يتفق الجميع على أن ما يطرح في الصحافة من مواضيع تمثل وجهة نظر كتابها وهو أمر يتعلق برؤيتهم لكثير من الأمور لذا تختلف هذه الكتابات باختلاف توجهات هؤلاء الفكرية والاجتماعية وأحياناً الدينية!! على أن هذه النظرة ما تلبث أن تتغير حينما تسيطر (الموضة) على الكتاب فنرى طرحاً يكاد يكون متشابهاً إلى حد التطابق أحياناً. فالكتّاب شأنهم شأن أي شريحة من شرائح المجتمع قد تسيطر عليهم (موضة) معينة في الكتابة لفترة ما ثم ما تلبث أن تسيطر أخرى وهكذا..... فهي للجميع وقد يجاريها البعض بغض النظر عن كونها لائقة أو مناسبة.. لقد كانت الكتابة عن فيروز وأدونيس وسارتر والوجودية واللبرالية والرديكالية واليمين واليسار والحداثة والأصولية والسياب وهيكل.. موضة تناولها الكتاب زمناً ومضت كأي موضة ودخلت في خزائن التاريخ دون أن يكون لها أثر في الفكر والوجدان الجمعي للأمة. فهي موضة.. وفي ظني أن عدم امتلاك هؤلاء لمنهجية واضحة في الكتابة منذ البداية هو الذي لا يجعلهم بمنأى عنها متى حلت. بل إنهم قد ينظرون إلى متابعة الكتابة وفقها هي المعيار والدلالة على مستوى الثقافة والفكر وهم بذلك يقسمون الكتاب بحسب مجاراتهم لها إلى كاتب (موضوي) مواكب، وكاتب (تقليدي) قديم. وليعلم مثل هؤلاء الكتاب أن القارئ فطن وأنه قد يمتلك ثقافة أعلى منهم ويستطيع تقييم ما يمر أمامه بحيث لا يستطيع كائن من كان تحييده ومن ثم تقييده وإرغامه على القبول بأطروحاتهم... واليوم نرى أن (الموضة) السائدة لدى هؤلاء الكتاب هو الكتابة عن (حقوق المرأة، الإصلاح، والمناهج السعودية، والعلاقة مع الآخر) كتابة تكاد تكون وفق سيناريو واحد أو خط موضة واحد، لا تجد فيه غير أطروحات مكررة عقيمة دون أن تتمكن هذه الطروحات من تقديم رؤية واضحة أو أجوبة مقنعة أو حلول جذرية فقط يخوضون مع الخائضين ولكي لا أكون متجنية أؤكد للقارئ الكريم أن بإمكانه أن يكون أحد كتاب الموضة لكي يدخل في تصنيفهم الجديد للكتاب فأنت إما موضوي أو تقليدي. لقد أشبعت هذه النوعية من الكتاب بعض المواضيع كتابة دون أن يقدموا للمجتمع ما يشفع لهم في البقاء في دائرة الضوء. والغريب أن الموضة تتقاذهم من كل جانب لهذا تجدهم في التربية تربويين وفي الإصلاح إصلاحيين كما تسوغ لهم الكتابة في الاجتماع والاقتصاد والسياسة دون أن يكون لهذه الكتابة تأثير، لذا ستبقى كتاباتهم حبراً على ورق. لقد امتهنوا المرأة وهم يبحثون عن حقوقها وجعلوا من المناهج السعودية سبة الدهر وهي التي أنجبتهم وأنجبت الساسة والقادة والعلماء والأطباء والخبراء والباحثين والأئمة دون أن يوضحوا مكمن الخلل وتبنوا وجهة نظر الآخر في الإصلاح دون أن يكون لهم سند أو مرتكز يعزز أطروحاتهم فهم يتحدثون عن رأي المجتمع دون أن يستفتوه، يطالبون بالإصلاح وفق خصوصية الآخرين دون اعتبار لخصوصيتنا...! لذا أرى أن الرد على مثل هؤلاء مضيعة للوقت وقد يكون في السجال معهم بقاء موضتهم في الكتابة مدة أطول.