النوايا الطيبة بمفردها لا تطور ولا تصلح تعليماً، إلا أنها تبقى شرطاً أساسياً لحدوث أي تطوير حقيقي في التعليم. وعليه فإن مجرد توفر الإمكانات المادية والكفاءات البشرية الماهرة لن يضمن تحقق التطوير المنشود ما لم يقف خلف تلك الإمكانات والكفاءات نوايا حسنة وخالصة. ونظراً لأن النتائج الحقيقية الدالة على تطور التعليم من عدمه لا تظهر إلا بعد سنين، ونظراً لأن تطور التعليم قد يستدل عليه أحياناً بمؤشرات ونتائج ومنجزات خادعة توهم الناس بصحة المنهج وسلامة التوجه، فقد يطول الوقت قبل أن يكتشف الناس أن ما تحقق من تطور تعليمي كان مجرد تطوير شكلي وسطحي لم ينفذ إلى جوهر وعمق العملية التعليمية التربوية (Fullan,85). من السهل جداً أن ينزلق التعليم إلى تطوير مظهري لا يصل إلى المضمون والجوهر، يحدث هذا عندما لا تصْدُق نوايا كل من يتولى شأناً من شؤون التعليم. ويزداد الأمر سوءاً عندما يتم استنزاف مصادر التعليم المحدودة من أجل تطوير مصطنع لا يطال حقيقة التعليم. نحن في المملكة العربية السعودية نمتلك ولله الحمد إمكانات كبيرة وقيادة تربوية مميزة، وفوق ذلك قيادة سياسية تدعم التعليم بلا حدود. كما أن لدينا اليوم نخب كثيرة من المفكرين والقياديين التربويين. كل الظروف اليوم مواتية لكي نطور تعليمنا، بقي فقط أن نسأل الله أن يحسن نوايا كل أولئك الذين يتصدون لإصلاح تعليمنا وتطويره ويسدد جهودهم.