تساءل القراء والمتصلون أيضاً وكذلك الذين قد تداخلوا معنا في الحوار أثناء بث الحلقة التلفزيونية التي أجرتها معنا قناة الإخبارية بمناسبة الحديث عن رحيل الكاتب المتعدد المواهب عبدالله نور، أقول تساءلوا عن هذا الذي اسمه عبدالله بامحرز الذي يدخل دائماً في ثنايا الحديث عن عبدالله نور وهؤلاء ليسوا ملومين في عدم معرفة عبدالله بامحرز وذلك لأنه يشبه عبدالله نور تماماً. فهو - رحمه الله - لم يطبع عملاً قط ولم يصدر كتاباً يحوي كل إبداعاته المتعددة بالرغم من أنه قاص من الطراز الأول وفنان تشكيلي عجيب وملحن سمفوني رائع وناقد حاد لكل ما لا يعجبه من سائر الفنون ويقرأ قصته كما يقرأ الشاعر القصيدة. وقد عرفت عبدالله بامحرز منذ أن عرفت عبدالله نور ولكن علاقتي به ابتدأت منذ الغزو العراقي للكويت فأنا منذ أن حللت في بيت الصديق الرائع والشاعر المبدع محمد الحربي انهال عليَّ الأصدقاء ك(فهد العريفي رحمه الله - صالح الصالح - عبدالله الصيخان وبامحرز أيضاً).. وكان الأصدقاء قد قدموا لي مبالغ من المال (لتسوية الحال)، إلا أن عبدالله بامحرز قال: أما أنا فلا أملك المال ولكنني سأؤدي لك خدمة جليلة طوال الأزمة وسأكون سائقاً خاصاً ل(معاليك) وسأحضر يومياً منذ الساعة السابعة ولن أنصرف عنك حتى تنام. وقد فعل ذلك أبو صلاح بكل بسالة واقتدار. وكان أن تغيرت الأيام فعاد أبوصلاح إلى بلاده اليمن بعد أن عاش طوال عمره الرائع في مدينة الرياض وكان أحد أهم صعاليكها الرائعين، وكان أن حدثت الحرب بين (اليمنيين) وطوحت ذلك الفنان الرائع إلى (كينيا) لأنه لا يريد أن يكون شاهداً على هذه المهزلة المهينة. آنذاك علمت من الصديق الأثير صالح الأشقر أن بامحرز يقيم في شقة غالية في كينيا وكنت آنها قد استلفت من بنك الخليج الكويتي مبلغاً قدره عشرة آلاف دينار كويتي.. وقلت في ذاتي (كما تدين تدان) وأن عليَّ أن أسدّد مكرمات صديقي الرائع بامحرز لذلك هتفت له قائلاً: أعطني عنوانك أيها السيد الفاضل لأنني سأرسل لك هدية متواضعة في (منفاك) وكنت حقيقة سأرسل له كل العشرة الآف دينار كويتي دفعة واحدة، ولكنه رفض أن يعطيني العنوان وكانت تلك آخر المكالمات معه إلى أن قرأت نعيه في إحدى جرائد اليمن رحمه الله.