أعربت رئيسة الفلبين، جلوريا كابجال أرويو، عن إعجابها بما شاهدته أثناء جولتها في مرافق انتاج البترول السعودي وزيارتها للمقر الرئيس لأرامكو السعودية، واصفة منطقة حقل الشيبة في صحراء الربع الخالي بأنها رائعة حقا وأن المرافق البترولية مبهرة وفي غاية التطور، كما ذكرت أن أرامكو السعودية شريك يعتمد عليه، وعبرت عن تطلعها أن يتم توسيع آفاق التعاون والعلاقات الصناعية والاقتصادية بين أرامكو السعودية وشركة بترون الفلبينية بما يعزز المصالح المشتركة وينمي فرص النجاحات المستقبلية. وكانت فخامة رئيسة الفلبين قد زارت صباح أمس المقر الرئيس لأرامكو السعودية في الظهران حيث تجولت في معرض الشركة بأجنحته المختلفة التي تشرح تطور صناعة الزيت والغاز في المملكة، إلى جانب جناح يضم جوانب مهمة عن التراث الإسلامي في مجال العلوم والطب والفلك كما زارت بئر الخير، وهي البئر رقم 7 التي اكتشفت فيها الشركة الزيت لأول مرة في عام 1355ه حين تقرر حفرها بعد أن جاءت نتائج الحفر في أماكن أخرى من قبة الدمام سلبية وقد بدأ الزيت في التدفق من هذه البئر وأصبح مصدراً ثابتاً للزيت يمكن الاعتماد عليه من 1938م إلى أن أغلقت عام 1983م. وقبل أن تختتم الزيارة اطلعت فخامة الرئيسة عن كثب على إنجاز تقني مميز يعد معلماً رائداً في صناعة البترول السعودية وذلك أثناء جولتها في مركز مراقبة وتنسيق عمليات الزيت والغاز، الذي يضم حائطاً الكترونياً عملاقاً يتم عبره مراقبة شبكة هائلة ومتكاملة من المرافق والأعمال الهيدروكربونية من خلال وسائل دقيقة ذات تقنية عالية. وفي تعليقه على الحائط الالكتروني أكد عبدالله جمعة أنه على الرغم مما توفره التقنيات الحديثة وأجهزة الحاسب الآلي السريعة من قدرات هائلة، تبقى الكفاءات البشرية في النهاية هي أهم ميزاتنا التنافسية فهم الذين يسخرون التقنية ويطورونها ويصنعون إنجازاتنا. وقد شاهدت الرئيسة الفلبينية خلال زيارتها أمس الأربعاء فيلما بعنوان (الطاقة للعالم) الذي يتناول دور أرامكو السعودية في توفير الطاقة لمناطق الاستهلاك في القارات المختلفة. وفي نهاية الزيارة ألقى عبدالعزيز الخيال، النائب الأعلى للرئيس للتكرير والتسويق والأعمال الدولية في أرامكو السعودية كلمة موجزة باسمه وباسم كافة المسؤولين التنفيذيين السعوديين الذين سبق لهم أن انتدبوا من ارامكو السعودية للخدمة والعمل بشركة بترون في الفلبين عن الشعور العميق بالامتنان والتقدير لما وفرته الفلبين وشعبها الصديق وقطاع الأعمال فيها من فرص ممتازة لتطوير الخبرة العملية والتواصل المهني والثقافي بما يعمق العلاقة بين المملكة والفلبين ويقوي دعائم الفهم المشترك. وكانت فخامة رئيسة الفلبين قد زارت يوم الثلاثاء الماضي حقل الشيبة في الربع الخالي بمعية الوفد الرسمي المرافق لها واطلعت على مرافق الانتاج والمعالجة المركزية ومرافق المساندة في ذلك المشروع الجبار الذي ينتج نصف مليون برميل يومياً من الزيت العربي الخفيف جداً، حيث يعد هذا الحقل من أهم وأبرز حقول النفط في العالم وكان قد بدأ الانتاج عام 1418 - 1419 ه (1998م) وافتتحه رسمياً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 9 مارس 1999م وهو يقع إلى الجنوب الشرقي من الربع الخالي ويبعد 1200 كم عن الرياض. كما شاهدت فخامة رئيسة الفلبية عروضا مرئية واستمعت إلى شروحات من المشغلين في غرفة التحكم المركزية، وقدم لها عويد الشمري، مدير إدارة الشيبة نبذة عن قصة تطوير المشروع والتحديات الضخمة التي رافقته، وتجولت في تكوينات البيئة الصحراوية والكثبان الرملية الخلابة التي تتميز بها منطقة الربع الخالي رغم شدة المناخ وقسوة الطبيعة. وقد كان في استقبالها لدى وصولها إلى مرافق إنتاج البترول في الشيبة أعضاء الإدارة العليا في أرامكو السعودية، يتقدمهم رئيس الشركة كبير إدارييها التنفيذيين، عبدالله بن صالح بن جمعة الذي رحب بها في كلمة قصيرة أكد فيها اعتزاز الشركة ومنسوبيها بهذه الزيارة، وعمق أواصر الصداقة والشراكة مع الفلبين وشركة بترولها الوطنية (بترون) مشيراً إلى أن مشروع الشيبة العملاق، بموقعه النائي وبيئته الرملية الصعبة ذات الطابع الفريد، يقف شاهداً على حجم الجهد والعزم والكفاح ومقدار الالتزام الذي يقدمه أبناء المملكة يوماً بعد يوم من أجل توفير امدادات موثوقة من الطاقة تلبي احتياجات الناس حول العالم وتساعدهم على تحقيق الرخاء والسعادة التي ينشدونها. كما عبر عبدالله جمعة عن تقدير الشركة للعاملين الفلبينيين الذين يشكلون جزءاً مهماً من قوة العمل في الشركة، وغالبيتهم في التخصصات الطبية وتقنية المعلومات، مشيراً إلى أنهم أسهموا بتفانيهم وجهودهم في دفع الشركة نحو النجاح الكبير الذي حققته عبر تاريخها الحافل. وقد اختتمت فخامة الرئيسة أرويو ووفدها المرافق جولتهم المبدئية في حقل الشيبة بمأدبة عشاء أقامتها أرامكو السعودية بالأسلوب العربي التقليدي في خيمة انتصبت على الكثبان الرملية الشاهقة ذات اللون الأحمر المميز. يذكر أن أرامكو السعودية استثمرت في شركة بترون عام 1994م، وهي تورد حالياً أكثر من 100 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام للفلبين بالإضافة لتوريدها كميات من المنتجات البترولية المكررة وسوائل الغاز الطبيعي.