ليس الغنى غنى المال لكن الغنى غنى النفس. - مقولة كنا نسمعها أضحت شاهدة على فقيد الوطن صالح السلمان (رحمه الله). - لم يكن أثرى الناس مالاً لكنه عاش أثراهم خلقاً وفضلاً وسخاءً. - عاش صالح السلمان (رحمه الله) وهو يحمل شعلة وطنية ما كادت تنطفئ أحب وطنه حباً يصلح أن يكون مضرب مثل. وأحب بلدته بريدة ومسقط رأسه حتى كأن الله لم يخلق سواها. بذل مهجته لها وأنفق ماله من أجلها ومن أجل خيرها وبرها. عشق الفضائل واعتلى هام السحب في البذل والشمائل. أحبه الرياضيون وكأنه والدهم الحنون. وطاف حول بيته الفقراء والضعفاء وكأنه موردهم الوحيد. أكرم الأدباء والعلماء المثقفين فكان حدبهم عليه وكأنه واحد من مشهدهم الثقافي. أما ولاة الأمر وفقهم الله فكان صادقاً معهم مخلصاً لهم يذكر الأجيال دوماً بنعمة عاش هو وأقرانه أضدادها ودعا لى العض بالنواجذ على نعمة الأمن والاطمئنان التي ترفل بها بلادنا تحت ظل قيادتنا الرشيدة. ها هو صالح السلمان بقامته الممتدة ومآثره المتعددة وشمائله المتزاحمة خلقاً وكرماً وسخاءً ووفاءً ووطنيةً وبذلاً اجتمعت في شخصه وجميعها تدعي أحقيتها به. رحم الله أبا سليمان فلقد فقدت بريدة خاصة والقصيم عامة رجلاً من خيرة رجالاتها خلال أكثر من أربعين عاماً قضاها في بريدة فحسب بل أمضى زهرة شبابه متنقلاً في طلب الرزق والعيش في عصامية نادرة تحكي صمود الآباء وصبر الأجداد مصورة خيوط المخاطرة التجارية والعمل الصادق ليتسلم منها الشباب أنموذجاً فذاً في ذلك. تذكرت قصيدة كتبها الأستاذ علي النعمي في الشيخ صالح السلمان (رحمه الله) عام 1424ه إبان عقد المؤتمر السابع عشر للأندية الأدبية حيث أثاره ما وجده فيه (رحمه الله) خلال حفاوته بهم واستقباله لهم. مني الثناء لصالح السلمانِ رجلِ الندى. والبر، والإحسانِ فلقد أتيت إلى القصيم، وكان لي شرف اللقاء بهِ مع الإخوانِ وحضرتُ مأدبة الغدا تلكَ التي فيها احتفى بالنخبةِ الأعيانِ بالصفوةِ الأدباءِ ممن شاركوا نادي القصيم الركضَ في الميدانِ في ظل مؤتمر يصوغ بيانهم ورؤاهم في بعدها الإنساني والبحث في استكناه ما توحي به شتى نصوص الفكر ذات الشان سعيا لترسيخ المبادئ، والخطى في ظل نهج شريعة الرحمنِ للأرض، والإنسانِ في إعمارها وبجعله الحامي حمى الأوطانِ *** وخلال ساعات اللقا في خيمة منصوبة في روضكَ الفينانِ قدمتَ فيها من كفاحك قطعة للحاضرين ندية الألوانِ وبأنها عاشت خطاك بكدها وغنائها في موقعٍ أو ثانٍ عن سيرك المضني إلى تحقيقِ ما نصبو له بعزيمة الفرسانِ حتى وصلتَ إلى الريادة شاكراً فضلَ الإله المنعم المنانِ وبأن ما أعطيته ستسوسه بالرفق في الإصلاح، والبنيانِ *** يا صالح السلمان فضلك سابق ونداك معروف لدى القصمان أثني عليك بما بدا لي واضحا حين اللقا من طيبة، وحنان مذ خلت انك في المحامد ترتقي أفقا بعيدا باذخ الأركانِ وسمعت عنك من الفضائلِ فوق ما قدرتُ، أو ما كان في حسباني بل قيل لي عنك الكثير فسرني ما قيلَ.. فانطلقت به أوزاني ليظل ذكرك في الحياة مرددا في كل عصر، بل وكل زمانِ *** أثني عليك وأنت أهل للثنا وافيك حقك دونما نقصانِ يا رائد الفعل الجميل لمن أتى من بعد من أبنائك الشبانِ ومضمد الجرح العميقِ لبائسٍ عان، ومطفي غلة اللهفان فاسعد بعيشك وارتقب أجر الذي قدمته في جنة الرضوانِ فالمحسنون لهم ثواب وافر عند المليك الفاطر الأكوانِ واقبل تحياتي، وصدق مشاعري مختومة بالفل من جازانِ المستشار والمحامي