تجاوز عدد قتلى الزلزال الذي ضرب جزيرة جاوا الوسطى الاندونيسية بقوة 6،2 درجات على مقياس ريختر السبت الماضي، 5136 شخصاً، فيما بلغت محصلة الجرحى 6504 على الاقل بينهم 2081 شخصت إصاباتهم بأنها طفيفة. وأفادت وزارة الشؤون الاجتماعية الإندونيسية بأن حوالى 3082 ضحية من منطقة بانتول جنوب مدينة يوجياكارتا في مقابل أكثر من 1660 ضحية في منطقة كلاتين. وأعلنت الوزارة أنها أرسلت مساعدات متنوعة إلى المناطق المتضررة للمساهمة في تخفيف حدة الكارثة التي أشارت وكالات الإغاثة إلى أنها دمرت 19535 منزلاً بينها نسبة 80 في المئة من منازل بانتول، وألحقت أضراراً شديدة ب 13624 منزلاً آخر، فيما شردت حوالى مئة ألف شخص على الأقل. وواجهتپالفرق الطبية مشكلات جمة في التعامل مع الكم الهائل من الضحايا، في ظل نقص الجراحين الذي منع معالجة مصابين كثيرين بجروح خطرة. وسابق السكان الزمن جنباً إلى جنب مع عمال الإغاثة للبحث بين الأنقاض والركام عن مزيد من الناجين وجثث الضحايا، علماً أن الهطول الغزير للأمطار وانقطاع الكهرباء وخدمات الاتصالات وتضرر الطرق والجسور أعاقت عمليات الإغاثة. وطالب ناجون بالحصول على غذاء، بعدما نفدت مواد التموين التي أمكن إنقاذها بعد الزلزال، وخيام تشكل مراكز إيواء لغالبيتهم في ظل خشيتهم من أخطار الهزات الارتدادية المتوالية. وقال جون بود، الناطق باسم منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة"يونيسف":"يريد الجميع أن تمضي الأمور بوتيرة أسرع، على رغم أن رد فعل الحكومة ووكالات الإغاثة الدولية يعتبر جيداً في مواجهة كارثة بهذا الحجم". وأكدت السلطات أنها تبذل ما في وسعها لإيصال المساعدات إلى كل المناطق المنكوبة بالزلزال. واستخدم مطار يوجياكارتا الذي أعيد فتحه لاستقبال مساعدات، لكن غالبية المعونات لا تزال في طريقها إلى المناطق المنكوبة، بعدما نقلت براً من مدن قريبة أو العاصمة جاكرتا. في غضون ذلك، توقع يوسف كالا نائب الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو الذي أرجأ زيارتيه المقررتين إلى الكوريتين بعد الزلزال، استمرار حال الطوارئ فترة ثلاثة أشهر، وأكد سعي الحكومة إلى إنجاز عملية إعادة بناء 35 ألف منزل دمرت بالكامل خلال سنة. وأشار إلى أن الحكومة خصصت نحو 13167مليون دولار لترميم المنازل وتوفير احتياجات المواطنين. ورصدت الولاياتالمتحدة مساعدات طارئة بقيمة 2،5 مليون دولار والاتحاد الاوروبي 3،8 مليون دولار، وأعلنت ماليزيا إرسال فرق بحث وإنقاذ وطواقم ومستلزمات طبية إلى المناطق المنكوبة. ووصل فريق ضم 20 مسعفاً تايوانياَ متخصصاً في عمليات البحث عن الاشخاص المطمورين تحت الأنقاض. وقرر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إرسال طنين من الأدوية إلى جانب ثماني شاحنات محملة بالأغذية إلى الضحايا. وفيما حذر مسؤولون إندونيسيون من تأثير الزلزال على بركان ميرابي الذي زاد نشاطه، حذر خبراء من أن إندونيسيا محكومة إلى الأبد باحتضان زلازل عنيفة. وتواجه إندونيسيا مشكلة وجود نشاط زلزالي كثيف في منطقة مكتظة بالسكان وتمتد على مساحة شاسعة.