الحمد لله الذي علَّم بالقلم .. علَّم الإنسان ما لم يعلم .. أحمده وأستعينه وأشكره على ما أولانا به من كثير الهبات والنِّعم .. رَزَقنا قادة مصلحين جعلهم أُمناء لهذا البلد .. مشرفين ومشرفات تربويات ارتقوا بهذا الوطن .. فهاهم قبل شهور عدّة قرروا إنشاء (مجلس الشورى المدرسي) الذي يضم عدداً من الطالبات والمعلِّمات برئاسة مديرة المدرسة أو من ينوب عنها، بهدف إشراك براعم هذا الوطن بإدلاء آرائهم من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية، وما يرنون إليه ويريدون تحقيقه في بيئتهم المدرسية، إيماناً منهم بأثر التنشئة الاجتماعية في حياة وشخصية الفرد باعتبار أنّ المدرسة أحد عوامل تلك التنشئة. فقبل عام تخرّجت من (مدارس العلا الأهلية) تلك المدرسة الرائعة التي تضم نخبة (من المعلِّمات المتميِّزات بقيادة الأستاذة الرائعة بدرية الزير .. فكم كنت أتمنى أن يقرر إنشاء هذا المجلس (مجلس الشورى المدرسي) وأنا في طور مدرستي لأكون إحدى أعضائه .. لكن بحمد الله ها أنا عضوة في (مكتب الإشراف الاجتماعي) برئاسة عميدة كلية الخدمة الاجتماعية الدكتورة سلمى الدوسري، أدلي بصوتي واقتراحاتي بكلِّ ما أرى بصدده يلبِّي احتياجات زميلاتي. وبما أنني قد غادرت المدرسة وفصولها الدراسية، فإنني أود أن أقترح عدّة اقتراحات أبثها من روحٍ تنقّلت في مضمار العلم لمدة إثني عشر عاماً أتمنى أن تنال إعجاب من يقرأها من طلاب وطالبات ويناقشوها في مجلسهم (مجلس الشورى المدرسي) وتتمثل فيما يلي: أولاً: عندما ألقى معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الرشيد كلمته في يوم المعلم عام 1424ه .. حينما قال متسائلاً ومتعجِّباً من حال المعلمين والطلاب .. هل يريد المعلمون والمعلمات مناهج يكفيها الجهد القليل..؟!! وهل يريد الآباء والأمهات أن يفرحوا في آخر العام بنجاح أولادهم في الاختبارات دون الالتفات إلى مقدار العلم الذي حصلوا عليه؟!! أقول لك يا معالي الوزير .. نعم هذا هو الحقيقة فكما يقال (وقعت على الجرح) .. المعلمون والمعلمات يريدون أسهل السبل لختام المنهج، والآباء والأمهات يريدون مستقبلاً زاهراً لأبنائهم .. لكن لو نظرنا لواقعنا من حيث طريقة شرح الدروس في المدارس، لأدركنا حجم معاناة الطلاب والطالبات في عدم التركيز أو إخفاق بعضهم، وأيضاً فقد النشاط والحيوية أثناء الدرس .. (يشرح الدرس، ثم يسأل المعلم أو المعلمة عمّا شرح، ثم يملى الواجب) وهكذا لمدة سبع حصص متتالية. يا قادة تعليمنا لقد جمد عقولنا ذلك الروتين .. لا بدّ من ابتكار طرق وأساليب جديدة تشد انتباه الطالب والطالبة وتزيد من استيعابه وتحصيله الدراسي. وأبرهن على النتائج التي سيحققها (تغيير طريقة شرح الدرس) بما فعله أحد المعلمين البارعين في هذا الوطن ولا يستكثر ذلك على أبنائه حينما جهز فصلاً كاملاً لأحد الصفوف الدنيا بكامل أدوات شرحه الإلكترونية من حسابه الخاص بهدف تحقيق المتعة والفائدة معاً. وفعلاً حقق نتائجه المرضية التي سعى إليها حينما جاء والد أحد الطلاب مستفسراً عمّا يتحدث به ابنه طوال الوقت عن طريقة شرح معلمه وإبداعه فيها وحبه لمواده الدراسية للمتعة التي يجنيها منها. ثانياً: كما أنّ المدرسة مشكورة مهتمة بإقامة المحاضرات الدينية والصحية - وهذا دليلٌ على وعي منضميها - فلماذا تغفل عن إقامة المحاضرات في مجال (التنمية البشرية) باستضافة ذوي الاختصاص لإكساب الطلاب والطالبات المهارات المختلفة التي يفرض عليهم زماننا هذا الإلمام بها (مثل ... مهارات التفوُّق الدراسي، تطوير الذات، الثقة بالنفس ...) وغيرها من مهارات الحياة المختلفة. ثالثاً: تغيير هدف الجمعيات التي تقام في المدارس مثل .. (جماعة العربي، جماعة التاريخ والجغرافيا، جماعة ...