لو أن عقاراً طبياً تم اكتشافه في ساوباولو بالبرازيل وثبت نجاحه في معالجة حالة مرضية مستعصية ظهرت في تلك المدينة فمن المنطقي ان يحقق هذا العقار النجاح نفسه في معالجة حالة مرضية مماثلة ظهرت في خميس مشيط. لكن ماذا لو ان البرازيليين توصلوا إلى وصفة تعليمية مكنتهم من بناء نظام تعليمي فاعل، فهل بإمكاننا ان نختصر الطريق ونستعير وصفتهم التعليمية تلك «كما استخدمنا وصفتهم الكروية من قبل» لنطور نظامنا التعليمي؟.. لو كان الأمر بهذه البساطة لما وجدت اكثر أمم هذا الكوكب متخلفة تعليمياً. وصفة تطوير التعليم يجب بناؤها واستنباتها محلياً. نعم، هناك قواسم تعليمية عالمية مشتركة، ولكن في النهاية يجب ان يكون لتطوير التعليم نكهته المحلية الخالصة التي تبرز أصالته وجوهره. تطوير التعليم يتحقق أولاً بإرادة سياسية محلية تدرك الدور العظيم للتعليم في نهضة الأمة وتسخر له كل الإمكانات، ثم بقيادات تربوية تدرك تفاصيل الواقع المحلي في ضوء البعد العالمي، وتعرف أين نريد ان نصل، وكيف نصل لما نريد. بفساد «أو ضعف» هذه القيادات يفسد كل شيء آخر ويتضاءل الأمل في أي إصلاح. إذا تخلف التعليم في أي بلد فعليك ألا تتردد في ايعاز السبب الرئيس إلى أي من هذين الأمرين أو كليهما.