اختتمت مساء يوم السبت الماضي الفعاليات التحكيمية الملازمة لمباريات بطولة الصعود إلى أندية الدرجة الثالثة، وقد اشتملت هذه الفعاليات على إقامة دورة صقل للحكام أو ورشة عمل لحكام (الجيل الثالث) وعددهم 25 حكماً وحكماً مساعداً من صغار السن ممن تتوسم فيهم اللجنة مقومات النجاح، وهؤلاء الحكام تم إخضاعهم طوال مدة الدورة تحت نظر ومتابعة مباشرة من مدير التخطيط والدراسات بلجنة الحكام الانجليزية السيد (ألين) الذي غادر محافظة عنيزة مساء الخميس الماضي عائداً إلى بلاده بعد أن أبلى بلاء حسنا وعطاء موفقا في مهمته الإعدادية، حيث اشتمل البرنامج المعد من السيد ألين بالتنسيق المسبق مع لجنة الحكام على تحديد جدول عمل يومي يبدأ من الساعة 7.30 إلى الساعة 9.00 صباحاً كتدريب صباحي بالملعب يتخلله تطبيقات عملية لمواقف الحكام وتحركاتهم بصفة عامة. وبعض المواقف بصفة خاصة لحالات التمركز أو التموضع أثناء الركلة الركنية من موقع يمين الحكم أو من موقع يسار الحكم، وفي اليوم الثاني لركلة المرمى، واليوم الذي يليه لرمية التماس، ويوم لركلة البداية، ويوم للركلات الحرة.. وهكذا.. وقد أبدع السيد (ألين) في التدريب العملي في كيفية التحركات وبالذات أثناء الهجمة المرتدة المعاكسة، وشرح طريقة التعامل مع انتقال الكرة من جهة اليمين إلى جهة اليسار أو العكس. وكيفية توزيع الجهد اللياقي للحكم طوال وقت المباراة والأسلوب الأمثل لتنويع التحركات من الجري الأمامي إلى الخلفي والجري الجانبي وسرعة الانطلاق وطريقة الاستدارة حسب متطلبات اللعب وموقع الكرة واللاعبين. وفي نهاية التدريب الصباحي يسعى الخبير إلى تنبيه حكام مباراتي الأمس إلى الجوانب الإيجابية في تحركاتهم ومواقفهم وتصحيح التحركات السلبية والمواقف الضعيفة إن وجدت بحضور ومسمع جميع الحكام. أما الفترة الثانية من البرنامج اليومي فتشتمل على محاضرة نظرية تبدأ من الساعة 10.00 إلى الساعة 12.00، حيث يطلب السيد (ألين) من الحكام والحكام المساعدين الذين قادوا مباراتي الأمس تقديم تحليل لقراراتهم، ثم بعد ذلك يفسح المجال لمن لديه ملاحظة من بقية الحكام. يلي ذلك تحليل للسيد ألين لأحداث المباراتين، مستعيناً بمشاهدة الأحداث عبر الفيديو، حيث حرصت اللجنة على تصوير جميع مباريات بطولة الصعود لتقديم النصح والتوجيه للحكام. وفي هذا الشأن يجب التوقف عند نقطة مهمة ينتهجها الخبير الإنجليزي كما هو مواطنه السيد (جون بيكر) أثناء الدورة المتقدمة للحكام، وتتمثل هذه النقطة في أنهم يقدمون الثناء والشكر للحكام على قراراتهم ومميزاتهم الإيجابية ويشعرون الحكم بأهمية ما قام به من قرارات قانونية صحيحة!!، ويستعرضون الجوانب السلبية بطريقة مهذبة ولطيفة تجد القبول والرضا للنفس البشرية بعيدا عن صبغة النقد المباشر.. المحبط!!. هذه بعض من المشاهدات التي تحتم أمانة القلم أن أكتبها من عنيزةالقصيم التي شهدت خلال أسبوعين إعادة صياغة الجيل الثالث من الحكام السعوديين الذين يأملون ويتطلعون إلى رفع لواء التحكيم السعودي مستقبلاً.. فلهم الشكر على ما أبدوه من حماس ومن تضحية.. والشكر لهم على حسن إدارتهم لجميع المباريات دون اعتراضات او احتجاجات، وهذا بفضل الله أولا وأخيراً ثم بفضل موافقة المسؤولين على أن يتحمل الاتحاد السعودي لكرة القدم مكافآت وإعاشة وسكن الحكام بدلاً من تكفل الأندية المستضيفة لها في السنوات الماضية. خليل وكأس العالم ** قائمة الحكام الدوليين التي بثت عبر وسائل الإعلام المختلفة وكشفت عن أطقم الحكام المعتمدين من قبل لجنة الحكام الدولية لقيادة مباريات بطولة كأس العالم القادمة بألمانيا، وما أحدثته من أخبار متواترة عن مشاركة حكمنا الدولي خليل جلال، والتي أظهرت نتوءات كريهة لبعض منسوبي الإعلام من الصحفيين الذين يسعون إلى البحث عن الإثارة على حساب الوطن وسمعة المخلصين من أبنائه، فأحدهم ينشر وبالبنط العريض استبعاد خليل جلال من كأس العالم؟ والآخر يؤكد انفراده بالخبر قبل أشهر!! والثالث يؤكد اعتذاره عن عدم قيادة مباراة الشباب والهلال بحجة الظروف النفسية.. بينما كان من الواجب على مسؤولي الصحف البحث عن صحة الخبر من مصدره والتأكد من المعلومة، حيث إن الاخ خليل جلال لم يستبعد من كأس العالم بل سيكون أول المشاركين من ضمن ال(30) حكماً، ولخلق روح التنافس بين الحكام تم فصل (سبعة) حكام تحت اسم مجموعة الدعم والمساندة أي أنها ستدعم قرار ال(فيفا) في حالة استبعاد أي حكم لأي سبب فني أو صحي أو لياقي. بالمناسبة الأخ خليل هو الحكم الآسيوي الوحيد الذي قاد مباراة ضمن التصفيات الأوروبية، وهذا الاختيار كاف لإثبات ثقة ال(فيفا) في الحكم السعودي. تناتيف ** بعد مباراة منتخبنا أمام منتخب بولندا، المأمول من السيد باكيتا الاستقرار على تشكيلة محددة ومتجانسة ليتحقق الانسجام بين عناصر المنتخب والترابط بين خطوطه المختلفة وبالذات خط الدفاع الذي يشكو من ثغرات واضحة. فالكرة الحديثة تعتمد على تأمين الدفاع أولاً.. وثانياً.. وثالثاً واستخدام أقصر الطرق والأساليب الموصلة إلى مرمى الخصم. الكرات العرضية تبدأ من الأطراف، وهذه مسؤولية الأظهرة في عدم السماح للمهاجم بعكس الكرة، يلي ذلك مهمة قلبي الدفاع. ** المحللون القانونيون ليسوا بأفضل مقدرة من الحكام والحكام المساعدين داخل الملعب!! بيد أنهم أفضل مقدرة من الحكام لاستخدامهم واستفادتهم من الأجهزة الإلكترونية!!، أي أنهم محللو ال(ريموت كنترول)!! بالإعادات البطيئة والزوايا العديدة!!؛ ولهذا فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم بزعامة السيد جوزيف بلاتر يشدد ويهدد الاستعانة بالتصوير التلفزيوني ضد قرارات الحكام، ويعتبر ان النقد أسهل وسيلة لمن لا يعمل. شخصياً مع الاستفادة من هذه الأجهزة لتطوير الحكام وتثقيف المشاهد!!. ** شاهدت مباراة الاتحاد والأهلي بمعية الخبير الإنجليزي السيد (ألين) وقد تحدث عن الحكم مطرف القحطاني بكلام رائع.. وقد سمعت أن أحد المحللين منحه (6.1) درجة؟! لا تعليق!!. ** الذين طالبوا بحكام دوليين لمباريات دوري أندية الدرجة الأولى.. عادوا إلى المطالبة بحكام الدرجة الأولى من أول هزيمة.. إنها العاطفة الجياشة. ** ما يواجهه بعض المنتسبين إلى الوسط الرياضي وبالذات رجال المال والأعمال من تجريح شخصي وإساءات عديدة هل تعجل برحيلهم، وبالتالي رحيل الأندية إلى عالم الإفلاس؟. ** بنهاية الجولة الأخيرة من الأدوار التمهيدية لدوري كأس خادم الحرمين الشريفين يكون الحكام السعوديون قد ودعوا مباريات الموسم الرياضي الحالي وسلموا المهمة للحكام الأجانب بعد أن بذل الحكام السعوديون جهودا كبيرة طوال منافسات الدوري، وحافظوا بكل جدارة على قوة المنافسة وتطبيق القانون بالرغم من الصعوبات العديدة التي يواجهونها من مسؤولي الأندية وبعض وسائل الإعلام.. المطلوب من الزملاء الحكام ألا تثني جهودهم وتقلل طموحهم وتفت عزمهم الصافرة الأجنبية.. بل تكون دافعاً للبذل والعطاء في المواسم القادمة. إهداء (ظن العاقل خير من يقين الجاهل!!).