إن الدعوة إلى الله تعالى عبادة عظيمة لا بد فيها من الإخلاص لله تعالى والاتباع لنبيه صلى الله عليه وسلم، فيدعو المؤمن إلى سبيل الله بحسب الطاقة والوسائل المشروعة. قال الله تعالى"قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني"، فقوله تعالى"إلى الله"تنبيه على الإخلاص، وقوله تعالى"على بصيرة"أي على علم وحكمة، وقوله تعالى"هذه سبيلي"تنبيه إلى أن الدعوة وظيفة الرسل وأتباعهم من أهل العلم في كل عصر، والدعوة أمر الله بها ورغّب فيها في مواضع من كتابه كما قال تعالى"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"، وقال تعالى"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"، وقال تعالى"ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين"، فأحسن الناس قولاً هو من دعا إلى الله على علم وبصيرة وصبر على ذلك وعمل بدعوته وصار قدوة للناس في الخير. ومن السنة جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان له من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً". وأيضاً في صحيح مسلم من حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله"، وأيضاً جاء في الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب لما بعثه إلى خيبر:"فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم"، أي خير لك من الدنيا وما عليها، وإذا علم هذا الفضل العظيم لمن يدعو إلى الله على بصيرة فحري بالداعية أن يعلم أن هدف الدعوة ليس إكراه المدعوين أو تنفيرهم، وإنما هو هداية الناس إلى الحق وإخراجهم من الظلمات إلى النور، فعليه أن يدعو الناس بالأسلوب الشرعي الذي ذكره الله في كتابه تعالى"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"، فالحكمة هي العلم النافع، والموعظة الحسنة هي الترغيب والترهيب، أما الجدال بالتي هي أحسن فهو بيان الحق لمن عنده شبهة بالأدلة الشرعية. وفي عصرنا هذا كثرت الفتن وكثر أهل الباطل ودعاة الضلالة، فما أحوجنا إلى استغلال كل الوسائل المشروعة للدعوة إلى الله، ومن ذلك وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة، فالدعوة إلى الله من خلالها له ثمرات عظيمة منها: 1- نشر الإسلام في أنحاء العالم لأن هذه المواد الإعلامية تترجم وتصل إلى كل مكان. 2- الوصول إلى شريحة واسعة من الناس بأسهل الطرق وأقل التكاليف. 3- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والأسلوب الشرعي. 4- تذكير الناس وتعليمهم أحكام دينهم. 5- الرد على أهل الباطل ودعاة الضلالة وبيان الحق بالأدلة الشرعية. 6- مشاركة المجتمع في حل قضاياه المطروحة والتفاعل معها إيجابياً. 7- الخروج عن وصف السلبية وعدم التفاعل مع قضايا المجتمع الذي يتهم به الدعاة في عصرنا الحاضر. 8- إيجاد الوسائل الإعلامية الإسلامية التي تنشر الخير بدلاً من الوسائل التي تسوّق الشهوات وتبث الشبهات. أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى من العلم النافع والعمل الصالح وحسن الدعوة إليه. عضو الجمعية الفقهية السعودية