لم يكن يوم الثلاثاء 15 - 6 - 1427 ه كغيره من الأيام، ففي الصباح الباكر جاءت والدتي العزيزة لإيقاظي من النوم وعلامات الحزن والأسى تغطي وجهها الطاهر النقي.. وقبل أن أسألها بادرتني بقولها: (توفيت جدتك).. نزل الخبر عليَّ كالصاعقة ماذا؟ جدتي.. جدتي!! وتذكرت حينها قوله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}.. وقول الشاعر: كل ابن انثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول وداعاً جدتي الغالية وداعاً يا رمز النقاء وداعاً يا شمس الضياء وداعاً فلا نملك إلا الدعاء وداعاً فقد أعياني البكاء في يوم جنازتها - رحمها الله - كان جموع المعزين يذكرونها بأطيب الصفات فهي أم اليتامى والمساكين وهي الصائمة الراكعة المستغفرة ولا نزكي على الله أحداً. روي عن أنس رضي الله عنه قال: (مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيراً فقال النبي صلى الله عليه وسلم (وجبت) ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً فقال النبي صلى الله عليه وسلم (وجبت) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت.. هذا أثنتيم عليه خيراً فوجبت له الجنة.. وهذا أثنتيم عليه شراً فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض).. اللهم ارحم جدتي الغالية رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناتك يا كريم يا رحمان.. اللهم اجعلنا مستعدين للموت قال تعالى: (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ). خاتمة خالي العزيز المربي الفاضل علي بن سليمان الشبعان: مهما كتبت فلن أوفيك حقك فقد كنت خير مثال يُحتذى به للأجيال القادمة، فكنت الابن الصالح المطيع ونموذجاً مميزاً في برك بجدتي.. فأسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. ahmd-40502hotmail.com