شهدت العلاقات السعودية اليابانية تنويعاً كبيراً حيث بنى ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان علاقات جديدة متنوعة مع قادة أقوى وأكبر دولة تقنية في العالم، من خلال مبدأ المصلحة المشتركة، وتعزيز التعاون والعلاقات التجارية والاقتصادية والفنية والتعليمية والعلمية والثقافية، ودعم المشاريع الوطنية، الصناعية، التي تتفق مع رؤية المملكة 2030. زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى اليابان قادت إعادة توجيه العلاقات الاقتصادية بعيداً عن التعاونات النفطية والاستفادة من الإمكانيات اليابانية و التكنولوجيا الحديثة والمتقدمة في المجالات الصناعية والتجارية، والاستفادة من تقدمها التقني العالمي، ونجاحها الهائل في تنمية الموارد البشرية، بهدف تدريب المواطن السعودي وذلك لصنع مستقبل أفضل للأجيال القادمة. ويسعى الأمير محمد بن سلمان، الذي يحمل على عاتقه تأسيس "اقتصاد سعودي جديد" لإشراك اليابان بشكل أكبر في قطاعات التنمية الحضرية، والنقل والبنية التحتية، حيث تسعى المملكة لإنفاق مئات الملايين من الدولارت على مشاريع تطويرهذه القطاعات الحيوية خلال السنوات العشر المقبلة. كما استهدفت الزيارة زيادة تدفق حجم الاستثمارات اليابانية في القطاعات الصناعية والخدمية في المملكة، بالإضافة إلى توظيف خبرات اليابانيين في مجالات الطاقة النووية السلمية والمتجددة لخدمة الشركات السعودية، واستثمار رغبة اليابانيين في الاستفادة من المزايا النسبية المتوفرة في الاقتصاد السعودي، وما ينعم به من استقرار ونماء. وبحث خلال الزيارة رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، في العاصمة اليابانيةطوكيو، اليوم الخميس، الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ، فرص تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، إلى جانب تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وعبر رئيس الوزراء الياباني عن ترحيب بلاده برؤية المملكة 2030، والرغبة في بحث مجالات الشراكة بشأنها، مبدياً تقدير بلاده للدور القيادي للمملكة في تحقيق أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط. وشهد رئيس الوزراء الياباني وولي ولي العهد تبادل 7 مذكرات تفاهم حكومية بين المملكة واليابان، وهي على النحو التالي: 1 - مذكرة تعاون لتعزيز التبادل الثقافي من خلال عدة مجالات بين وزارة الثقافة والإعلام ووزارة الخارجية الصينية. 2 - مذكرة للتعاون في مجال مكافحة تقليد المنتجات من خلال عدة جوانب بين وزارة التجارة والاستثمار ووزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية. 3 - مذكرة للتعاون في مجال المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز قدرتهما التنافسية في الأسواق العالمية بين وزارة التجارة والاستثمار ووزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية. 4 - مذكرة للتعاون في عدد من مجالات قطاع الطاقة بين وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية ووزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية. 5 - مذكرة للتعاون الاستثماري في المجال الصناعي بين وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية ووزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية. 6 - مذكرة للتعاون في مجال التنمية الدولية والاستثمار وتبادل المعلومات بين الصندوق السعودي للتنمية والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (الجايكا). 7 - مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الإخباري بين وكالة الأنباء السعودية ووكالة أنباء كيودو اليابانية. منتدى «الأعمال السعودي الياباني - رؤية المملكة 2030» في إطار زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى اليابان عقد في العاصمة طوكيو منتدى «الأعمال السعودي الياباني - رؤية المملكة 2030». بمشاركة كل من وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف ووزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور عادل فقيه ووزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي ووزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور مفرج الحقباني ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح ورئيس الهيئة العامة للترفيه خالد الخطيب والمشرف على صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان ومن الجانب الياباني وزير الاقتصاد والصناعة والتجارة الياباني هيرو شيكي سيكو. وشارك نحو 500 رجل أعمال ياباني في المنتدى السعودي الياباني، فضلا عن الوزراء والمسؤولين السعوديين ونظرائهم المضيفين. وقد تم خلال المنتدى تسليم رئيس منظمة التجارة الخارجية اليابانية كتيب «شركاء استراتيجيون لرؤية المملكة 2030». لوزير التجارة وا لاستثمار