قال الله تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم، خالدين فيها وعد الله حقاً وهو العزيز الحكيم} صدق الله العظيم، (سورة لقمان، الآيتان 8-9). رحم الله الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين الركن العربي والإسلامي الذي أحب أرض بلاده ووطنه فعاش على ترابه حتى غيب فيه جسداً وبقي حياً في فهرس الخالدين في تاريخ النبلاء في تقويم الأبطال العظام في مجالس الأوفياء الذين لا يغفلون ذكر الصادقين ولا يتنكرون لتاريخ المخلصين. وخير ما أعزي به نفسي وشعبي السوري والسعودي وأبناء وطننا العربي بفقدهم خادم الحرمين الشريفين هذه القصيدة التي كتبتها صبيحة ذلك اليوم. رحم الله الملك فهد وحفظ الملك عبدالله وولي عهده الأمين الأمير سلطان وسائر الأمراء من آل سعود وأدام الأمجاد التي أورثها الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - ويحافظ عليها الملك عبدالله - حفظه الله -. نعى ناعي الجزيرة يا ديار فهذا الكون وانزاح الستار قبيل الظهر أفجعني عويلاً وأنبائي أن انهار الجدار قضى صقر بعربان صباحاً بثوب فارفلي يا مهار بدت عربان يكسوها سواد وحط الهم فوقها والغبار فلم تهجع بعربان عيون إذا مات نجلك يا نزار وقد كنت ابن سيف يعربي بلاك اليوم لا يمشي القطار يتمثل في خطاك أباً كريماً ولا يغنيك في سير عثار ترى الأقوام تمشي في ذهول فمن كل البقاع وما استشار تنوح النائحات بقرب تل مساء والعيون له انتظار وقبر في ثرى عربان ثاو يعطر تربه ليلاً غرار فصار القوم من هول المصاب سكارى إذ تضيق بهم غبار فمن كل الفجاج أتت جميع شيوخاً ثم أطفالاً صغار بكته العيون السود الحزانا بكاء لا يزال له انهيار أحبته النساء المثكلات لما في خلقه الطبع الاثار ومرضى كم يداويهم مراراً وجار لم يزل يطري وجار تركت القوم صبحاً كاليتامى حيارى في تصرفهم فحاورا فهد تضاء بك الليالي ويا نوراً على تلل تنار سمت فيك الجزيرة كنت أهلاً لها والمستجير إذاً يجار سبقت الناس في الأفضال حتى تدفن بين أيديك النضار تركت الخيل صبحاً كالسبايا مطهمة فعنتها قصار يلوذ المعوزون به مراراً يجير المعوزون إذا استجاروا كريماً مثل آذار عطاء وأجداداً له بالمكرمات ساروا فريداً في طباعه والخصال رفيع الخلق سميح يستجار إذا عربان داهمها بلاء لها فهد من زمن جدار نقي الطبع أهدأ من نسيم وتر بالعطاء ولا افتخار يدير مجالس كرم ويبني يدير الجالسين ولا يدار ففي كل الأمور له قرار ودوماً بالبنان له يشار ستبكيك العيون الساهرات فمعذرة وما الدمع اعتذار أحباء الفقيد أقول قولاً لكم في الموت حق واعتبار فصلوا للفقيد صلاة حب وقل كيف شاء فلا يضار له الغفران من رب كريم لعل الخلد داره والقرار فليت الصالحين له جوار فحسبي أن يكونوا هم الجوار