الدعوة إلى الله عز وجل من أهم الأعمال، واوجب المهمات، لأن بها ينتشر الخير، ويعم الفضل، ويسود العلم والمعرفة، فالدعوة إلى الله تعالى هي طريق الأنبياء والمرسلين، وسبيل الأئمة والمصلحين، كما قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي}، وأمر الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ووصف سبحانه الدعوة إلى الله بأنها من أحسن الأقوال، وأجل الأعمال، فقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا)، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: (فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم). ومن أجل ذلك كله أولى قادة المملكة العربية السعودية الدعوة إلى الله ما يليق بها من كامل العناية، ووافر الرعاية منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - طيب الله ثراه - إلى عهدنا الميمون هذا، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، مروراً بالملوك الأجلاء: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، أبناء الملك المؤسس - رحمهم الله جميعاً، وأجزل لهم الأجر والمثوبة، وجعل ما بذلوه في موازين حسناتهم. وقد سلكت الدولة - أعزها الله - في سبيل الدعوة إلى الله كل السبل الشرعية الممكنة، واتخذت في ذلك كل الوسائل العصرية الحديثة، لتسهيل نشر الخير، وتعميم الصلاح، وتبصير المسلمين بأمور دينهم، وتوعيتهم، وارشادهم إلى كل ما فيه الخير والفلاح، والسعادة لهم في الدنيا والآخرة، مصداقاً لقوله تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} فمن الوسائل التي اتبعتها المملكة في نشر الدعوة إلى الله طباعة الملايين من الكتب الإسلامية في شتى أنواع العلوم والمعارف الإسلامية وإنشاء أعظم صرح علمي لطباعة القرآن الكريم وتفسيره وترجمة معانيه، وتوزيع ذلك بعشرات الملايين بين المسلمين في جميع أنحاء العالم، وكذلك استقبال أعداد كبيرة من أبناء المسلمين في الجامعات السعودية كالجامعة الإسلامية، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتعليمهم، وتزويدهم بالعلوم الشرعية، ليكونوا دعاة إلى الله في بلادهم، وكذلك بناء عشرات المساجد والمراكز الاسلامية في جميع قارات العالم، وتزويدها بالدعاة الأكفياء، وجميع المستلزمات الدعوية، وكذلك انشاء الكراسي العلمية في كبريات الجامعات العلمية، ومن ذلك، إنشاء وزارة متكاملة تمثل في جوهرها وحقيقتها الدعوة إلى الله تعالى هي: وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد التي تبذل جهوداً جليلة، وتقوم بأعمال عظيمة في الدعوة الى الله، وارشاد المسلمين، وتبصيرهم بأمور دينهم. ومن الأفكار الجيدة التي ابتكرتها وزارة الشؤون الاسلامية فكرة اقام معرض سنوي كل عام في منطقة من مناطق المملكة بالتناوب، تحت اسم (كن داعياً) بغرض بيان أهمية الدعوة الى الله تعالى، وما في ذلك العمل الجليل من عظيم الثواب، وجزيل الأجر عند الله، ولتوضيح الوسائل النافعة والأساليب الموصلة الى الأهداف، وهذا أمر في غاية الاهمية، فإن كثيرا من الناس يريدون الأجر والثواب والخير بالدعوة الى الله، ولكن قد لا يسلكون الطريق الصحيح، ولا يعرفون الوسائل النافعة، فتكون النتائج والثمرات أقل من الجهود والاعمال المبذولة، بل قد تكون النتائج عكسية، والثمرات غير صحيحة، أما إذا كانت الوسائل ناجحة، والسبل موصلة كانت النتائج بإذن الله على أفضل ما يرام. نسأل الله تعالى أن يديم على هذه البلاد المباركة نعمة التمسك بالدين والعقيدة، وتحكيم الكتاب والسنة، تحت القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، إنه سميع مجيب. (*)وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للشؤون الإدارية والفنية