قتل ثلاثة آلاف شخص على الأقل أمس في زلزال عنيف قوته 6.2 درجة على مقياس ريختر، ضرب جزيرة جاوا الإندونيسية، وهي الكارثة الأسوأ في الأرخبيل الاندونيسي منذ المد البحري تسونامي في 26 كانون الأول ديسمبر 2004 الذي أسفر عن مقتل 168 ألف شخص في سومطرة. ووقع الزلزال بعيد الخامسة فجراً، جنوب مدينة يوجياكرتا ذات الكثافة السكانية العالية، وقرب بركان ميرابي الناشط حالياً. وأعلنت المنظمة الدولية للصليب الأحمر انه تسبّب بتهجير200 ألف شخص، علماً أن الكثير ممن غادروا منازلهم يخشون العودة إليها خوفاً من وقوع زلزال ثان، في وقت بدأت دول العالم والمنظمات الدولية تعد فرق الإغاثة والمساعدات لإرسالها. راجع ص8 وتبدو حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع كما أوضح فجر هاريونو المسؤول في مركز مواجهة آثار الكوارث"لأن هناك أعداداً كبيرة من الجثث تحت الانقاض وناجين كثيرين تقطعت بهم السبل"، علماً أن عمليات الانقاذ نشطت على الفور. وتفقد الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو المنطقة المنكوبة وحث فرق الإنقاذ على العمل من دون توقف، لافتاً الى أن"الاولوية هي لإنقاذ الأرواح ومعالجة الجرحى". وطلب التحقق من ان المستشفيات والمخيمات لديها ما يكفي من الاطباء والممرضين والمواد الغذائية. وأعطى تعليمات لوزيري الصحة والشؤون الاجتماعية بالإشراف مباشرة على عمليات الاغاثة والمساعدة، كما طلب من قائد القوات الجوية المارشال دجوكو سويانتو ارسال قوات للمساعدة في إجلاء الضحايا. وكانت زيارة يودويونو مقررة اليوم غير انه قدّم موعدها عندما اتضح حجم الكارثة. والمعروف ان إندونيسيا تشهد زلازل كثيرة وثورات براكين بسبب وقوعها في منطقة تعرف باسم"حزام النار"في المحيط الهادئ ناتجة من التقاء الطبقتين التكتونيتين الآسيوية - الأوروبية والهندية - الاسترالية. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ان"فرق تقويم الأضرار والتنسيق في الكوارث"التابعة للمنظمة الدولية"مستعدة لتقديم المساعدة في الجهود المبذولة للتجاوب مع الحاجات الانسانية الناتجة من الكارثة واستنفار الدعم الدولي الذي يتطلبه هذا الأمر". وأشارت منظمة الأممالمتحدة للطفولة في جاكرتا الى انها تعد مساعدات طارئة للضحايا تضم خيماً وأجهزة إنارة وخزانات للمياه وتجهيزات صحية، وهي أرسلت فريقاً الى يوجياكارتا للمعاينة. وأعلن المفوض الاوروبي للمساعدة الانسانية لوي ميشال ان المفوضية ستقدم مساعدة طارئة بقيمة ثلاثة ملايين يورو 3.8 مليون دولار، وانها استنفرت فريقاً في جنوب شرقي آسيا وفي بروكسيل لمتابعة التطورات. وأعلنت كل من اليابان وفرنسا وبريطانيا وروسيا انها سترسل مساعدات. ووجهت"منظمة المؤتمر الإسلامي"نداء عاجلاً الى الدول الأعضاء وهيئات الإغاثة الإسلامية لمساعدة المتضررين. على صعيد آخر، أعلن مسؤول في وزارة الصحة الاندونيسية أمس ان التحاليل التي أجرتها منظمة الصحة العالمية أكدت ان فيروس انفلونزا الطيور تسبب في مقتل الضحية ال34 في البلاد، وهي طفلة في العاشرة من عمرها. ولم تتأكد بعد إصابة شقيقها 18 سنة الذي توفي أيضاً في مستشفى غرب جاوا. كما دعي حوالي 30 من سكان قرية اندونيسية توفي فيها سبعة أشخاص من العائلة ذاتها بسبب الفيروس، الى تمضية فترة من الحجر الصحي تفادياً لاحتمال تفشيه.