سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إنهاء الحرب ليس سوى الخطوة الأولى نحو بناء السلام .. وعلى جميع الفرقاء أن يضمنوا استدامة السلام الأربعاء 21 ذي الحجة 1392ه الموافق 24 يناير 1973م - العدد (504)
بدأت تفاصيل شروط اتفاقية وقف إطلاق النار في فيتنام التي سيوقع عليها يوم السبت، بدأت تصل من واشنطن، وتوجد هذه التفاصيل في النص الكامل للاتفاقية التي أدت إلى وضع ترتيبات لوقف إطلاق النار تحت إشراف دولي اعتباراً من منتصف ليل يوم السبت .. على أن يتلو ذلك إطلاق سراح جميع السجناء الأمريكيين في الهندالصينية وسحب القوات الأمريكية الباقية في فيتنام الجنوبية، شريطة أن يتم ذلك في غضون ستين يوماً. وتقول التفاصيل الأخرى التي كشف النقاب عنها أن بإمكان القوات الفيتنامية الشمالية أن تبقى في فيتنام الجنوبية. ويقدر الفيتناميون الجنوبيون أنه يوجد في البلاد الآن ثلاثمائة ألف على الأقل من جنود فيتنام الشمالية. وقد وافق الفيتناميون الشماليون على تشكيل هيئة للرقابة الدولية قوامها أكثر من ألف رجل للإشراف على وقف إطلاق النار، ويعادل هذا أكثر من خمسة أضعاف العدد الذي كان الفيتناميون الشماليون يلحون عليه في السابق. وتصف إحدى فقرات الاتفاقية خط التقسيم العسكري بين الشمال والجنوب بأنه مجرد ترتيب مؤقت فقط وليس حدا إقليمياً أو سياسياً. ويقول المراسلون إنه يبدو أن الفيتناميين الشماليين قد اكتسبوا نقطة كبيرة بهذا الخصوص. وقد أعطت الولاياتالمتحدة بدورها التزاما بأنها لن تستمر في مشاركتها العسكرية في فيتنام الجنوبية أو التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. وتنص الاتفاقية أيضاً على عقد اجتماع لمؤتمر دولي في غضون ثلاثين يوما من التوقيع على اتفاقية السلام، وستوجه الدعوات لحضور هذا المؤتمر إلى كل من الصين والاتحاد السوفييتي وفرنسا وبريطانيا وإلى الدول الأربع المشتركة في هيئة الرقابة الدولية وهي كندا واندونيسيا والمجر وبولندا، ذلك بالإضافة إلى الولاياتالمتحدةوفيتنام الجنوبية والشمالية التي ستحضر المؤتمر أيضاً. وستسحب جميع القوات الأجنبية من لاوس وكمبوديا، وتقول الاتفاقية إن الشؤون الداخلية لهذين البلدين يجب أن تسوى دون تدخل خارجي. وقد وردت الأنباء الأولى عن الاتفاق في إذاعة وجّهها الرئيس نيكسون في وقت سابق من يوم أمس، وقد وصف نتيجة المفاوضات الطويلة بأنّها سلام مقرون بالشرف، وقال إن جميع الشروط التي وضعت للتسوية قد تم استيفاؤها. وقد تعهد الرئيس نيكسون بأن الولاياتالمتحدة ستواصل الاعتراف بحكومة فيتنام الجنوبية على أنها الحكومة الشرعية الوحيدة في البلاد، ووعد باستمرار المعونة الأمريكية ضمن نطاق نصوص الاتفاقية وشروطها، وقال إن إنهاء الحرب ليس سوى الخطوة الأولى نحو بناء السلام وأن على جميع الفرقاء الآن أن يضمنوا أن هذا السلام سيدوم وأن نصوص الاتفاقية وشروطها ستطبق بدقة. وقال الرئيس نيكسون في إشارة جلية إلى الاتحاد السوفييتي والصين أنه يتوقع أن تعمل الدول المعنية الأخرى على تأمين تنفيذ نصوص الاتفاقية. وقد ناشد المستر نيكسون في نداء مباشر وجهه إلى فيتنام الشمالية المساعدة على بناء سلام من التصالح، وقال إن الولاياتالمتحدة مستعدة من جانبها لبذل مجهود كبير، وشدد المستر نيكسون على أنه بقدر ما كانت المعاملة المتبادلة ضرورية لإنهاء الحرب، فإن هذه المعاملة المتبادلة ستكون كذلك ضرورية لبناء السلام وتعزيزه. ومن المقرر أن تبدأ كوريا الجنوبية بسحب قواتها من فيتنام على الفور، وكانت القوات الكورية الجنوبية قد أرسلت إلى هناك لأول مرة في عام 1965 بدعوة من الفيتناميين الجنوبيين، ويقدر عدد أفراد هذه القوة في الوقت الحاضر بحوالي أربعين ألف جندي. هذا وقد تدفّق طوال أمس سيل مستمر من بيانات الترحيب الصادرة عن مختلف الحكومات في العالم بما في ذلك حكومة الصين، وقال الصينيون إن اتفاقية وقف إطلاق النار ستسهم في تخفيف التوتر في المنطقة كلها. وقال بيان بريطاني إن الاتفاق يمثل فرصة للتوصل إلى سلام دائم في جميع أرجاء الهندالصينية. هذا وقد جددت عدة حكومات تعهداتها بتقديم المساعدة في عمليات تعمير فيتنام في فترة ما بعد الحرب، ومن بين هذه الحكومات اليابان وألمانيا الغربية واستراليا ونيوزيلندا، وقد دعا الباب بولس كذلك إلى تقديم معونة دولية لمساعدة شعب فيتنام، وأعرب عن الفرح إزاء أنباء اتفاقية وقف إطلاق النار. وقال إنه من غير الكافي إعادة تعمير الدمار وإن على جميع المواطنين في العالم أن يساعدوا في توفير البيوت والمدارس والأدوية. ويقول المستر ليرد وزير الدفاع الأمريكي إن وزارة الدفاع مستعدة للمضي قدماً في الخطط من أجل إعادة الأسرى الأمريكيين إلى ديارهم ويقدر أنه يوجد حوالي ستمائة أسير أمريكي في جميع أرجاء الهندالصينية، وقال المستر ليرد إن قوة تزيد في عددها على ستمائة شخص بما في ذلك الأطباء والممرضات وعلماء النفس تقف على أهبة الاستعداد للقيام بعملية نقل جوي في أي وقت. هذا وقد اشتد القتال في فيتنام الجنوبية، وقال ناطق حكومي فيتنامي جنوبي إن وثائق تم الاستيلاء عليها في قتال شديد جرى مؤخراً يظهر أن الشيوعيين سيحاولون الاستيلاء على أوسع مساحة ممكنة من الأرض، قبل وضع اتفاقية وقف إطلاق النار موضع التنفيذ. ومن ناحية أخرى وجّه صندوق الأطفال التابع للأمم المتحدة نداء يطلب فيه مساعدة ملايين الأطفال الذين كانوا ضحايا الحرب في الهندالصينية، وقد وجّه مقر المنظمة في جنيف نداءه في البداية إلى أوروبا ولكن المراسلين يقولون إن نداءات، مشابهة يحتمل أن توجّه إلى مناطق أخرى من العالم.