تعقيباً على ما يتم نشره في جريدة الجزيرة من موضوعات تتعلق بأمور التربية والتعليم أردت هنا الحديث عن موضوع يهم جميع المعلمين السعوديين الذين يعانون معاناة كبيرة فيما يخص مدى استقرارهم الوظيفي، حيث يمر المعلمون بواقع مرير من خلال معاناتهم مع وزارة التربية والتعليم التي تقوم بتعيين المعلمين على مستويات أقل من المستوى الذي يستحقه المعلمون وهو المستوى الخامس، هذا المستوى الذي وضعته الأنظمة والقوانين ليكون هو المستوى الذي يتم عليه تعيين المعلمين السعوديين من خريجي كليات المعلمين، ولكن للأسف أنه لا يتم العمل بهذا النظام لنجد أن المعلمين يتم تعيينهم على مستويات أقل وصلت إلى تعيين المعلمين على نظام التعاقد وبراتب زهيد لا يليق بمن أوكلت إليهم مهمة إعداد أجيال يعول عليهم الوطن الشيء الكثير!! والمشكلة هنا هي أن وزارة التربية والتعليم لم تعط الأسباب المقنعة لهذا التصرف ولهذه المخالفة الصريحة للقانون من خلال تعيين المعلمين على مستويات أقل من المستوى المستحق وهو المستوى الخامس، ولم تقم الوزارة كذلك بوضع آلية واضحة من شأنها تنظيم عملية تحسن مستويات المعلمين، فهل هذا يعتبر تجاهلاً للمعلم السعودي؟! أم أنه استهتار بعقلية المعلم السعودي وتهميش لرأيه وعدم وضع أي حسبان لشخصيته؟! يجب أن يعلم المجتمع وخصوصا وزارة التربية والتعليم أن هذه المشكلة تمثل هاجسا وقلقا للمعلمين، وأنها مشكلة لها تأثير مباشر على مستوى أداء المعلم السعودي، وأنها مشكلة تستوجب وقفة صادقة ومنصفة لكي يتم حلها بشكل يضمن العدل واحترام الأنظمة، وبما يضمن وجود نظام تسير عليه الوزارة ويكون هذا النظام معلوما لدى المعلمين لكي يستطيعوا معرفة مستقبلهم الوظيفي وهذا ما يحتاجه كل موظف يسعى للتخطيط للمستقبل ولضمان مستقبله الوظيفي. وأتساءل هنا وبحرقة ممزوجة بالاستغراب الشديد: كيف نطالب المعلمين بأن يكثفوا جهودهم وأن يساهموا في إعداد أجيال تخدم وطنها في وقت يتم فيه هضم حق المعلم الوظيفي من خلال عدم تعيينه على المستوى المستحق نظاما؟! وكيف نطالب المعلم بأن يجتهد وأن يبذل جهده داخل أسوار المدرسة وهو يعاني من هذه المشكلة التي يستشعر معها الظلم؟! وهل مبلغ ال(3500) ريال التي يتقاضاها المعلم عند تعيينه ستكون حافزا له لممارسة مهنته كما يجب؟؟ إذا ما أخذنا بالحسبان أن المعلم يصرف من راتبه على كثير من الأمور التي يسعى من خلالها لخدمة طلابه كتأمين الوسائل التعليمية وتأمين الجوائز التشجيعية للطلاب، إلى غير ذلك من الأمور التي يسعى المعلم إلى تأمينها كمساهمة منه للرقي بمستوى طلابه. دائما نناقش الكثير من القضايا التي تخص الناشئة ودائما ما تكون المدرسة محورا من أهم محاور النقاش التي يتم التطرق إليها، لأن المدرسة هي شريك أساسي في قضايا الناشئة، وفي النهاية نرى أن المدرسة ينالها من الاتهامات حول وجود بعض من التقصير في القيام بدورها في عملية تربية وتعليم الناشئة، ولكن وللأسف لم أجد من يقول: إنه يتوجب تشجيع هذا