إنَّ التعليم الذي سيقودنا إلى المستقبل المأمول لا بد من أن يُعطِي اهتماماً خاصاً بالعلوم والرياضيات. فهاتان المادتان هما اللتان تشكلان العصب الرئيس لحضارة اليوم، بل هما مدخلنا الطبيعي والوحيد نحو تقنيات وتكنولوجيا هذا العصر. وإذا نحن واصلنا تقديم هاتين المادتين لطلابنا بنفس الأساليب التقليدية القائمة فقد لا نحقق نجاحاً يُذكر. يجب أن نتجاوز في أساليب تدريسنا للعلوم والرياضيات الطرق المملة التي تحشو أذهان الطلاب بمعلومات لا يفهمونها، وعلينا بدلاً من ذلك أن نبدأ في ربط هاتين المادتين باهتمامات طلابنا وبحياتهم وأن نعطيهم الفرص الكافية للتجريب والتدريب الذي يكسبهم فهماً عميقاً للمبادئ والحقائق العلمية ويجعلهم أقدر على ممارسة التفكير المنطقي الذي يقودهم إلى الفهم والتحليل العلمي الصحيح للظواهر العلمية. علينا أن نطور البرامج التي تثير حماسهم وفضولهم العلمي في مناخ يحترم مبادراتهم الفردية. هناك الآن مشروع قائمل تطوير العلوم والرياضيات في بلادنا، وإذا أُريد لمثل هذا المشروع التعليمي أن ينجح فلا بد من تحقق عدة أمور منها : أولاً : اختيار القيادات المتخصصة والمتمكنة التي تدير هذا المشروع الوطني، ثانياً: خفض محتوى مادتي العلوم والرياضيات إلى الحد الذي يسمح بتقديمهما تقديماً صادقاً وأميناً في الوقت المتاح لهما، ثالثاً : تأهيل وتدريب المعلمين لينجحوا في إكساب طلابهم المفاهيم والمهارات وطرائق التفكير العلمية، وليعززوا من حب طلابهم للعلوم والرياضيات في مناخ تربوي يثري تعلمهم ويحترم مبادراتهم الفردية. رابعاً: إثراء مدارسنا بالخامات والأدوات العلمية التي قد لا تكون بالضرورة مكلفة.