رغم مسؤولياته الجسام، ومهامه العظيمة، ووقته الزاخر بالأعمال والإنجازات، ظلّ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - حفظه الله - واحة حب وحنان، وقلباً حانياً يحمل للأطفال الدفء وعطف الأُبوّة، وتسع في وجدانه مساحات رحبة لهم، وقد حباه الله تعالى حباً خاصاً لهذه الشريحة المهمة من المجتمع، كيف لا يكون كذلك وهو عُرف بأمير الإنسانية، وفارس الأعمال الخيرية، وليس غريباً أن يكرِّمه مركز الشيخ راشد آل مكتوم ويمنحه جائزة الإنسانية للعام 2003م، حيث كُرِّم بهذه المناسبة في مهرجان يليق بمقامه الكريم في دبي، وكان لذلك التكريم الذي صادف أهله دلالات وأبعاد. في مواقفه ولمساته تجسيد لمعاني الإنسانية وتأصيل للقيم النبيلة، وهو رجل الخير الذي قدّم لأُمّته ووطنه الكثير، حتى عُرف عند الجميع إنساناً في عواطفه وبرِّه وتواضعه وخلقه، ومبادراته، فالأمير سلطان يمنح الخير والوفاء، ويعطي الحب والحنان بسخاء، للأطفال في نفس الأمير سلطان خصوصية، وللمعاقين موقع بين الحنايا، ويبرز ذلك بوضوح من خلال رعايته الدؤوبة لهم ولمشاريعهم الخيرية، ومساندته لهم ويزياراته المتكررة لدورهم ومقرّاتهم وجمعياتهم، وفي زيارته الأخيرة لجمعية الأطفال المعاقين، رأينا سموه يذوب رقّة وحناناً وهو يقبِّل طفلاً معاقاً، كما رأيناه في لقطة سابقة وهو يحمل طفلاً معاقاً في مشهد أبوي رائع من فارس الإنسانية، ورأينا كما رأى الملايين غيرنا كيف أنّ تلك الوقفة الحانية جعلت الطفل المعاق الصغير يرى الدنيا من خلال تلك اللفتة المعبِّرة التي امتزجت فيها الدموع بالفرح. لقد عوّدنا سمو الأمير سلطان أن يعطي من وقته ومن ماله ومن مشاعره الطيبة لهذه الفئة العزيزة على نفوسنا جميعاً، وهذا سر الحب الذي يحظى به وسط المواطنين عامة ولدى الأطفال وخصاصة المعاقين بصفة خاصة، وقد لمسنا ذلك من خلال الأسارير التي ترتسم على وجوه الصغار عندما يحضرون محفلاً يرعاه ويشرِّفه سمو الأمير سلطان. لأنّ القلب الكبير الذي اعتاد أن يتسع للجميع لا يعرف غير الحب والحنان، ويعشق الأعمال الخيرية حتى صارت خلقاً يتجسّد في سلوكه وأعماله أينما حلّ. إنّه شجرة عطاء لا ينضب ثمارها، ورونق خضرة لا يجدب، عمَّ خيره وسخاؤه جميع أنحاء المملكة بل فاض وغمر الفقراء والمحتاجين والأيتام على المستويين العربي والإسلامي، وها هو أميرنا المحبوب وقد شاهده الكل عبر شاشات التلفزة الفضائية وهو يحمل طفلاً من سنغافورة في لمسة أبوية صادقة، وكدلالة إضافية على تجذّر حب الأطفال لدى سموه الكريم، وبذا يكون سلطان الخير مدرسة فريدة يتعلّم منها الآخرون كيف يهبون الحنان لهذه الشريحة المهمة في المجتمع، وكيف يؤازرون ذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال وغيرهم، وهذا سلوك إنساني رفيع ينبع من القلب ويصعب اصطناعه، وإحساس عميق لا يمكن افتعاله أبداً، فهنيئاً لسموه هذه الموهبة العظيمة، وهنيئاً لهذا الوطن ومواطنيه هذا القلب الرحيم الذي ما رأى بأساً إلاّ وعمل لإزالته، وسعى لنشر الخير بين العباد، فقدَّم المال والكساء والعلاج والمأوى لكلِّ من يحتاج إليه وما قَصَدَه أحد قط إلاّ وقضى له حاجته ولا يردُّه أبداً، حفظ الله الأمير سلطان رمزاً للخير والإنسانية، وحفظ الله قيادتنا الرشيدة، وحمى مملكتنا الحبيبة وجعلها دوحة خير وإنسانية يتفيّأ ظلالها كلُّ من يقصدها من إخوتنا في الإنسانية، وأدام الله نعمه السابغة علينا دائماً إنّه سميع مجيب.