بكينا ضياء البدر لما فقدناه فقدنا لنا فذاً طليقاً محياه بريدة ضمن الناس تبكي فقيدها فقدنا كثير البذل للخير مسعاه ألا إنه السلمان ذو الفضل والندى ونهر من المعروف من مر أرواه وشمس علا في الأفق نور ضيائها وفي نفعها للناس قدر لمسناه وأخلاقه كالشهد عذب حديثه له سيرة طابت وفي الخير منشاه وهل صالح السلمان إلا كروضة زها نبتها والطل بالليل أسقاه إذا ما بدا ضوء النهار توجهت جموع من الطراق للنبت ترعاه وما صالح السلمان إلا كأمةٍ إذا اشتد حِمل القوم عنهم تلقاه عليك من المولى سلام ورحمة وعفو من الرحمن إن شاء تعطاه وودعت دنيانا بخير تركته ستلقى به خيراً وتحييك عقباه لقد كان رمزاً للرجولة والوفا قد استبدل الدنيا إلى الله ملفاه وقد شيع الجثمان حشد من الورى إلى قبره للدفن شوقاً لمرآه وقد ودع الناس الكريم بنظرة بدا بعدها دمع من العين مجراه فيا قبرُ إن الضيف حل بأرضكم توارى عن الأحباب لما دفناه ويا رب آنس وحشة الضيف إنه غريب على قبر به قد وضعناه وحاشاك تقنيط الكريم من الرضا وحاشاك رد الكف شيئاً تحراه فأحسن على من كان بالبذل محسناً فجودك مرجو وكل ترجاه وضيفك بذال وبالحمد ناطق فيا رب فاقبل منه ما كان أبداه وحاسبه تخفيفاً وأعلن نجاته فما خاب من يدعو سميعاً لنجواه وحقق له ما كان يسعى لأجله إلى جنة الفردوس آمين رباه وبيض له وجهاً وأجزل ثوابه وفي زمرة الأبرار يا رب مثواه بكاه صغار القوم قبل كبارهم فهل جاء داعي الخير إلا ولباه ويا قصر لا تبكِ الكريم فإننا بكينا كما تبكي لشيء رأيناه ولا لوم إذ تبكي فقيداً وإنما ستبدي لك الأيام شيئاً سترضاه وحنت نخيل في الركية بعدما بكى قصرها العملاق والحزن أضناه وحنت مواشٍ تعرف الشيخ إن أتى وطال انتظار الشيخ والأمر وافاه فكم بائس فاضت محاجر عينه وبان الأسى إذ قال يا رب أوَّاه فقدنا كريماً يمسح الدمع إن بدا فهل من بديل بعدك الله ينصاه وأبناؤه فيهم وفاء وفطنة فيا رب فاجعلهم بديلاً طلبناه فأبناؤه جاؤا كراماً كأصلهم وأبناء أهل الفضل للأهل أشباه وقد ألبس السلمان ثوباً من الثنا لإحسانه والكل من نسج يمناه وقد عطر السلمان جيلاً بفعله فمن رام طيب الذكر فليمش ممشاه وتلك بويتات عن الشيخ قلتها فيا رب فاقبل ما له قد دعوناه وصلوا على من طاب ذكراً وسلموا على قمة الأخلاق والله زكاه