ألمح المستشار الاستثماري بالهيئة العامة للاستثمار سعادة الأستاذ ياسوهارو تاناكا إلى التوسع السريع والكبير في العلاقات السعودية اليابانية الاقتصادية والتجارية خلال السنتين الماضيين، وأرجع تاناكا هذا التوسع إلى النهضة الاقتصادية الشاملة للمملكة وخلق فرص للتجار، مؤكداً أن اليابانيين بدؤوا الآن يرون المملكة أفضل مكان للتجارة. جاء ذلك خلال لقاء أجرته الجزيرة مع سعادته بمناسبة زيارة سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لليابان فمعاً إلى مضابط اللقاء. * بدأتم فترة عملكم بالمملكة العربية السعودية منذ نحو السنتين ونصف السنة حتى الآن، فكيف كانت نظرتكم للمملكة قبل قدومكم؟ وكيف أصبحت الآن؟ وهل تغيرت هذه النظرة؟ - كانت أول زيارة لي للمملكة العربية السعودية عام 1982م، ففي تلك الفترة كنت أرى أطفالاً كثيرين، ومن النادر أن تجد من يتحدث اللغة الإنجليزية، وأيضاً كانت هناك مساحات صحراوية شاسعة. أما الآن فلا مقارنة بين الماضي والحاضر، ففي الحاضر الرياض أصبحت مدينة كبيرة، وبها شركات خاصة كثيرة ظهرت وتطورت، والسعودية أصبحت دولة إنشائية عظيمة وكبيرة أكثر بكثير من السابق، وأصبح السعوديون يتعاملون مع الأجانب بشكل جيد، ويعود ذلك لتمكن الكثير منهم من التحدث باللغة الإنجليزية، وبالطبع ذلك يختلف حسب المنطقة. والسعودية أصبحت دولة حديثة، والناس أصبحوا يملكون جوالات وأجهزة حاسب وكثيراً من الأجهزة. وأرى أن الراحة النفسية أفضل بكثير من السابق، وخصوصاً السنتين الماضيتين؛ فقد أصبحوا متفتحين أكثر ويتعاملون بحرية، والحياة تغيرت جداً مع المحافظة على التقاليد الإسلامية، ففي السابق كان لا يوجد كوفي شوب (مكان لشرب القهوة)، ولكن الآن يوجد كثير جداً، ولا سيما في المساء، تجد الكوفي شوب مفتوحة وموفرة لكل إمكانيات الراحة لاستخدام الإنترنت مع حسن المظهر، لدرجة أنني لا أجد مكاناً من كثرة المرتادين. * ما تقييمكم للعلاقات السعودية اليابانية الاقتصادية والتجارية؟ - تقييمي للعلاقات السعودية اليابانية الاقتصادية والتجارية خلال السنتين السابقتين أنها قد توسعت بشكل جيد وسريع بسبب نهوض الاقتصاد السعودي وخلق فرص للتجارة. والسعودية دولة مفتوحة، واليابانيون بدؤوا يرون أن السعودية أفضل مكان للتجارة، فمثال على ذلك عندما قدمت قبل أربع سنوات كنت مرة أو مرتين أسبوعياً أستقبل يابانيين تجار، ولكن الآن كثر عدد الزوار الذين يقدمون إلى السؤال والاستفسار، فقد وصل عددهم إلى خمس شركات يومياً، وأستقبل البريد الإلكتروني من طوكيو ولندن ودبي وسنغافورة والبحرين للاستفسار عن الاستثمار في السعودية بمتوسط عشرين بريداً يومياً، وهذا دليل على توسع العلاقة التجارية. وأيضاً عبر الهاتف أستقبل أكثر من عشر مكالمات للعمل. * هذه الزيارة هي الزيارة الثانية لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لليابان، ما هي نظرتكم لهذه الزيارة؟ وهل تعتقدون أنها سترفع مستوى الشراكة الاقتصادية بين البلدين؟ وما تأثيرها المستقبلي على هذه العلاقة؟ - بالتأكيد هذا سيوسع العلاقة بين البلدين، ودون تردُّد سوف نرى نتائج سريعة. وإذا سألتني: لماذا أنا متفائل بذلك؟ أقول لك: إننا بذلنا أقصى جهودنا لرفع هذا التعاون، وذلك يعود للدعم المعنوي الذي حصلت عليه الهيئة العامة للاستثمار ونظرة المحافظ المستقبلية في هذا المجال. وسوف تكون زيارة سمو ولي العهد السعودي لليابان توثيقاً لتلك الشراكة العريقة. * تم الإعلان مؤخراً عن تقدم اليابان في حجم مستوى استثماراتها في المملكة العربية السعودية وأصبحت تمثل المركز الأول في هذه الاستثمارات، فما نظرتكم لهذا التقدم؟ وكيف تقيِّمون مستوى العلاقة الحالية بين البلدين؟ - عام 2005م كانت سنة تاريخية للجيل الجديد بين البلدين في العلاقة بين السعودية واليابان، وذلك لأن شركة سوميتومو وقَّعت أكثر من عقد عالمي للبتروكيماويات مع أرامكو في رابغ، والمبلغ قريب من عشرة بلايين دولار، والمهم في ذلك أن المشروع متخصص في أساسيات البتروكيماويات؛ مثل البلاستيك. وبالإضافة إلى (بترو رابغ) هناك شركات يابانية للتأمين حصلت على رخصة للبدء في العمل مع الشريك السعودي للتأمين، وهناك أيضاً مشروع للطاقة والمياه خاص بتجارة IWSPP، وقد وقع مع شركة يابانية وشريك سعودي لهذا المشروع. وأيضاً شركة يابانية استثمرت في السعودية في ملابس للأطفال فحصلت على 51% من قيمة المشروع. ومؤخراً الشركات اليابانية للدعاية والإعلان استثمرت في السعودية، والملاحظ أن عدة شركات وتخصصات بدأت تنتشر في السعودية، فالعام الماضي وقعت عشر شركات يابانية للاستثمار في السعودية. * بعد أن انضمت المملكة إلى منظمة التجارة العالمية وأصبحت شريكاً اقتصادياً على المستوى العالمي ما خططكم المستقبلية كسفير للمملكة لتطوير العلاقات التجارية والسياسية بين البلدين؟ - بعد انضمام المملكة العربية السعودية لمنظمة التجارة العالمية انهال عدد كبير من الأسئلة عن الاستثمار في السعودية، وهذا يعني أن الشركات اليابانية تبحث عن الاستثمار في السعودية، وأيضاً من المؤكد أن انضمام المملكة للمنظمة سوف يجذب الاستثمار من اليابان للسعودية، فهم سوف يعرضون المفيد لهم من الاستثمارات بأرقام عالية. وانضمام المملكة للمنظمة يعني أيضاً أنها سوف تستخدم النظام والقوانين المقررة من المنظمة؛ لذا بدأ اليابانيون يثقون في الشركات السعودية؛ لأنها ستتعامل مع تلك الأنظمة بشكل واضح وستطبق قوانين المنظمة على كل التعاملات البنكية ونقل البضائع وغيرها، فالشريك السعودي الجيد والممتاز في السعودية هو مفتاح نجاح الاستثمارات في السعودية. وهناك رأي شخصي أراه في شخصكم، هو أنني أرى أنكم شخصكم مفتاح لنجاح الاستثمارات اليابانية في السعودية، وذلك لخبرتكم الطويلة مع اليابان واليابانيين في مجالات متعددة لأكثر من عشرة أعوام وحسن تعاملكم مع رجال الأعمال اليابانيين لمعرفتكم بطريقة تعاملهم ولإجادتكم اللغة اليابانية وتجاربكم السابقة في استضافة رجال أعمال يابانيين بطريقتكم الخاصة، فهذا يميزكم لأن تكونوا مفتاحاً لنجاح الاستثمارات اليابانية في السعودية. ومن جهة أخرى يجب على الشركات السعودية أن تحدث وتطور شركاتها ومنشآتها أكثر فأكثر؛ لتتقابل مع الشريك الياباني بالمثل. وأود أن أضيف أن استراتيجية المنظمة هي أهم نقطة في ذلك. * ما نتائج المؤتمر الياباني السعودي لرجال الأعمال؟ وما الاتفاقيات التي ظهرتم بها من خلال هذا المؤتمر؟ - نتائج المؤتمر الياباني السعودي ممكن أن يبدأ الجيل الجديد للعلاقة التجارية المتنوعة التعاونية؛ مثل تطوير الموارد البشرية والتعليم والتدريب.