لقد تألمت لوفاة فضيلة شيخنا الشاعر الأديب النسابة الجغرافي سعد بن عبدالله بن جنيدل العنزي - رحمه الله - (1343ه: 1427ه) المتوفى في منطقة الطائف مساء الاثنين 23-5-1427ه عرفت فضيلته منذ عام 1409ه حيث زرته في منزله الكائن بحي السويدي فوجدته قمة في الأخلاق والأدب، صادق اللهجة، محباً للعلم وأهله والمباحثة فيه باذلاً له، دقيقاً في معلوماته وبحوثه، صاحب فراسة، محباً لشراء واقتناء الكتب؛ لكتبه المطبوعة وكلامه وآرائه العلمية التراثية (الجغرافيا المكانية والشعر العربي والنبطي) مكانة وقبول لدى الباحثين فيها. ومن زيارتي له من ذلك اليوم قويت العلاقة به - رحمه الله - فكنت آتيه بعد صلاة العشاء في غالب الأيام وفي رمضان بعد صلاة التراويح فأقرأ عليه بعض الكتب التي أنهيناها ومنها: - الرسائل الشخصية لمؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - - نونية القحطاني ولقد قرأها على والده عبدالله. - جبل إلآل بعرفات تحقيقات تاريخية شرعية - للشيخ بكر أبو زيد. - القواعد الكلية والضوابط الفقهية لابن عبد الهادي - رحمه الله -؛ توفي ولم نكمل قراءته. ولقد كان له فضلٌ عليَّ بعد الله جلَّ وعلا مما كان يوليني به من فوائد وعناية وحسن استقبال فكنت أجد منه علاوةً على الفوائد العلمية أريحيةً وانبساطاً في الكلام وإبداء لبعض الأمور العلمية ونحوها التي عاصرها ولا تكاد تجدها في بطون المصادر. ومما أذكر من جميل أخلاقه وحسن استقباله أنني أتيت للقراءة عليه وكان لديه بعض الزوار من حمولته وغيرهم فقال وقد أحرجني بذلك قال بصوت مرتفع: (أهلاً بالشيخ حيت حيت) فقلت مداعباً له: يا شيخ سعد لا يصح هذا!! أنت شيخ وأنا شيخ فَمَنْ التلميذ؟ فقال بأدب: نحن مشايخ حلقات وأنتم مشايخ دراسة أكاديمية. أيضاً وفي بعض الأيام قد أتأخر في المجيء إليه فربما سألني واتصل عليَّ فيسأل عن سبب التأخر. رحمَ اللهُ الشيخ سعد بن عبدالله. فقد كان لفقده أثر في نفسي وذلك لما رأيت منه من جميل الخصال. كما أسأل الله أن ييسر كتابة ترجمة مختصرة عما رأيت وسمعت منه عن حياته ولو في بعض الصحف. * عضو دعوة في الشؤون الدينية للقوات البحرية وإمام وخطيب الشؤون الفنية - الرياض