إن أصعب ما يواجه المنظمات في مواجهة رياح التغيير السريع في منطقتنا العربية أن تعيد هذه المنظمات تنظيم نفسها من الداخل والإدارات المرتبطة بها، بطريقة تجعل كل فرد ينتمي لها يشعر بقيمته ومكانته وقدرته على تحقيق الإبداع والتميز والمشاركة بمهاراته وحماسه في تحقيق أهداف المنظمة وأولوياتها. إن أساليب القيادة الإدارية التقليدية، وإن نجحت بالأمس واليوم، فأكاد أجزم أنها لن تستطيع مجابهة المستقبل القريب جدًّا، الذي هو أسرع تغيرا وتبدلا، وأشد تعقيدًا وأكثر دقة. وأن الاستعداد لإيجاد أساليب حديثة لبناء قادة مستقبل عصاميين يحتم علينا أن نفكر بطرق جديدة نطوّر من خلالها منظومة مهارات قيادية جديدة وأدوات إدارية جديدة تساعدنا في أن يبدع قادة المستقبل في أعمالهم القيادية. إن من أهم ما يجب التفكير به جديا هو وضع برامج تدريبية متكاملة لإعداد وتأهيل وتنمية خبرات ومهارات قادة المستقبل تتضمن هذه البرنامج الدورات التدريبية المتخصصة في فنون الإدارة والقيادة سواء داخل الوحدة أو خارجها. على أن يتم التركيز على أن التدريب القيادي المبني على الأداء يجب أن يوازي التدريب المبني على القدرات. والتركيز على الموضوعات والمواد التدريبية التي تنمي مهارات وخبرات القيادة لدى المتدربين يجب أن تتمحور حول عاملين أساسيين، هما إكساب قائد المستقبل العلوم والمعارف العامة والخاصة التخصصية اللازمة، وكذلك تنمية مهاراته لأداء العمليات الفنية المختلفة. إن عملية تدريب قادة المستقبل يجب أن تهتم بالتخصص في المادة التي سيتعامل القائد فيها أثناء قيادته وفهمه للجهاز أو الهيئة أو المنظمة التي سيعمل فيها. وأن توفر له عمليه التدريب كل ما من شأنه أن يلم بالعمليات المشابه بعملياته في الأجهزة الأخرى وإكسابه العلوم التي تعرفه بأسس السلوك الإنساني الفردي والجماعي ودوافعه، وان معرفة العوامل التي تؤثر فيه وتعرفة بأسس البحث العلمي والرقابة والمتابعة والتقويم مهمة جدا بالإضافة إلى معرفة المتدرب للوظائف الإدارية الأساسية وأساليب القيادة. إن هدف تدريب قادة المستقبل لا بد أن يكون كما أشرنا هو تنمية مهاراتهم لأداء العمليات الفنية المختلفة، وتنمية المهارات من عده نواحٍ، والمهارات اللازمة في تحليل العمل و المهارة القيادية وإحكام السيطرة، والقدرة على تحليل المشاكل واتخاذ القرارات المناسبة، وإتقان المهارات الإدارية كالتخطيط والتنظيم والتنسيق، والقدرة على الإشراف والرقابة والتقويم والتطوير، وعلى كسب الأصدقاء والقيام بالاتصالات حيث إن الاتصالات عامل مهم في تدريب العاملين، فمن خلالها يمكن للقادة ممارسة التوجيه والتعليم والتدريب الذي يؤدي إلى زيادة المهارة الفردية والجماعية لهم وتحسين أدائهم. إن أهمية التدريب تكمن في منح قائد المستقبل حرية اختيار افضل الاتجاهات لتمكنه من اتخاذ المواقف الإيجابية نحو أدائه في العمل الذي يظهر في حماسة وإخلاصه وتفانيه في إنجاز ما يقدر عليه، وتتوقف هذه الأهمية على نجاح التدريب في مهمته أو فشله على قدرة نجاحه في إكسابهم لبعض أو كل المهارات التي تؤهلهم لأداء أعمالهم بكفاءة عالية، ويستوي أن تكون المهارات ذهنية أو إنسانية أو إدارية أو فنية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: كيف نبني قادة المستقبل؟