في السنوات الأخيرة زاد الاهتمام بالبيئة وبدأ المختصون في المجالات الصحية والبيئة يبدون قلقا متزايدا مما يرونه من متغيرات بيئية احدثها الانسان وساهم في ايجادها بطرق مباشرة وغير مباشرة مما ينذر بخطر انعكاس هذه المتغيرات على صحة الفرد والمجتمع. ومن هنا بدأ الاهتمام بصحة البيئة يأخذ حيزه المطلوب شيئا فشيئا، وما هذه المناسبات العالمية إلا احد المؤشرات لاهتمام العالم بالبيئة, والمملكة العربية السعودية من أول الدول التي ساهمت وتساهم في الحفاظ على البيئة وصحتها ولها نشاطات معروفة محليا وعالمياً وليس المجال هنا لذكرها ولكني اردت ان ارسل ثلاث رسائل بهذه المناسبة. الرسالة الأولى: لكل فرد في مجتمعنا العزيز بالمحافظة على البيئة لانه بذلك يحافظ على صحته وصحة اهله وجيرانه ومجتمعه، ولعل من اهم الآفات البيئية التي بدأت تجتاح نسبة كبيرة وحساسة من مجتمعنا هو التدخين، فالدخان ثبت ضرره بما لايدع مجالا للشك مما جعل الدول المتقدمة تفرض القيود وتحفز الامكانات للحد من تأثيره ولذا أتمنى ان يساهم كل فرد من مجتمعنا في الحد من هذا الضرر خاصة الشباب والذين هم اكثر الفئات اقبالا على هذا الداء الخطير فليحموا انفسهم ومجتمعهم من الدخان. الرسالة الثانية: لكل المهتمين بالبيئة وصحتها اتمنى ان ينشأ نظام معلوماتي بيئي (هذا إذا لم يكن هناك فعلا خطوات في هذا المجال) مهمته تحديد العلاقة بين البيئة وصحة الانسان وتحديد مصادر التلوث البيئي ونوعه وحجمه لكل منطقة ومدينة. فمثلا المشاكل البيئية في الريف تختلف عنها في المدينة وكذلك المشاكل البيئية لمدينة صناعية تختلف عن تلك المدينة التجارية او الزراعية وهكذا. فإذا ما تم اكمال نظام معلوماتي يربط بين البيئة والمجتمع امكن تحديد المشكلة البيئية ومراقبتها والتعامل معها على اسس علمية موثقة تجعلنا نحدد بالضبط كيف تؤثر البيئة على صحة الفرد والمجتمع وبالتالي تحديد الاستراتيجيات لمكافحة المشكلة والحد منها. الرسالة الثالثة: لجميع العاملين في القطاع الصحي من اطباء وغيرهم أذكرهم ونفسي بأن مهنة الرعاية الصحية اصبحت اكثر شمولية من تشخيص مرض وكتابة وصفة دوائية، فلابد ان تعرف الفرد ومجتمعه وبيئته لتساهم في رفع مستوى الوعي لدى المراجعين خاصة ما يتعلق بالبيئة وتأثيرها على صحة الانسان فلنستفد من احتكاكنا اليومي بآلاف المراجعين لنذكرهم بالمحافظة على البيئة. د, علي بن محمد الشهري