قصفت إسرائيل لبنان جواً أمس الجمعة وقال جنرال: إنها قد توسع قريبا عمليات برية في هجومها الدامي الذي بدأ قبل عشرة أيام ضد مقاتلي حزب الله.وبعد عشرة أيام من القصف العنيف الذي دمر كثيرا من البنية الأساسية اللبنانية لم تستطع إسرائيل منع حزب الله من إطلاق صواريخ عليها مما آثار احتمال أنها قد تعبر الحدود بقوة.ونقلت صحيفة معاريف عن البريجادير جنرال الون فريدمان وهو قائد كبير قوله: (من الممكن خلال الأيام القادمة أن تزداد عملياتنا البرية). لدينا قوات كثيرة. سنقوم بعمليات استدعاء ضخمة لقوات الاحتياط ومن المحتمل أن يصل الآلاف من القوات إلى الحدود خلال الأيام القليلة القادمة. إلى ذلك أفادت مصادر طبية أن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب 12 آخرون بجروح على الأقل في سلسلة غارات عنيفة نفذها الطيران الإسرائيلي على مدينة بعلبك.وأشارت مصادر المسعفين إلى احتمال وجود ضحايا آخرين تحت الأنقاض.وأفاد مراسل فرانس برس أن الغارات التي استمرت نحو ساعتين استهدفت منازل في الأحياء السكنية من المدينة التي تضم نحو مئة ألف نسمة إضافة إلى عدد من المؤسسات التابعة لحزب الله ومحطتين للوقود.كما قصفت الطائرات الإسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع وجنوب لبنان مع طلوع نهار أمس وضربت جسرا على طريق بيروتدمشق الرئيسي أربع مرات. وفي غارات أخرى قصفت إسرائيل عربات فان متوقفة لشحن البضائع في ضاحية بعبدا التي تقطنها أغلبية مسيحية في بيروت قرب قصر الرئاسة. ولم ترد أنباء عما أسفرت عنه هذه الهجمات من قتلى وجرحى.وحذّر نصرالله الدولة اليهودية من شن غزو بري قائلاً إن صواريخ حزب الله ستبقى قادرة على الوصول لإسرائيل حتى إذا تراجع مقاتلوه عشرة كيلومترات أو 20 كيلومترا عن الحدود. وأضاف قائلا (بالنسبة لنا معادلتنا وقاعدتنا هي عندما يدخل الإسرائيلي يجب أن يدفع ثمنا كبيرا في دباباته وفي ضباطه وفي جنوده.. هذا ما نتعهد به وسنفي به إن شاء الله) مشيرا أيضا إلى أن مبادرة للأمم المتحدة لإنهاء القتال فشلت وأن المواجهة قد تطول. وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى قتل 312 شخصا في لبنان أغلبهم من المدنيين وتشريد نصف مليون شخص. وقتل 34 جنديا ومدنيا إسرائيليا. وقال إيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل إن الحرب ضد حزب الله ستستمر (الى أن نصل إلى نقطة تكون فيها المنفعة الحدية من وراء استمرار العملية العسكرية لا تساوي الثمن) المدفوع فيها.ورغم الجهود الدبلوماسية الدولية المكثفة والدعوات إلى وقف لإطلاق النار للحد من هذا النزاع الدموي الذي دمر لبنان وأدى إلى أزمة إنسانية خطيرة، لا شيء يوحي بهدوء فوري إذ إن مواقف المتحاربين ما زالت متباعدة.وفي هذا الإطار وصل وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أمس إلى لبنان بعد موافقة إسرائيل فتح (ممر إنساني) بين لبنان وقبرص وبطلب من باريس.واضطر أكثر من 500 ألف لبناني للفرار من عمليات القصف للإقامة في بيوت أصدقاء وأقارب حتى في مدارس عامة ومواقف للسيارات وحدائق عامة، في ظروف بالغة الصعوبة. وتحدثت منظمة الأممالمتحدة للطفولة عن (وضع بالغ الصعوبة) بينما تتالت الدعوات إلى تقديم مساعدة إنسانية والتحذيرات من (كارثة).ولكن حتى عروض تقديم المساعدة والأموال لم تجد، إذ إن وكالات المساعدات تواجه مشكلة تنظيم قوافل إنسانية إلى المناطق المنكوبة بينما دمر الإسرائيليون الطرق وقصفوا شاحنات.وفي مواجهة نزاع دام ومدمر غادر آلاف الأجانب واللبنانيين البلد في إطار عمليات إجلاء كبيرة تنظمها حكوماتهم.