نبكيك سلطان.. رحل عن دنيانا سلطان بن عبدالعزيز.. أمير الخير والإنسانية أمير الابتسامة فالابتسامة كانت لا تفارق محياه -رحمه الله- وتبعث في نفس كل من ينظر إليه روح الأمل والتفاؤل. وبالرغم من عظمة الموقف ومهابة الموت الذي هو حق على كل إنسان إلا أن سلطان بن عبدالعزيز ترك آثاراً عظيمة ومشهودة خلدت ذكراه وكأنه –رحمه الله– بيننا. لقد أبكيتنا جميعاً سلطان بن عبدالعزيز, ليس السعوديون فحسب, بل وبكت على رحيلك الشعوب قاطبة.. أحبك الناس لحبك لعمل الخير.. أحبك الناس لعطائك الذي لم ينقطع.. أحبك الناس لابتسامتك التي تعبر عما بداخلك.. أحبك الناس لكرمك وسخائك.. أحبك الناس لإحساسك بمآسيهم ومتاعبهم.. أحبك الناس لكل خصلة من خصالك الكريمة التي أنعم الله بها عليك.. سلطان بن عبدالعزيز. إن الأثر الذي تركه الأمير سلطان سيظل يعيش بيننا إلى الأبد.. فسلطان الخير لم يترك فقط خصالاً حميدة كريمة نقتدي بها, إنما ترك عطاءً إنسانياً يمتد على مساحات شاسعة من هذا العالم.. وكما قال عنه أخوه الأمير سلمان بن عبدالعزيز «الأمير سلطان وحده مؤسسة خيرية» وأنا أقول إن سلطان بن عبدالعزيز وحده «مؤسسات خيرية» عنيت بالإنسان في كافة مجالات الحياة، والشواهد على ذلك من الصعوبة أن تعد وتحصى.. فإسهامات الأمير سلطان من الكثرة إلى الحد الذي استفاد منها ملايين البشر وستظل هذه المشاريع قائمة على أيدي أبنائه البررة. نبكيك سلطان.. اتفقت ردود الأفعال على رحيل الأمير سلطان بأنه قائد استثنائي بامتياز.. فكل من تحدثوا عنه وعن مناقبه لم يكن حديثهم بروتوكولياً في حالات الموت ولكن اتفقوا على أن الأمير سلطان بأحاسيسه وقيادته وعطائه وكرمه, شكل مزيجاً إنسانياً جمعه الله في شخص واحد قلما تجد منهم كثرا. ويذهل الشخص عندما يسمع ويرى رصيد المحبة الكبير الذي يملكه الأمير سلطان بن عبدالعزيز.. لقد كان يقول في مناسبات عديدة «إن الدنيا فانية» فكان -رحمه الله- يعمل لدنياه وآخرته فأحبه الناس حتى الذين لم يكونوا قريبين منه.. أحبوه عندما سمعوا عن إسهاماته الإنسانية.. أحبوه لما سمعوا عن مكارم أخلاقه وتواضعه.. فهنيئاً لهذا الرصيد من أعمال الخير للراحل الفقيد. لقد ذهل العالم من مقدار الحب الذي يكنه الشعب السعودي لهذا الأمير الانسان ولقد تجلى ذلك يوم السبت الحزين الذي أقبل على الشعب السعودي فكان الحزن باديا على محيا كل فرد من أفراده.. وتبادل الناس فيما بينهم عبارات العزاء في وفاة الفقيد. هذه حاله قلما تجدها إلا من شعب مجيد أحب قيادته وأحبته بالأفعال وليس بالأقوال.. فحب الأمير سلطان للناس تترجمه الأفعال والمشاريع والمبادرات الإنسانية والتي تفوق ما تقوم به دول لشعوبها.. فكيف بإنسان نذر كل حياته لعمل الخير. امتلأت صفحات ومواقع الانترنت برثاء الأمير -رحمه الله- ليس من المؤسسات الرسمية فحسب بل من معظم مرتادي الانترنت وعبر كافة المواقع. فلقد امتلأت المواقع بقصائد الرثاء ومشاعر الحزن على هذا الأمير الذي شمل عطاؤه وكرمه كل أنحاء البلاد.. فلا غرو أن نرى هذا التفاعل المهيب من كافة أطياف الشعب السعودي.. بل من الشعوب العربية والإسلامية. إن الكم الهائل من الأدبيات المنشورة عن أمير الإنسانية لهي دلالة قوية على إنسانية هذا الرجل.. وإلا كيف نفسر كتباً تمت طباعتها ونشرها بعد يومين من وفاته –رحمه الله– وامتلأت أوعية النشر على مواقع الانترنت بسيرته العطرة خلال يومين.. وهذا مؤشر على غزارة عطاء وكرم الأمير الراحل.. بل ودلالة على عظمة هذا الإنسان الذي جمع كل الصفات التي جعلت منه –رحمه الله– قائداً فذاً ومؤثراً على الساحة العالمية. رحم الله سلطان الخير وأدخله فسيح جناته وجمعه مع الصالحين والأبرار.