الدكتور ماجد القصبي الكتيب، كما قدم وزير الاقتصاد والصناعة والتجارة الياباني هذا الكتيب هدية لأصحاب المعالي الوزراء، حيث ويشتمل هذا الكتيب على جميع أسماء الشركات اليابانية التي ترغب من الاستفادة من مشروع رؤية «المملكة 2030» الذين كانوا حاضرين للمنتدى. ثم سلّم وزير التجارة والاستثمار رئيس منظمة التجارة الخارجية اليابانية «جيترو» رخصة فتح مكتب تمثيل اقتصادي وفني في المملكة بمدينة الرياض يتيح للمنظمة العمل للتسويق للفرص الاستثمارية للشركات اليابانية الراغبة في الدخول للسوق السعودي. شراكة سعودية يابانية: وقد أثمرت زيارة ولي ولي العهد لليابان عن تشكيل «المجموعة المشتركة لتحقيق الرؤية السعودية – اليابانية 2030» وقد طرح خلال الاجتماع الأول للمجموعة المشتركة لتحقيق الرؤية السعودية - اليابانية 2030 المنعقد في الرياض 36 فرصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية التي شاركت في تقديمها 38 شركة ومؤسسة يابانية تمهيدا لبدء تنفيذها خلال الأشهر المقبلة. وتعتبر المجموعة إحدى نتائج الزيارة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أثناء زيارته لليابان بداية أيلول (سبتمبر) الماضي، حيث تمحورت لقاءاته حول دعم التعاون بين المملكة واليابان في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية والأمنية والثقافية، وشكلت تلك الزيارة قفزة نوعية في العلاقات التاريخية بين طوكيووالرياض، أتت أولى ثمارها بمقترح ياباني - سعودي لتطوير رؤية مشتركة لعام 2030 تقوم على ممازجة الفرص التي تتوافق مع أهداف رؤية المملكة وبرنامج الإصلاح الاقتصادي الياباني، وإستراتيجية اليابان للثورة الصناعية الرابعة والوصول إلى الأسواق الخارجية. وتمحور اللقاء بين الجانبين حول دعم التعاون بين المملكة واليابان داخل مختلف المجالات ، و التي منها الاقتصادية و التجارية و الصناعية و غيرها من المجالات المتعددة ، و الجدير بالذكر أن تلك الزيارة تشكل قفزة نوعية في العلاقات بين كل من طوكيو و المملكة و قد أتت أولى ثمارها ، بمقترح ياباني سعودي للعمل على تطوير رؤية مشتركة لعام 2030 و التي ستقوم على ممازجة الفرص التي سوف تتوافق مع أهداف رؤية المملكة وبرنامج الإصلاح التي تقوم به و أيضا عرض للاستراتيجية اليابانية و التي تعتمد على الثورة الصناعية الرابعة بهدف الوصول إلى الأسواق الخارجية. خمسة وزراء: ويمثل الجانب السعودي في المجموعه المهندس عادل فقيه وزير الاقتصاد والتخطيط ، والدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار ، والمهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية ، بمشاركة من 23 جهة سعودية ، بينما يمثل الجانب الياباني في هذه المجموعة هيروشيجي سيكو وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة وكينتارو سونورا وزير الدولة للشؤون الخارجية. ورافق الوفد الياباني الرسمي وفد كبير من قيادات قطاع الأعمال الياباني بما فيهم 26 من رؤساء وتنفيذيين يمثلون عددا من كبرى الشركات اليابانية، وبدأت أعمال المجموعة المشتركة بلقاء مغلق على المستوى الوزاري تم الاتفاق فيه على التوجهات الرئيسية للمجموعة المشتركة، واعتماد هيكلتها بحيث تتكون من خمس مجموعات عمل فرعية تشمل مجموعة التجارة وفرص الاستثمار، والطاقة والصناعة، والاستثمار والتمويل، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة وبناء القدرات، والثقافة والرياضة. حضور لافت للشركات اليابانية. وتلي هذا الاجتماع، لقاءات تشاورية ثنائية بين ممثلي الحكومتين. إضافة إلى لقاء جمع الجانب السعودي مع 26 من قيادات قطاع الأعمال الياباني، حيث بادر الجانب الياباني بتقديم مقترح يتمثل في كتيب يتضمن خريطة الفرص الاقتصادية والاستثمارية والتجارية التي تنبثق عن رؤية المملكة 2030 وتشمل عددا من القطاعات من ضمنها قطاعات الطاقة والصناعة والطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والترفيه وإنترنت الأشياء وغيرها. وبلغت هذه الفرص 36 فرصة تتشارك في تقديمها 38 شركة ومؤسسة يابانية. وقدم الجانب الياباني هذه الفرص تعبيراً عن رغبته في العمل مع الجانب السعودي في تحقيق رؤية السعودية 2030، ومن المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة بدء الخطوات التنفيذية لهذه الفرص. وكان من ضمن الجهات المشاركة في طرح هذه الفرص NEC التكنولوجية، وشركة Fujitsu لتقنيات الحاسب الآلي، وشركة Hitachi لسكك الحديد، إضافة إلى شركتي Panasonic و Solar Frontier لحلول الطاقة الشمسية والمستدامة، وكثير من الشركات الأخرى من مختلف القطاعات. يذكر أن «رؤية المملكة 2030» منذ إطلاقها في شهر شباط (فبراير) الماضي جعلت المملكة محط أنظار مختلف الحكومات والمؤسسات الأهلية حول العالم، وعامل جذب لأوساط مجتمع الأعمال الدولي والقطاع الخاص.