قام نادي الهلال السوداني الشقيق بزيارة لمدينة الرياض في الأسبوع الأخير من شهر رجب لعام 1388ه قابل خلالها أندية العاصمة في لقاءات حبية جمعت الأشقاء في منافسة أخوية جميلة باستثناء فريق الشباب الذي لم يكن مدرجاً ضمن الأندية التي واجهها الفريق الضيف في تلك الزيارة. وكانت مباراته الشهيرة مع فريق النصر قد انتهت بهزيمة ثقيلة لفارس نجد قوامها (5/1) وقد نشرت (دنيا الرياضة) في عددها الصادر يوم 29/7/1388ه والتي كان يشرف عليها آنذاك الأستاذ تركي السديري - رئيس التحرير - نشرت تعليقاً موسعاً على هذه المباراة وكان عنوانه الرئيس: (بعد مباراة خالية من الإثارة.. الهلال السوداني يفوز على النصر بخمسة أهداف لهدف واحد).. وجاء في نص التعليق: أين مستوى الهلال السوداني في لقاء الأمس.. وأين مستوى نادي النصر.. لا شيء.. قاقارين المهاجم الخطر ليس كما عهدناه ومحمد سعد أيضاً ليس ذلك العنيف النهاز للفرص.. وسعد الجوهر لاعب الوسط الذي قاد النصر إلى الانتصار أكثر من مباراة استطاع كرداتش بعفويته أن يكون أكثر ظهوراً منه، والفاتح النقر افتقدنا كثيراً كراته المحكمة، وكذا أبوحيدر ليس ذلك الظهير الذكي بل كان يعتمد على الخشونة المكشوفة في تخليص الكرات.. وقد يكون هناك عذر بسيط هو أن الهلال السوداني لعب ثلاث مباريات متتابعة أفقدت لاعبيه لياقتهم وأن النصر لعب أيضاً يوم الجمعة أمام الشباب مما عكس نفس الأثر.. لكن مهما كان هذا العذر مقبولاً إلا أنه لا يشفع بوجود ذلك المستوى الهزيل.. كما أن هذا العامل من المفروض أن يجعل لاعبي النصر أكثر عزيمة وجهداً وتصميماً على الكسب.. إرهاق الفريق المنافس في ثلاث مباريات متتابعة كان يجب أن يكون عاملاً من عوامل الفوز وعلى الأقل.. على أضعف تقدير كنا نرجو أن نشاهد النصر في مستواه الذي كنا نتوقعه. بغض النظر عن الفوز أو الهزيمة، وبغض النظر أيضاً عن عدد الأهداف التي يسفر عنها اللقاء.. لكن ما حدث هو استسلام وتهالك رغم سنوح أكثر من فرصة ووجود أكثر من ثغرة كان بالإمكان أن تكون طريقاً للانتصار لو لعب الفريق للفوز. المباراة بدأت المباراة فاترة مملة مع بداية الشوط الأول ولم يكن يحرك هدوءها إلا تنقلات (عزالدين) وساعد الدفاع الأيسر و(كمال) الجناح الأيسر وحركات (سبت) في المرمى وكذا محاولات الدينيني وكرداش والصليح في هذا الشوط بذل أي جهد يرجح كفة النصر الذي كان متساوياً مع الفريق السوداني.. وقد لعب للنصر في هذا الشوط (ابن نفيسة) في حراسة المرمى في نفس طاقم الدفاع والوسط، وفي خط الهجوم لعب محمد سعد والدنيني ساعدي هجوم، والوجيه جناحاً أيسر، وصالح السليمان جناحاً أيمن. ويمثل الفريق الضيف نفس الطاقم الذي لعب له في المباراتين الماضيتين مع تغيير الجناح الأيمن (بالفاتح النقر) وساعد الهجوم الأيسر باللاعب (طلب). خط الهجوم النصراوي كان مفروضاً أن يكون وجود صالح السليمان فيه دعماً له لولا أن لياقة صالح نفدت بعد ثلث ساعة من بداية المباراة مما جعل مجهود الهجوم مقصوراً على تحركات الوجيه والدنيني ومحمد سعد. ورغم هذا فإن هؤلاء الثلاثة من المفروض أن يكون لهم أثر في خلخلة الظهير الهلالي الذي لم يكن متماسكاً والذي كان وسطه يلعب الكرة بطيئة متعثرة لولا تلاشي مجهود وسط النصر. فكرادش كان لاعب المجهود الذي برز بتحركه الكثير ومتابعته للكرة وعرقلته لكرات الوسط الهلالي، إلا أن سعد الجوهر كان عديم الفاعلية اطلاقاً بسبب سقوطه في المؤخرة دونما أي مبرر لذلك خصوصاً وأن خط الهجوم المقابل لم يكن يشكل فيه خطورة إلا (كمال) و(عزالدين) فقط، وظل (قاقارين) متفرجاً طوال وقت المباراة واقتصر نشاط الجناح الأيمن (الفاتح النقر) على سحب الظهير الأيسر - أبو حيدر - وتمرير الكرات قصيرة ومقطوعة في معظمها. لذا فقد ألزم سقوط سعد الجوهر في المؤخر وضياع مجهوده وهو اللاعب المفكر. الزم