تؤثر سحب الأوزون الملوثة المتراكمة فوق المدن سلباً ليس فقط على صحة السكان وإنما أيضاً على البيئة والمزروعات، كما يؤكد باحثون أوروبيون أنه على المدى القصير، ستكون الكلفة الاقتصادية لتلوث الهواء أكبر من كلفة التغيرات المناخية. وهناك نوعان من الأوزن، الأوزن الجيد الموجود في الطبقات العليا من الغلاف الجوي على ارتفاع ما بين 16 و48 كيلومتراً، الذي يحمي الكائنات الحية من أشعة الشمس من خلال امتصاص جزء من الإشعاعات فوق البنفسجية. أما الأوزون السيئ فهو الذي يتكون في القسم الأدنى من الغلاف الجوي قريباً من سطح الأرض عندما تتفاعل الملوثات الناتجة عن النشاطات البشرية والمصانع والسيارات مع أشعة الشمس. ويعتبر تلوث الأوزون مقلقاً خلال أشهر الصيف حيث تتوافر الظروف المناخية التي تسهم في تكوين سحب منه بفضل أشعة الشمس الساطعة والحرارة المرتفعة. وهو يسبب حينها ضيقاً في التنفس وحساسية في العين، ويحد من قدرة النباتات على النمو والتكاثر. ويقول الباحث الهولندي فرانك رأس: إنه في عام 2030، ستخسر الهند 20% من محاصيلها بسبب الأوزن، في حين أن ارتفاع حرارة الأرض والتغيير في نظام هطول الأمطار ستتسبب بخسارة لا تزيد على 5 %. ويجري هذا الباحث وفريقه من مركز الأبحاث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية في مدينة ايسبرا الإيطالية، دراسة حول العبء الاقتصادي المترتب عن تعرض المزروعات للأوزون، ولا سيما في إطار زراعة القمح والأرز والصويا والذرة. وبحسب النتائج الأولية للدراسة، فإن الخسائر السنوية التي يتسبب بها الأوزن في الهند تبلغ نحو خمسة مليارات دولار، ومليارين ونصف في الصين، وهما البلدان الأكثر عرضة للأوزون، تليهما إيران وباكستان وتركيا وساحلي الولاياتالمتحدة. وفي أوروبا، قدر الأثر السلبي لتلوث الأوزن على المزروعات بأكثر من ستة مليارات يورو سنوياً، بحسب دراسة بريطانية نشرت في العام 2002. وفي مجمل دول الاتحاد الأوروبي، تقوم ثمانون محطة باستمرار بقياس نسبة المواد الملوثة في الهواء. وبهدف مراقبة وجود الأوزن في البحار، استطاع فرانك راس وضع محطة مراقبة على مركب إيطالي يعد البحر المتوسط من جنوى إلى الإسكندرية. وحتى الساعة، أظهرت التحاليل التي أجريت على هذا المركب أن الأوزن موجود فوق المحيطات أكثر من المدن.