الأندية الصيفية محاضن تربوية تهتم بالشباب في النشاط الصيفي بعد عناء الدراسة والاختبارات.. فتأتي هذه الأندية في حفظ أوقات الشباب بكل ما هو نافع ومفيد في خدمة وطننا المعطاء والاستحواذ على هؤلاء الشباب في هذه الإجازة لتعليمهم حرفة مهنية أو حفظهم لمتون علمية وتعليمهم وتربيتهم في دورات منوعة.. كما تربي هذه الأندية الشباب المنتظمين فيها على الآداب الشرعية والأخلاق الإسلامية، وتنمي فيهم روح العمل والاحتساب للدين بالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، وتربيهم على منهج الوسطية والاعتدال، فلا إفراط ولا تفريط، ولا غلو ولا جفاء، وغير ذلك من المعاني الفاضلة. ويقوم على هؤلاء الطلاب نخبة من المربين الذين نذروا أنفسهم وقطعوا إجازاتهم واحتسبوا الأجر من الله في بذل كل ما هو نافع لهؤلاء الطلاب، فتحية تقدير لهؤلاء المعلمين الذين ما بخلوا بأنفسهم وأوقاتهم في خدمة دينهم ومليكهم ووطنهم بالمساهمة في هذه النوادي الصيفية. كما لا يفوتني في مقالي هذا أن أنوه بدور النشاط الطلابي بإدارة التربية والتعليم على حرصهم على هذه الأندية وتطويرها وبذل ما هو جيد ونافع لهذه الأندية. ولعلي أذكر نبذة مختصرة عن بعض الأنشطة في هذه النوادي التي في جميع أنحاء وطننا الغالي الذي نريد أن نرد شيئاً لهذا الوطن عن طريق هذه المناشط والأندية الصيفية في حفظ شباب أمتنا. فقبل بداية الأندية الصيفية تتنوع الإعلانات عن هذه الأندية، فتجد التصاميم الجذابة، وهي من إنتاج الطلاب في هذه الأندية، ثم طريقة عرض للأنشطة عن طريق البروشورات، إبداع وتطوير في طريقة الإعلان. ثم يلي ذلك البرامج الجميلة والرائعة من ترفيه وتعليم وتدريب، وفي هذه الأندية برامج ثقافية منوعة ومسابقة في الثقافة وإبداع على خشبة المسرح، ويسبق ذلك كله مسابقات في حفظ القرآن والسنة والمتون العلمية ودورات ثقافية منوعة في المقال الصحفي والإخراج المسرحي والإخراج التلفزيوني وغيرها الكثير، وبرامج اجتماعية منوعة في تنمية الحس الاجتماعي وتعليم الطلاب المراجل في الضيافة وكيفية التعامل مع الوالدين، ودورات في نصب الخيام وإعداد القهوة والشاي والسباكة والكهرباء ودورات في الحاسب الآلي وصيانته والفوتوشوب وغيرها، وبرامج رياضية تنافسية بين الطلاب في جميع الألعاب الرياضية: كرة القدم والطائرة والسلة وتنس الطاولة والهوكي وألعاب القوى، وهناك دورات رياضية في الدفاع عن النفس وركوب الخيل والتزلج والسباحة، فهذه برامج قليلة من برامج كبيرة متنوعة، وهذا غيض من فيض.فإلى كل أب وإلى كل مربٍّ يحرص على أبنائه في هذه الإجازة: ألحق أبناءك بهذه الأندية؛ ليحظى ابنك بعلوم ومهارات تفيده وتحفظه من شبح فراغ الإجازة والتسكع في الشوارع وضياع الوقت؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ). فكم سنة وأنت تقول: سألحق ابني نادياً صيفياً، فينتهي الصيف وتنتهي النوادي وتختتم الأنشطة ولم تسجل ابنك في هذه الأندية. ففي ختام كلامي هذا هذه دعوة إلى أبنائنا الطلاب، فهذه الأندية ما أقيمت وما فتحت إلا من أجلكم، فمرحباً بكم في الأندية الصيفية بثوبها الجديد وعامها الجديد، فما هي إلا أيام وتبدأ هذه الأندية، فشمِّر عن ساعديك واحرص على استغلال وقتك بما هو مفيد لك في الدنيا والآخرة، ولك مني ومن زملائي في الأندية كل ترحيب واحترام. (*)مدير نادي حماد بن سلمة الصيفي