أدلى التشاديون أمس الأربعاء بأصواتهم في الدورة الأولى من انتخابات رئاسية تجري تحت تهديد المتمردين بشن هجوم ويرجح أن يفوز فيها الرئيس المنتهية ولايته إدريس ديبي بدون صعوبة في غياب مرشح للمعارضة. وقد فتحت مراكز الاقتراع أبوابها من الساعة السابعة إلى الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي. ويتنافس ديبي مع أربعة مرشحين آخرين أقل أهمية، ينتمون إلى أحزاب (صغيرة) اثنان منهم وزيران والثالث رئيس سابق للحكومة والرابع حديث في العمل السياسي وغير معروف من الناخبين. وبعد أن قاطعت الاستفتاء الدستوري الذي أجري في 2005 وسمح لإدريس ديبي بترشيح نفسه لولاية ثالثة، تقاطع المعارضة هذا الاقتراع الذي ترى أن عمليات غش تخللت تنظيمه، مطالبة بفتح حوار وطني واسع قبل اي اقتراع. وهذا الطلب لقي تأييداً واضحاً بدرجات متفاوتة من قبل المجتمع المدني والأساقفة التشاديين والاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة، ولكن ليس من جانب فرنسا التي ما زالت الجهة الداعمة الرئيسية للنظام في انجمينا. وكان ديبي وصل إلى السلطة إثر انقلاب في 1990 ووعد ببناء نظام ديموقراطية بعد نظام حسين حبري. وقد انتخب رئيسا في 1996 ثم أعيد انتخابه في 2001 في اقتراع انتقدته المعارضة بشدة. وقد سمح له بالترشح لولاية ثالثة مدتها خمس سنوات إثر مراجعة دستورية تم تبنيها العام الماضي في استفتاء قاطعته المعارضة. وتتهم المعارضة إدريس ديبي بأنه بنى نظاماً عشائرياً وفاسداً يستغل العائدات النفطية التي يفترض أن تستخدم منذ 2003 في تنمية البلاد التي يعيش سكانها البالغ عددهم 8.8 ملايين نسمة في فقر مدقع. ويأتي الاقتراع في جو متوتر جداً بعد هجوم متمردي الجبهة الموحدة للتغيير الذين وصلوا إلى أبواب العاصمة انجمينا وتصدت لهم قوات ديبي في 13 نيسان - إبريل الماضي. وأعلن زعيم الجبهة محمد نور عبدالكريم الثلاثاء أن حركته ستشن قريباً هجوماً جديداً على (عدة جبهات) في تشاد بما فيها ضد العاصمة من أجل الإطاحة بالرئيس إدريس ديبي. ودعت الجبهة وحركة التمرد الثانية الاتحاد الوطني للديموقراطية التشاديين إلى مقاطعة الانتخابات. وفي مقابلة مع فرانس برس أجريت معه عبر الهاتف المحمول، قال النقيب عبدالكريم (سوف نهاجم على عدة جبهات). ورداً على سؤال لمعرفة ما إذا كان هذه الهجوم سيصل إلى العاصمة، أجاب (سوف نقوم تماماً بما قمنا به وحتى أكثر). واعتبر أن الهجوم السابق لم يكن (هزيمة) وأن القوات النظامية (تلقت دعماً من الجيش الفرنسي). وأضاف لا يمكن لفرنسا أن تدعم إدريس ديبي بالقوة لأنه انتهى. سوف نكون مرغمين على استئناف الهجوم بالقوة لأنه لا يريد التفاوض معنا. ولم يعط محمد نور عبدالكريم أي تفاصيل حول العمليات التي سيقوم بها المتمردون لعرقلة الانتخابات الرئاسية.. وستنشر النتائج الموقتة للاقتراع في 14 أيار - مايو، وقد تم تنظم دورة ثانية في الثامن من حزيران - يونيو.