قد عرفت علاقة الصحة بالبيئة من قديم الزمان عندما ربط الإنسان بين انتشار الأمراض والبيئة. في القرن السابع عشر اكتشفت الكائنات الدقيقة التي تسبب أمراضاً معدية وهذا قاد إلى تفعيل صحة البيئة لتحد من انتشار الأمراض مثل الكوليرا، التيفوئيد، الملاريا، وأمراض معدية أخرى. هذا التفعيل في دور صحة البيئة مثل الإصحاح البيئي انعكس اليوم على هيئة برامج. مثل تأمين مياه شرب نقية، وبسترة الحليب أو اللبن، وتحضير الطعام بطرق صحية، وشبكات الصرف الصحي. إن البيئة هي المأوى الذي يحيط بالإنسان ابتداء من منزله إلى اي نشاط يمارسه الإنسان وقد اخذ الإنسان في هذا العصر وما قبله في الاستقرار الحضاري الذي ارتبط ارتباطا أساسيا بنشاط المجتمع في المدن ولكن المدينة تتسم بطابع الاستقرار الدائم مما جعل الدول تنشئ قطاعات مسؤولة عن توفير خدمات المجتمع المستقر ومن ذلك جهاز حماية البيئة المتمثل في تحديد مسؤولية المواطن وإرشاده إلى ممارسة نشاطه المعتاد في الحياة دون أن يعبث بمخلفات أنشطته ودون أن يهتم بها ويحفظ تلك المخلفات في حالة جيدة تكون جاهزة لنقلها إلى أماكن التجمع وهذا من مهمة رجال حماية البيئة وقد خصصت الدول الميزانيات المالية لحماية البيئة ولكن لازالت هذه المهمة في حاجة ماسة إلى بذل الكثير من الجهود. ولنتعرض لمفهوم جديد يربط بين البيئة والصحة العامة ألا وهو مفهوم صحة البيئة الذي يعد علما يقوم بدراسة البيئة، ومدى ملاءمتها لحياة كافة الكائنات الحية خاصة الإنسان، ويعد الاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها من أهم العوامل التي تؤثر على صحة الأفراد، وينعكس ذلك سلباً أو إيجاباً على صحة الأفراد، فلا شك أن للإنسان تأثيره الواضح على صحة البيئة من خلال تفاعله ونشاطه اليومي ومن خلال استخدامه لعناصر البيئة. إن إعداد البرامج للمحافظة على البيئة، وتنمية الوعي البيئي، والسلوك الصحي السليم لدى الأفراد، له تأثير ملحوظ على الحد من انتشار الأمراض المعدية وخفض نسبة الإصابة بها، على اعتبار أن الفرد هو المسئول الأول عن صحته، والمحافظة عليها من أهم أولوياته في الحياة وذلك لأن الصحة أغلى وأثمن شيء في حياته، فلا شك أن الأصحاء هم الذين يتمتعون بحياتهم وينعمون بها أفضل من غيرهم، فهي من أفضل النعم التي يختص الله تعالى بها عباده، فالله سبحانه نسأل أن يصبغ على الجميع السعة والعافية إنه جواد كريم.