المعلم وإعطاءه المزيد من الحوافز لنعينه ونشجعه على القيام بدوره في المدرسة!!! ولم أجد أحدا من المسؤولين أو من المهتمين بالميدان التربوي والتعليمي من حمل على عاتقه مهمة عمل دراسة حول العلاقة بين تدني راتب المعلم السعودي وتعيينه على مستويات أقل من المستوى الذي يستحقه وبين أداء المعلم في المدرسة وانعكاس ذلك على مستويات الطلاب داخل المدرسة؟! فالمعلم هنا يكون مطالب دائما بالإبداع والاجتهاد دون أن يسعى أحد لمناقشة المشكلات والعوائق التي تقف في وجه المعلم السعودي وتحد من نشاطه واجتهاده؟! وأنا هنا ومن خلال منبر جريدة الجزيرة أوجه رسالة إلى جميع المسؤولين والمهتمين بالشأن التعليمي في بلادنا أن عليهم مناقشة مشكلة مستويات المعلمين الذين يتم تعيينهم على مستويات أقل من المستوى المستحق وهو المستوى الخامس برغم أن ميزانية التعليم في بلادنا يذهب ما نسبته 26% منها للقطاع التعليمي وهو دليل واضح على حرص ولاة أمرنا حفظهم الله لتقديم ما يخدم التعليم في بلادنا وما ينقص هنا هو استغلال القائمين على التعليم لهذه الميزانية بما من شأنه الارتقاء بمستوى التعليم وإعطاء المعلم ما يعينه على القيام بواجباته، كما أنني أطالب كذلك بعمل دراسة حول مدى تأثير هذه المشكلة على المعلمين نفسيا وماديا ومهنيا، وما علاقتها بمستوى المعلم داخل المدرسة، إن على وزارة التربية والتعليم دعم المعلم السعودي وتشجيعه ليقوم بمهامه على أكمل وجه وإعطائه حقه بتعيينه على المستوى الخامس وسرعة تحسين مستويات المعلمين الحاليين والذين تم تعيينهم على مستويات أقل مثلت وما زالت تمثل عائقا أمام هؤلاء المعلمين للقيام بواجباتهم كما يجب. وختاما أقول لوزارة التربية والتعليم ولوزارة الخدمة المدنية ولوزارة المالية كفاكم تبادلا في إلقاء المسؤولية فيما بينكم فيما يخص تحسين مستويات المعلمين أو فيما يخص تعيين المعلمين، واعلموا أن ولاة أمرنا رعاهم الله لا يرضون بأن يتم تهميش أي نظام صادق عليه مجلس الوزراء ومن ذلك نظام تعيين المعلم السعودي على المستوى الخامس، فمن يا ترى المسؤول عما يجري للمعلم السعودي من خلال تعيينه على مستويات أقل من المستوى المستحق؟! ومن المسؤول عن العشوائية التي تجري حاليا في عملية تحسين مستويات المعلمين؟! ولماذا لا يظهر أي مسؤول ليقوم بشرح ملابسات هذه القضية التي تخص شريحة مثقفة ومؤثرة في المجتمع هي شريحة المعلمين؟! ولماذا لا يتم طرح هذه المشكلة للنقاش لتكون كبقية المشكلات التي يمر بها الميدان التربوي في بلادنا؟! فهل من مجيب لتلك التساؤلات؟! إذا كنا ننادي بأهمية أن يراعي المواطن النظام وأن يتقيد به ليكون مجتمعنا مجتمعا متحضرا ومتطورا، فأنا أرى أنه يتوجب على وزارة التربية والتعليم أن تكون قدوة إيجابية من خلال تقيدها بالنظام وإعطاء المعلم حقه في التعيين على المستوى الخامس الذي يستحقه، ليستشعر عندها المواطن أن هناك مؤسسات تمثل قدوة حسنة في التقيد بالأنظمة وتسييرها كما يجب. فايز بن ظاهر الشراري