وبعدُ فقد قرأتُ في صفحة ثقافة في عددٍ سابقٍ من (الجزيرة) الغراء زاوية (الشاهد بيت واحد) تحت عنوان (نظرة شؤم) للأخ أحمد محمد الدامغ، وفي آخرها قال: ( و((لو)) عند النحويين وعلماء اللغة حرف امتناع وحسبوها في بعض المواضع فاتحة لعمل الشيطان). والصحيحُ أنَّ ( ((لو)) حرف امتناع لامتناع)، يعني امتناع جواب الشرط لامتناع الشرط: لو كلُّ كلبٍ عوى ألقمتُهُ حجراً لأصبحَ الصخرُ مثقالاً بدينار فامتنع الجوابُ حيث لم يصبح الصخرُ مثقالاً بدينار (ثمنه)، لامتناع الشرطُ لأنه لم يعوِ كُلُّ كلب. هذهِ واحدةٌ، والأخرى: ( ((لولا)): حرف امتناع لوجود) يعني امتناع جواب الشرط لوجود الشرط: لولا المشقة سادَ النَّاسُ كلُّهمُ الجودُ يُفْقِرُ والإقدامُ قتَّالُ فامتنعت سيادةُ كُلِّ النَّاسِ (الجواب) لوجود المشقة (الشرط). والثالثة: قال الدامغ عن ((لو)): وحسبوها ((لو)) في بعض المواضع فاتحة لعمل الشيطان: وكلمة ((لو)) لا تأتي ضمن (وحسبوها فاتحة لعمل الشيطان) بل هي واردة في الحديث الشريف: (المؤمنُ القويُّ خيرٌّ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير، احرصْ على ما ينفعك واستعنْ بالله ولا تعجزْ ولا تقلْ لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان).