تثبت (الجزيرة) يوماً بعد يوم أنها القناة الأمثل للحوار نحو رؤية أفضل لمستقبل هذه البلاد الغالية لأسباب عدة، فقد أصبحت مبضعاً لجس نبض الوطن ومقياساً أميناً لحرارة النقاش حول شؤونه وآخر الأفكار والرؤى حوله. لقد بلغت حدة النقاش مستويات عجيبة هذه الأيام وتكشف المستور بعدما انبرى مغاوير قائمة ال 61 ومن ولاهم بمن فيهم بعض خطباء المساجد الذين عرفوا بأنفسهم دون وجل ليقودوا الهجوم ضد دفاعات يتوهمون أنها هشة. فريق الهجوم الذي بدأ يفصح عن أهدافه مؤخراً يمتطي قضايا عقدية وأخلاقية وهمية يلهب بها مشاعر بعض المواطنين الغافلين ويحاول أن يحرج بها الدولة، ويستوحي توجهاته من الكهوف البعيدة وبقايا الأحزاب المنبوذة من حوله. لا أحد فينا يتجرأ على النيل من عقيدة عظيمة، بل لا أحد يريد ذلك، ولا أحد ينكر فضل الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إنما تسوءهم بعض الأساليب عندما تذكرهم بمحاكم التفتيش التي فعلت بالمسلمين ما فعلت بعد أفول شمسهم عن الأندلس. أما تنصيب أمريكا عدواً يتوحد الناس بالكره له ويحارب مَنْ والاه من أهل البلد فهو حيلة قديمة وبالية يجب ألا تنطلي إلا على مجتمع حديث العهد بالوطنية والولاء والتفاني في بقاء وطنه حراً موحداً. ما حيلة المملكة العربية السعودية تجاه دولة عظمى استطاع أعداء الإسلام تسخيرها ضد قضاياه واحتلت بلداناً يسكنها مسلمون وإرهابيون في نفس الوقت قاموا بالهجوم عليها في عقر دارها؟ قدر الطائفية الذي ظل يغلي عقوداً طويلة في المقابر الجماعية والاضطهاد والقهر الذي كانت تمارسه أقلية على البقية طار غطاؤه بعدما رُفعت عنه رجل صدام حسين، فهل كان صدام حسين سيعيش إلى الأبد؟ أين البصيرة هنا؟ الدفاع يتزعمه ثلة من الكتاب العقلاء المتمكنين الواثقين من عمق حبهم لدينهم ولوطنهم وأهله وقيادته ومنهم الشيخ سلمان العودة ومحمد آل الشيخ وحماد السالمي وبقية الشجعان يكابدون طوفان الفتنة ويحاولون حماية شمعة الأمل من عاصفة الجنون القادمة. مهلاً يا قوم.. فلدينا قيادة واعية قادرة حكيمة ولن يكون الأمر بهذه القتامة ما دامت الوطنية تنبض في جوفنا، فهيا بنا نرد على بياناتهم بمئات الآلاف من أصوات التأييد نصد بها كيد الكائدين ونلجم بها أقلام الخطباء المتهورين. وأخيراً، إن الوطن كله يشكر ل(الجزيرة) صمودها وشجاعتها ونزاهتها ومصداقيتها وإنصافها وجهدها الخارق في كشف المستور القابع وراء الأكمات. والله في عون ولاة الأمرة