ذلك مجموعة الهجوم على التراجع المستمر أو - الجري - وراء كرات (كرداش) التي يلعبها - طويلة - بين الباكات ويستفيد منها الدفاع الهلالي وحارس المرمى قبل هجوم النصر. الشوط الثاني: رغم بروده فهو أكثر حرارة من الشوط الأول وبالذات من جانب النصر الذي تفوق في بعض فترات هذا الشوط إلا أنه ظل في مجهوده يدور في حلقة مفرغة لا يمكن أن تؤدي إلى نتيجة ذلك أن اعتماد الهجوم على السرعة ومحاولة استغلال الكرات الطولية. جعله ينهي معظم هجماته باحتساب أكثر من تسلل صحيح. وقد غير النصر بهذا الشوط في خط هجومه فاخرج صالح السليمان الذي كان يجب أن يتم إخراجه في وقت مبكر من الشوط الأول ولعب بدلاً منه عثمان بخيت كمساعد هجوم ودخل أحمد الجوهر ليلعب قلباً للدفاع بجانب الصليح. وهذا التغيير لم يكن له أثر بالنسبة لخطي الهجوم والدفاع بحكم تنافر أسلوب عثمان عن طريقة محمد سعد والدنيني والوجيه الذي بذل جهداً كبيراً يماثل جهد الجناح الأيمن السوداني بحيث ان تحركاته كانت تنتهي فعاليتها عند منطقة الظهير. كما استبدل النصر بعد دقائق من بداية هذا الشوط حارسه ابن نفيسة بالحارس جوهر مرزوق. تألق في هذا الشوط الجناح الأيسر السوداني واستطاع بمفرده ارباك مجموعة الدفاع النصراوية وكان المهاجم الوحيد الذي يحاول باستمرار استغلال كرات (كمال) هو ساعد الهجوم الأيمن (عز الدين). أما (قاقارين) فقد ظل يتفرج على تحركات لاعبي الفريقين وظل مجهود الجناح الأيمن ضائعاً. كما سبق أن قلنا. كما تألق أيضاً اللاعب - طلب - الذي حرك خط المقدمة بذكاء وقذف في المرمى أكثر من كرة مرتدة وقد ابدع جوهر مرزوق في هذا الشوط بالتقاط ثلاث كرات خطرة كانت أهدافاً محققة. الأهداف: الهدف الأول: كورنر يلعبه الجناح الأيسر خارج منطقة الجزاء ويتلقف ساعد الدفاع الأيسر الكرة دون أن يثبتها ويلعبها قوية عالية في المرمى لتحقق الهدف الأول (في بداية الشوط الأول). الهدف الثاني: كرة يفوت فيها الجناح الأيسر من الظهير النصراوي الأيمن ويلعبها عرضية سريعة ليقتصنها (عز الدين) ويودعها الشبكة هدفا ثانياً للهلال السوداني. هدف النصر يعرقل قلب الدفاع الدنيني ويحتسب الحكم بنالتي لصالح النصر.. ويلعب الكرة (عثمان) بخيت محققاً هدف النصر الوحيد في المباراة. الهدف الثالث: يتقدم الظهير الهلالي الأيسر بالكرة وعند خط الوسط يلعبها أوفر طويل في منطقة الجزاء ليضعها (كمال) الجناح الأيسر هدفاً ثالثاً للهلال السوداني. الهدف الرابع: كرة مرتدة قبل ثلث ساعة من نهاية الشوط الثاني يلعبها (طلب) - ساعد الدفاع - أرضية سريعة وقوية لتحقق الهدف الرابع. الهدف الخامس والأخير: قبل دقائق من نهاية المباراة يحقق (عز الدين) الهدف الخامس والأخير لصالح الهلال السوداني. تعليقات قصيرة ٭ المباراة عموماً كانت خالية من الإثارة والحماس وبالذات في الشوط الأول وفي الشوط الثاني كان وضع مجموعة النصر أفضل مما كان. ٭ أحمد جوهر ينتظره مستقبل جيد إذا اهتم بمستواه ووجد العناية اللازمة. ٭ كمال الجناح الأيسر كان أفضل مهاجم في الفريقين وقد هيأ هدفين وحقق الهدف الثالث بنفسه. ٭ خط هجوم النصر كان يلعب بدون تفاهم وكأنه لأول مرة يشترك مع بعضه. ٭ لم تعجبني خشونة سعود ولا استسلام ناصر الجوهر للجناح. ٭ كرداش بذل مجهوداً كبيراً ولكن بدون تركيز. ٭ سعد الجوهر.. كان لتقلص نشاطه أثر كبير في الهزيمة. ٭ عز الدين ساعد الهجوم الأيمن للهلال السوداني كان هو مصدر الخطورة في مجموعته بعد كمال. ٭ قاقرين كان فاشلاً للغاية ورغم هذا كانت الرقابة عليه من الدفاع النصراوي أكثر مما هي على عز الدين وكمال رغم تألقهما منذ البداية. ٭ سبت لم تعجبني طريقته في امساك الكرات ووقوفه في رأس منطقة الجزاء وهو يضع يديه في وسطه. ٭ صالح السليمان لعب بدون لياقة وسوف يفيد النصر كثيراً إذا واظب على تمارينه مع النادي.