اليمامي جهز عليها (هدف السعد) الذي أعاد إلى النصر إصراره ورغبته في انتزاع النتيجة. ولم يكن النصر في موقف الأضعف أمس ولكنه فوجئ بحرارة اللعب اليمامي، فقاسمه هذه الحرارة، رغم قسوة الجو وبرودته. والنصر لعب أمس بتشكيل: جوهر في حراسة المرمى وفي الظهر أبو حيدر والقباع، وناصر الجوهر وعيد الصغير في مركزي الظهيرين. وفي الوسط سعد الجوهر، وخالد التركي (الصقيان فيما بعد). وفي الهجوم محمد سعد وممدوح (التركي فيما بعد) وأبو عيد والدنيني. وانحصر التغيير طوال المباراة في خروج ممدوح وإحلال خالد التركي محله.. بينما وضع الصفيان لاعب الوسط الثاني إلى جانب سعد الجوهر. ولأن النصر أكثر فرقنا استقراراً في تشكيله، وتكاملاً في أداء مجموعه، فإنه قد يكون من غير المكرور أن نقول إن معظم نتائجه ومنطلقات الكسب والمناعة لديه تتمثل في قدرات معينة.. لأن هذا أمر طبيعي يدل على التألق ليس إلا؛ ولذلك فالنصر لعب أمس بشبه اقتناع في استحقاق لهذه النتيجة، وإذا لم يكن فهو أمام فرصة أخرى، ولكنه مع ذلك كان لا يخلو من الاهتزاز في بعض النقاط؛ إذ إن الحراسة - ولنبدأ بها - كانت عصر أمس ممثلة في جوهر.. أقل قدرة على التحكم في كثير من الكرات التي وصلته رغم أن الخطورة الهجومية لليمامة غير واردة إلى هذه الدرجة. بينما كان الظهر يعتمد اعتماداً تاماً على تفاهم سعود أبو حيدر والقباع اللذين كانا رائعين في نقطتيها وقطعهما الصلة بين الكرات العرضية المعكوسة لليمامة. على أن مناعة متوسط الدفاع لم تنسحب على الظهيرين حيث كانا متخوفين من الكرات اليمامية بالدرجة التي انعدمت فيها المساندة المعتادة لخط الهجوم. * ولأن الوسط اليمامي كان في تفاهمه وملئه لمنطقته يشكل ورقة رابحة لا يمكن الاستهانة بها فإن وسط النصر كان يجد الكثير من الصعوبات وهو يمارس دوره، ولكنه نجح كثيراً في الكرات الطولية، والرأسية التي يمررها لمحمد سعد، بينما ألغيت فاعليته في الكرات المعكوسة، على أن هذه المقدرة لوسط النصر تصاعدت إثر نزول الصفيان.., وبدأ تقهقر جهد منطقة الوسط اليمامية لنفاده. ولم يكن هذا يعني أن التركي لم يقدم شيئاً، ولكنه كثيراً ما سها وزحف إلى الأمام بتلقائية؛ مما أدى إلى ترك الجوهر وحده يصارع القوة الوسطية للفريق المقابل. ولكن وجوده في خط المقدمة أعطى تأثيراً أكبر لم ينعكس في الهدف الذي حققه فقط، ولكن أيضاً بكراته لمحمد.. وتمركزه الجيد. ولم يكن الجناحان النصراويان اللذان لعبا بالدرجة التي أدى بها وسط الهجوم المباراة.. عدا الدنيني الذي تفوق على أبي عيد.. بمحاولاته والكرات المعكوسة والتسليمات السليمة له. الأهداف * تجمّع حول المرمى وكرة من اليسار للدنيني الذي يوجهها إلى المرمى فيحولها محمد سعد إلى الزاوية الأرضية هدفاً أول. * كرة من الجناح الأيسر يرتمي عليها جوهر وتفلت منه ويتصيدها الوثلان ليودعها هدف التعادل. * محمد سعد يلعب جناحاً أيسر ويمرر كرة خطرة جداً عكسية وخالد التركي يودعها بإتقان المرمى هدفاً ختامياً للمباراة. حول المباراة * حكم المباراة الدهام وسط الملعب وساعده الدهمش والنفيسة، وكان التحكيم جيداً في وسط الملعب، وكذلك من ناحية الدهمش، بينما فاتت على ابن نفيسة عدة كرات احتسبها وهي ليست كذلك. * محمد الصالح أثبت نجاحه في مركزه كتجربة أولى ولم يكن له دور في الهدفين اللذين ولجا مرماه، وأنصحه بالهدوء والارتماء الصحيح. * أبو حيدر.. كان جيداً كعادته بتغطيته وتوقيته السليم. * المطر أثر كثيراً في أرضية الملعب وربما في طبيعة ألعاب الأفراد. * سليمان اليحيا.. رائع.. رائع. * الوثلان في حاجة إلى الراحة وعودة لياقية جيدة. المحرر الرياضي * من الصورة يلاحظ كيف كان تأثير المطر في أرضية الملعب وسير اللعب * الزمامي كان هذه المرة أيضاً جيداً في متابعته للهجمات كما في الصورة * زجّت اليمامة بوجهين جديدين كان أولهما محمد الصالح الذي لعب لأول مرة مباراة كاملة * حقق خالد التركي أمس واحداً من أجمل أهداف الدوري إثر تمريرة من محمد سعد