قال الحق تبارك وتعالى: وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً , وقال سبحانه وتعالى: كل نفس ذائقة الموت وإلينا ترجعون , لقد كتب الله تعالى الموت علينا وجعله سنة من سنن هذا الكون العظيم، فدنيانا التي ملكت شغاف قلوب الكثير منا وشغلتنا عن آخرتنا ما هي إلا دار ممر إلى الدار الأبدية في الآخرة كما قال صلوات الله وسلامه عليه: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وقال مبيناً حقيقة الدنيا مالي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها رواه أحمد والترمذي، فهذا هو حال الدنيا أناس يولدون وآخرون يموتون ويرتحلون والبقية لنفس المصير سائرون حتى يرث الله الأرض ومن عليها، هذه هي الدنيا يومها يهدم شهرها وشهرها يهدم سنتها وسنواتها تهدم الأعمار حتى تحين ساعة الموت والفراق. عزيزتي الجزيرة: الموت حقيقة لا مفرَّ منها وواقع لا مناص منه، وهو مع ألمه وشدة مصابه وما يجلبه من أحزان للاحبة إلا ان للصبر على كل ذلك أجراً عظيما كما قال تعالى: وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون , وإن مما يخفف من هول المصيبة بالموت هو حسن حال المتوفى واستقامته على الخير وحرصه على الطاعة والعبادة وشهادة الناس له بذلك لأنه إن كان بهذه الصورة وعلى تلك الحال فموته بإذن الله تعالى خير له لأنه انتقل من دار البلاء والشقاء الى جنة عرضها الأرض والسماء. ايها الأحبة: هذه مقدمة كان لابدَّ منها تعزية لنا نحن ابناء محافظة الزلفي حيث ودَّعنا في يوم الثلاثاء 27/2/1421ه أحد اعيان محافظتنا وممن شهد له الجميع بالخير والصلاح، إنه الشيخ عبدالمحسن بن محمد المسعر الذي قضى عمره الذي تجاوز المائة بقليل في خدمة دينه ومليكه ووطنه، وكان حريصاً على فعل الخير حتى احبه الصغير والكبير والقريب والبعيد، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال الاعداد الكبيرة التي اكتظ بها جامع الامام فيصل بن تركي لأداء الصلاة عليه وكذلك الأعداد الهائلة التي تجمعت في المقبرة لأداء الصلاة عليه أيضاً، فنسأل الله ان يرحمه رحمة واسعة وان يسكنه فسيح جناته وان يلهمنا ويلهم اهله الصبر والسلوان, إنا لله وإنا اليه راجعون , عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: مُرَّ بجنازة، فأثني عليها خيراً فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: وجبت وجبت وجبت ومُرَّ بجنازة فأثني عليها شراً فقال: وجبت وجبت وجبت , فلما سئل عن ذلك قال: من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الارض ، رواه مسلم. نسأل الله ان يجعلك يا أبا ناصر ممن أنطبق عليهم المثل الأول آمين, آمين. أحمد بن محمد البدر الزلفي