، وجماعة ... الخ) وإن اختلف مسمى بعض الجماعات مثل جماعة العربي قد تسمّى (جماعة الصحافة) لكن هدف تلك الجمعيات جميعها واحد وهو إصدار نشرات وأوراق حائطية. أقترح أن يغيَّر اسم تلك الجمعيات إلى مسمى (مهارات عامة) ويخصص لهذه المهارات أربعة أقسام وتتمثّل في ما يلي: 1 - مهارة الرسم والأشغال واليدوي. 2 - مهارة الحاسب الآلي. 3 - مهارة الكتابة والتعبير وحسن الإلقاء. 4 - مهارة الابتكار والاكتشاف. وأيضاً أودُّ أن أنوِّه إلى نقطة مهمة ألا وهي: إنني ألاحظ عند توزيع أوراق الجمعيات ليتم تعبئتها من قِبل الطالبات، فإنني أسمع من يقول بلغته العامية (ما في شيء أعجبني) قاصدة من تلك الجمعيات .. وفي النهاية تنضم بنفس غير راضية لإحدى تلك الجماعات برفقة زميلاتها .. دون أن تبدع في هذه الجماعة، أو أن تكتسب أي مهارة منها. أقول: لحل هذه المشكلة .. أن يخصص في المدرسة مجلس ترأسه المعلمات المتميِّزات في تلك المدرسة ويضم الطالبات اللاتي - على حد قولهن - (لم يعجبهن أي شيء من تلك الجماعات أو المهارات)، ويسمّى (مجلس المتميِّزات)، وسبب اختياري لهذا الاسم ليكون تشجيعاً لمنظميه، ويتم في هذا المجلس إلقاء الضوء على: - الإنسان ودوره في الحياة. - وطريقة التعرُّف على ذاته، وكيفية إكساب المهارات التي يحتاجها. - تحديد أهدافه والانطلاق إليها. وغير ذلك .. مما يوحي أهميته في هذه الحياة. وأيضاً لا ينسى التطرُّق إلى موضوع (تقدير الذات أو ما يسمى التقدير الاجتماعي) الذي يعتبر من الحاجات الأساسية للإنسان لأنه لو تأمّل منشئو هذا المجلس الطلبة المنضمين إليه لوجدوا أن أغلبهم فاقدون التقدير الاجتماعي أو تقديرهم (هم أنفسهم لذواتهم). وسيرى منشئو هذا المجلس الأثر الإيجابي الذي سيصل بإذن الله إلى تعديل سلوك الفرد إذا كان فيه شواذ، إذا قام على الحوار الهادف الناجح. ولا يخفى على البعض بعض السلوكيات الخاطئة المنتشرة في المدارس. رابعاً: وأيضاً لم أنس (مجلس الآباء والأمهات)، الذي يقام كل فصل دراسي ولا يحضره إلاّ خمس أو ست أمهات وبالكثير عشر من مدرسة تضم 250 طالبة وكذلك الطلاب .. أرجو من كل مدرسة تعاني من هذه المشكلة .. أن توزع استبياناً لوالدات الطالبات وكذلك للآباء مبينين السبب الحقيقي في عدم حضورهم .. فمن هذا المنطلق أود أن أطرح حلاً لعله يجدي في حل هذه المشكلة: 1 - أن يتم الاتصال بوالدة الطالبة وكذلك الطالب كل شهر لإخبارهم بمستوى ابنهم أو ابنتهم إن كان في تطوُّر أو تدنٍّ. 2 - أن يتم تكريم الأمهات المثاليات مع بناتهن كل شهر من قِبل المدرسة ليتم التنافس من قِبل الطالبات والاهتمام من قِبل الأمهات وكذلك أيضاً للطلاب والآباء. * وأخيراً: هذا ما عايشته طيلة سنواتي الدراسية، التي افتقدت فيها من يبحث في أسباب المشكلة ويسعى لعلاجها بمنظورٍ علمي صحيح ... هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.