ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب السبت جنوب جزيرة جاوا الإندونيسية إلى أكثر من 4600 قتيل وأكثر من عشرة آلاف جريح في أسوأ كارثة يشهدها الأرخبيل الإندونيسي منذ المد البحري الذي أسفر عن سقوط 168 ألف قتيل في سومطرة. وقال متحدث باسم خلية التصدي للكوارث إن 2615 شخصاً على الأقل قتلوا في يوجياكارتا بينما أوضح مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية أن أكثر من 825 شخصاً قتلوا في وسط جاوا. من جهته، أكد نائب الرئيس الإندونيسي يوسف كالا لإذاعة هيئة الإذاعة البريطانية أن أكثر من عشرة آلاف شخص جرحوا في الزلزال الذي بلغت شدته 6.2 درجات على مقياس ريختر المفتوح. وقال إن عدد الجرحى أكثر من عشرة آلاف.. ربما عشرون ألفاً لا نعرف العدد بعد بدقة.. إلى ذلك أفاد علماء في علم الزلازل أمس أن 450 هزة ارتدادية تلت الزلزال القوي الذي ضرب السبت جزيرة جاوا الإندونيسية مما آثار الذعر في صفوف الناجين من الكارثة. وقال بايو براناتا من وكالة الزلازل إن أكبر الهزات الارتدادية التي وقعت بعد ساعتين من الزلزال، بلغت قوتها 5.2 درجات على مقياس ريختر المفتوح. وأوضح أن الهزات الارتدادية تحصل لأن طبقات قشرة الأرض تتبع عملية استقرار. من جهة أخرى، تواصل فرق الإنقاذ البحث عن ناجين تحت انقاذ المنازل. وأمضى عشرات الآلاف من سكان المنطقة ليلتهم في العراء أو في خيام نصبت على عجل أو صنعت من مواد بسيطة، في مواقف للسيارات أو أراضٍ خالية. وضرب الزلزال جنوب مدينة يوجياكارتا الجامعية المنطقة المكتظة بالسكان غير البعيدة عن بركان ميرابي الذي يشهد نشاطاً كثيفاً حالياً. وما زالت قطاعات واسعة في المنطقة محرومة من الكهرباء بينما أكد قائد شرطة يوجياكارتا أري بورنومو أن الاتصالات الهاتفية قطعت أو أصيبت بإعطال. وبدأ الجيش الإندونيسي إصلاح المدرج الذي أصيب بتشققات في مطار يوجياكارتا ليتمكن من استقبال طائرات نقل المساعدات الإنسانية. وقد انهارت قاعة الانتظار في المطار الذي تم إغلاقه. وفي مدينة بانتول التي أصيبت بدمار كبير بسبب الهزة، يستعد حوالي 750 جندياً ليوم طويل من البحث ولإرسال قوات إلى عدد من القرى النائية. وقد دمر أكثر من أربعة آلاف منزل كلياً أو جزئياً في المدينة الواقعة جنوب يوجياكارتا. وقال الجنرال ويرانتو من حامية يوجياكارتا إن عدد الجنود سيرتفع. وروت باحثة فرنسية كانت في يوجياكارتا لوكالة فرانس برس إنها سمعت دوي انفجار هائل تلته موجة من الذعر خوفاً من مد بحري شبيه بالتسونامي الذي ضرب المنطقة منذ أكثر من عام ومن انفجار البركان ميرابي. وقالت بولين تيكسييه (24 عاماً) إن المنزل كان يهتز وشعرنا إن الجدران تترنح مثل ورق الكرتون. استمر الوضع عشر ثوانٍ وعندما خرجنا شاهدنا فوق بركان ميرابي سحابة أكثر كثافة من السحابات السابقة. وأضافت أن الناس كانوا يجرون ويصرخون: تسونامي تسونامي: موضحة أن موجة الذعر هذه استمرت بين نصف الساعة و45 دقيقة. من جهة أخرى كثف المجتمع الدولي خلال الساعات الأخيرة جهوده من أجل إرسال المساعدات المالية والعينية والفرق الطبية إلى إندونيسيا بهدف إغاثة ضحايا الزلزال. وبعد أن أعلنت الولاياتالمتحدة عن مساعدة طارئة تبلغ قيمتها 500 إلف دولار، عادت ووعدت بمساعدة بقيمة 2.5 مليون دولار. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جانيل هيرونيموس إن الرئيس الأمريكي جورج بوش رفع المساعدة إلى 2.5 مليون دولار إثر اتصال أجراه مع نظيره الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودهويونو الذي أبلغه بالوضع على الأرض. وأعلنت كندا تقديم مساعدة بقيمة مليوني دولار كندي 1.8 مليون دولار أمريكي.. وقدمت الصين مساعدة عاجلة قيمتها مليوني دولار. ومن المقرر أن يتوجه فريق أول مؤلف من سبعة أطباء وموظفين من طوكيو إلى إندونيسيا لتقويم الحاجات. وقال مسؤول في وزارة الخارجية إذا ما طلبت منا الحكومة الإندونيسية المساعدة رسمياً، فسنستجيب. والحكومة اليابانية مستعدة دائماً للمساعدة. وكانت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) أعلنت أنها تعد مساعدات أولية طارئة تشمل 1165 خيمة صغيرة و753 خيمة كبيرة وأربعة الآف جهاز إنارة وتسعة آلاف غطاء و850 وحدة إسعافات أولية و160 خزاناً للمياه ولوازم مدرسية. وأعلنت المفوضية الأوروبية صرف مساعدات طارئة بقيمة ثلاثة ملايين يورو، في حين تعهدت العديد من الدول الأوروبية بصورة فردية بتقديم المساعدة. وأعلنت فرنسا أن مساعداتها يمكن أن تشمل فريقاً طبياً للطوارئ وخيماً وأدوية ووجبات غذائية، مشيرة إلى أن طائرة سي- 135 مستعدة للمغادرة مع حملة إنسانية وفريق طبي. وقامت مؤسسات في سويسرا بينها الصليب الأحمر السويسري بجمع أكثر من 260 ألف يورو حتى الآن لإرسالها كمساعدات إلى إندونيسيا. ووقع الزلزال جنوب مدينة يوجياكرتا المكتظة بالسكان والواقعة قرب بركان ميرابي الناشط حالياً. وبدأ الصليب الأحمر بتوزيع المياه والطعام والمعدات على ضحايا الزلزال وتم نصب خيم للعائلات وإقامة مستشفيات نقالة. وأعلن الأطباء في المنطقة المنكوبة أنهم في حاجة ملحة إلى كميات من الدم وفرق جراحين.