أنهى الادعاء في محاكمة زكريا موسوي الأربعاء عرض الظروف التشديدية التي تبرر بنظره إصدار حكم الإعدام في حق المتهم، ببثها اللحظات الأخيرة لركاب الرحلة 93 الذين باتوا بمصاف الأبطال بعدما تمردوا على خاطفي طائرتهم وأسقطوها محبطين بذلك خطة الانتحاريين. (سيداتي سادتي، الطيار يتحدث إليكم، أرجو منكم الجلوس ولزوم مقاعدكم، لدينا قنبلة في الطائرة). بتلك الكلمات بادر زياد الجراح الركاب بعدما سيطر على الرحلة 93 لشركة يونايتد ايرلاينز التي كانت آخر طائرة تحطمت في 11 ايلول-سبتمبر 2001 عند الساعة 10.03في بنسيلفانيا (شرق). وأنصت المحلفون والحضور والصحافيون في صمت وذهول طوال الدقائق ال32 التي تلت. ولم يسبق أن بثت تسجيلات الصندوق الأسود الذي يخزن الأحاديث في مقصورة القيادة، باستثناء لبعض عائلات الضحايا. وتم الاستماع إلى التسجيل الذي لن يبث علنا في الغرفة 700 من محكمة الكسندريا الفدرالية (فرجينيا، شرق) حيث تجري محاكمة موسوي. وبثت النيابة العامة بموازاة ذلك فيلماً أنجز على الكمبيوتر يظهر حركة الطائرة بالتزامن مع التسجيلات، وسمع في التسجيل صوت رجل يردد ثلاث مرات (لا أريد أن أموت) وفي الساعة 9.36 سمع صراخ نساء وقال بعدها أحد الانتحاريين بالعربية بحسب ترجمة انكليزية (كل شيء على ما يرام انتهيت)، وقُتل على الأرجح الطياران ومضيفة خلال تلك اللحظات. وأجرى عدد من الركاب اتصالات هاتفية وصفوا فيها ثلاثة إرهابيين (كان عددهم أربعة) يضعون عصبات حمراء على رؤوسهم ويحملون سكاكين وحين علموا بأحداث نيويورك، قرروا التمرد على الخاطفين، وقبيل الساعة العاشرة، سمع صوت في مقصورة القيادة يقول (يريدون الدخول، سيطر على الأمر في الداخل) وردد الانتحاريون (باسم الله الرحمن الرحيم). وصاح أحد الركاب (إلى المقصورة وإلا فسوف نقتل جميعاً) وبدأت الطائرة تترنح فيما حاول إرهابي السيطرة على الركاب، وفي الساعة العاشرة بدأت الطائرة تجنح بشكل خطير. وأضحى الركاب وأفراد الطاقم الأربعون في هذه الرحلة أبطالاً بنظر الأمريكيين الذين يعتبرون أنهم أنقذوا العاصمة حيث يرجح أن الخاطفين كانوا يخططون لاستهداف مبنى الكونغرس. ومن المتوقع بدء عرض فيلم حول هذه الأحداث بعنوان (الرحلة 93) في صالات السينما في 28 نيسان - ابريل، وفيما كانت التسجيلات تبث ابتسم موسوي مراراً، وأعلن المدعون العامون بعيد انتهاء التسجيلات أنهم أنهوا عرضهم، ويعتبر الادعاء أن موسوي أتاح تنفيذ الاعتداءات بإدلائه بإفادة كاذبة عند توقيفه في 16 اب - أغسطس 2001 في شمال الولاياتالمتحدة بهدف حماية شركائه. وشددت النيابة العامة على مدى أربعة أيام من الجلسات على معاناة ضحايا الاعتداءات وعائلاتهم معتبرة أنها تبرر حكماً بالإعدام في حق موسوي، وتخللت الجلسات شهادات مؤثرة وعرض صور لجثث متفحمة وبث صيحات يائسة ولم تتمالك محامية دفاع نفسها عن البكاء. ومن المقرر أن يبدأ الدفاع اليوم بعرض الظروف التخفيفية التي يفترض بنظره أن تخفف حكم الإعدام في حق موسوي إلى حكم بالسجن مدى الحياة، ويحق للمتهم الإدلاء بإفادة اعتباراً ربما من أمس الخميس.
