استضافت مدارس ابن خلدون الدولية بمقرها الجديد بحي «عرقة» الملحق الثقافي الصيني لتبادل الآراء حول إدراج اللغة الصينية ضمن قائمة مواد اللغة الأجنبية الثانية الاختيارية، وتطرق اللقاء إلى إمكان تزويد المدارس بالمدرسين الصينيين والكتب الدراسية بمساعدة الملحقية الثقافية، وتضمنت الزيارة جولة داخل المدارس للتعرف على إمكاناتها، وفي نهاية الجولة أبدى الملحق الثقافي الصيني إعجابه بالتجهيزات المتطورة للمبنى، واثنى على الرؤية المستقبلية للفريق الاستشاري للمدارس مرحباً بالتعاون مع ابن خلدون في تعليم اللغة الصينية بين طلبة المدرسة، بخاصة أن العلاقات الثقافية بين المملكة والصين تشهد تطوراً ملحوظاً إذ اقر أخيراً مجلس التعليم العالي بتكثيف الابتعاث إلى الجامعات الصينية وفتح قنوات الاتصال مع المسؤولين في المجالات البحثية والعلمية والتعليمية وزيادة عدد المبتعثين إلى هذا البلد من 482 إلى 2000 مبتعث خلال السنوات الثلاث المقبلة. وأشار إلى أن أهم معالم تطور العلاقات الثقافية بين البلدين توقيع 24 عقداً خدمياً بين الجامعات السعودية والصينية، فضلاً عن تبادل الزيارات بين الوفود السعودية والصينية، إضافة إلى افتتاح الملحقية الثقافية السعودية في بكين أخيراً. من جانبه، أكد عضو الفريق الاستشاري للمدارس الدولية عمران بن عبدالعزيز العمران أنه «ينبغي ألا ننسى أن اللغة الصينية هي اللغة الأولى من حيث الترتيب نظراً لأن مستخدميها الأصليين يتجاوزن المليار نسمة، فضلاً عن أنها لغة أحد الكيانات الاقتصادية الكبيرة والتي تلعب دوراً محورياً في المنظومة العالمية، وهذا ما دعانا أيضاً إلى الاهتمام بإدراج اللغة الصينية في مناهج مدارسنا الدولية». وأضاف: «مهامنا ستتجه أيضاً إلى توفير برنامج تعليمي دولي ذي جودة عالية يصون ويعزز التقاليد العربية النبيلة والقيم الإسلامية، من خلال منهج دراسي يتبع أعلى المعايير، يتم تنفيذه من جانب مجموعة من المعلمين والتربويين المؤهلين تأهيلاً علمياً متقدماً متخذين من المجتمع وأولياء الأمور شركاء لنا». بناء طلاب مستقلين أمّا رئيس الفريق الاستشاري، والذي يمتلك سلسلة مدارس في أوروبا ولديه من الخبرة ما يزيد على 25 عاماً في القطاع التعليمي Michael Leonelli فشرح خطوات مدارس ابن خلدون العالمية، وقال «نحن نهدف إلى بناء متعلمين مستقلين لا يعتمدون على المعلم فقط لتقدمهم التعليمي واكتشاف الحياة، بل جعل طلاب مدرسة ابن خلدون الدولية «متعلمين مدى الحياة» فلا نريد أن يتوقفوا أبداً عن التعلم والإسهام في المجتمع والعالم». أما طموحه كما يقول فهو «أن تكون مدارسنا في مقدمة المدارس الدولية في المنطقة بحلول العام 2013 من خلال ستة محاور هي هدفنا الأساسي، وتتمثل في «غرس مبادئ الانضباط الذاتي والالتزام والمسؤولية في الطلاب، تعزيز مهارات القيادة والمبادرة والثقة بالنفس لدى الطلاب، تطوير مهارات الطلبة في المواد الأساسية، فضلاً عن مهارات التواصل والتعلم والتفكير النقدي، وتشجيع الابتكار والإبداع والتنمية الذاتية، وإعداد الطلاب للتفوق الأكاديمي وتعظيم إسهاماتها في الحياة المجتمعية، وتحسين