(بمناسبة الزيارة الميمونة التي قام بها سمو ولي العهد - حفظه الله - إلى بلده الثاني: الجمهورية اليمنية الشقيقة) علاقات تاريخية وطيدة تلك التي ربطت بين الشعبين الشقيقين والجارين: السعودي واليمني، وترتب على ذلك تحقيق مصالح للطرفين معاً، فالجمهورية اليمنية هي العمق الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية، والمملكة هي الشقيقة الكبرى المؤازرة دائماً لشقيقتها في كل المواقف، وهي القلب الكبير الذي طالما احتوى الهموم اليمنية. ووراء هذه اللحمة المتميزة بين البلدين هناك رجال كان لهم دور لا ينكر في تقوية الصلات وتعميق العلاقات ومد الجسور على الأصعدة كافتها: سياسياً، واقتصادياً واجتماعياً. هؤلاء الرجال يأتي في مقدمتهم إنسان كان دوما مهندس التقارب والتلاحم، وهو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران، فعلى مدى سنوات طويلة كان سلطان بابتسامته الصادقة والساحرة سفيراً فوق العادة يطير من الرياض إلى صنعاء، ويطير من صنعاء إلى الرياض حاملاً في كل مرة بناء جديداً للعلاقات في تنام غير مسبوق، وفي كل زيارة إلى بلده الثاني: الجمهورية اليمنية كان يقدم هدية إلى الشعب اليمني الحبيب نيابة عن الشعب السعودي المعطاء، وليس الطريق الذي موله في تعز (قلعة صبر) عنا ببعيد، ولقد زرته الصيف الماضي ورأيت الإخوة اليمنيين يلهجون بالشكر والتقدير لسموه. سلطان بن عبدالعزيز شخص يحمل المكارم أينما حل، ورئاسته للجان المشتركة بين البلدين تؤكد صلته الوثيقة بهذا البلد العزيز الذي نكنّ له نحن السعوديين كل حب وتقدير. ولقد أتيح لي شخصياً زيارة بلدي الثاني الجمهورية اليمنية مرتين، وفي عام واحد، وهو العام الماضي 1426ه - 2005م، الأولى كانت ضمن وفد رسمي برئاسة وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون الإذاعة الأستاذ محمد بن عثمان المنصور وذلك في الصيف، وزرنا: صنعاء، وتعز، وعدن، والمكلا في رحلة تاريخية لا تنسى استخدمنا فيها الطائرة والسيارة وسط حفاوة من المسؤولين في وزارة الإعلام ومن الشعب اليمني بلا استثناء. والأخرى تميزت بالإثارة والخصوصية، وكانت في شهر ذي القعدة من عام 1426ه (ديسمبر) وكانت بدعوة من الشيخ المهندس عبدالله أحمد بقشان مع نخبة من الأصدقاء والأحبة من المثقفين وأساتذة الجامعات، وفي طائرة خاصة رتب لإجراءات السفر عليها الصديق الدكتور عمر عبدالله بامحسون في صمت وهدوء. وفي هذه الرحلة زرنا المكلا عاصمة حضرموت، وغيل باوزير، وخيلة بقشان، ووادي دوعن وقرى كثيرة في زيارة مدهشة لو كانت حلماً لما تحقق!. الزيارتان أثبتتا لي شخصياً أن الشعب اليمني قريب من القلب إلى درجة غير عادية: كريم، بشوش، طيب، لطيف، صادق في تعامله، محب لضيفه إلى درجة كبيرة. وحين يزور الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بلده الثاني اليمن فهي زيارة غير مستغربة، فاسمه يرتبط في أذهان الشعبين بقوة، وأعماله وجهوده محفورة في قلوب الشعبين، وابتسامته المحببة ستظل دائماً فأل خير على السعوديين واليمنيين على السواء في ظل القيادتين الحكيمتين لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، وأخيه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية حفظهما الله. والله أسأل أن يديم التلاحم والقرب والمحبة بين البلدين الشقيقين الجارين.