قال تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى. قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى}. موسى -عليه وعلى نبينا السلام- عندما تخلى عنه الناس وجد عصاه ليستند عليها ولتعينه على قضاء حوائجه ولتكون له فيما بعد أساس معجزته وأداته التي سخرها الله له ليحاجج بها من استكبر وطغى ولتبين لمن غم على عينه وقلبه طريق الحق والهداية. والمسكين هو الذي لا يجد في دنياه عصا يتوكأ عليها تتمثل في ولد يبر به أو صديق يقف إلى جانبه أو زوجة تسنده عند ضعفه أو إنسان يتفهم حاجاته.. والتعيس هو الذي تخذله عصاه عندما يكون في أمس الحاجة إليها أو تنكسر في يده قبل أن يحقق بها ما كان يسعى إليه. والشقي من تتحول عصاه إلى ثعبان.. لا لتعينه على تبيان أمر حق أو تسانده على تحقيق أهداف مشروعة له أو تعينه على مآرب أخرى كما فعلت عصا موسى عليه السلام.. وإنما لتلدغ يده أو تلتوي عليه لتشله ولتعيق حركته.. في حياتنا معارف كثيرون.. وأناس يصنفون أنفسهم على أنهم أصدقاء وأحباب أو شركاء لنا في الحياة.. لكن القليل منهم من يكون لنا كما كانت عصا موسى عليه السلام له.. والله المستعان. [email protected]