وعي الطلاب بالصحة واللياقة البدنية». العربية والإنكليزية معاً وشدّد «مايكل» على أنه في مدرسة ابن خلدون الدولية يلتزم جميع العاملين بهدف واحد هو «مساعدة الطفل على الوصول إلى إمكاناته من منظور أكاديمي وأخلاقي، إضافة إلى مساعدة الطلاب على أن تكون لديهم طموحاتهم الكبيرة التي يفخرون بها ويسعون إلى تحقيقها، وأيضاً تطوير مهارات التعلم بشكل مستقل وبثقة، لاستخدام التكنولوجيا الحديثة، وأن تكون لديهم القدرة على التواصل بطلاقة باللغتين العربية والإنكليزية، كذلك إيجاد خريجين على استعداد تام للدخول إلى مرحلة التعليم العالي وهم مؤهلون إلى مزيد من الدراسة في المملكة وخارجها، متضمناً ذلك تطوير مهارات العمل الجماعي والقيادة واحترام الآخرين، وفهم مسؤولياتهم تجاه القضايا البيئية المحلية والعالمية». وشرح أنه على غرار المناهج وطرق التدريس في أرقى المدارس الأميركية ستتبع المدارس المنهج الأميركي «سكوت فورس مان» الذي يشجع على التعلم والتدريب العملي على المشاريع التجريبية والتعرف على الدروس المستفادة، «كما أننا جنب إلى جنب مع مناهجنا الدراسية الأميركية نقدم رؤية شاملة لتعلم اللغة العربية والدين الإسلامي لضمان حصول طلابنا على أفضل مستوى علمي دولي دون التأثير في هوية المنطقة وثقافتها». وفي جانب حاجات الطلاب المادية والاجتماعية، أشار إلى وجود مرافق رياضية على أعلى مستوى لتنظيم دورات التربية البدنية للمساعدة في تعلم المهارات الرياضية التنافسية التي تعتبر مفاتيح للعيش في حياة صحية، إذ سيتم من خلالها تأسيس الفرق الرياضية التي توفر فرصة التنافس مع المدارس المحلية الأخرى، متزامناً مع ذلك تنظيم عدد من الأنشطة داخل المدرسة لتمكين الطلبة من تطوير مهارات القيادة والتنافس مع بعضهم أكاديمياً وسلوكياً، في كثير من الأنشطة الترفيهية. مستشارون متفرغون لأولياء الأمور وأكد أن المدارس قامت بتعيين مجموعة من المستشارين التربويين للرد على استفسارات أولياء الأمور عن مستوى أبنائهم الفتيان والفتيات، كما أنهم مدربون ومؤهلون في تقديم الدعم للطلاب، ويعد هذا المجلس داعماً الآباء والأمهات أيضاً، فيضمن لهم صورة واضحة ودقيقة لتطور طفلهم، وشاهداً على أي تحديات تواجهه». وحول عملية التوظيف في المدارس أكد مايكل أنها «مسألة صارمة وشفافة وتلتزم بأن معظم المعلمين يجب أن يكونوا فقط من المؤهلين وذوي خبرة، فنحن نفخر بوجود معلمين من جنسيات مختلفة لكنهم جميعاً لا بد أن تكون «لغتهم الأم» هي الإنكليزية، وأننا نؤيد بقوة المعلمين الذين يدعمون المعرفة من خلال الندوات وورش العمل التدريبية، كما أننا نحث المدرسين على التواصل اليومي مع الأسر لفهم حاجات الأبناء». وأكد أن جميع الطلاب في مدرسة ابن خلدون الدولية سيتعلمون في بيئة آمنة مبنية على الثقة والاحترام المتبادل، ويتوقع من كل طالب أن يكون مسؤولاً عن سلوكه الخاص، وممارسة ضبط النفس، والامتناع عن التصرفات التي تتعارض مع حق طالب آخر في التعلم والدراسة في بيئة آمنة وسعيدة، ولن يقبل أي شكل من أشكال مضايقة الطالب قد يعوقه عن التواصل بسلاسة مع عامه الدراسي.