أوقعت المواجهات التي اندلعت بين شبان أكراد وقوات الأمن في دياربكر بجنوب شرق تركيا ثلاثة قتلى و250 جريحاً خلال يومين. وأوضح محافظ دياربكر أفكان علاء للصحافيين أن حوالي 200 متظاهر اعتقلوا، مشيراً إلى أن الهدوء عاد في المساء. وكان رئيس بلدية دياربكر في جنوب شرق تركيا أعلن أن متظاهرين كرديين قضيا في المستشفى اليوم الأربعاء إثر جروح أصيبا بها خلال مواجهات بين شبان أكراد وقوات الأمن التركية في المدينة. وقال عثمان بيدمير رئيس بلدية دياربكر ذات الغالبية الكردية للصحافيين: إن المتظاهرين المذكورين أصيبا بعيارات نارية. وأوضح علاء أن الضحية الثالث كان عابر سبيل يفر من المواجهات وقد دهسته سيارة وقتلته. وكانت مواجهات جديدة اندلعت الأربعاء بين مناصرين للمتمردين الأكراد والشرطة التركية في دياربكر التي شهدت الثلاثاء حوادث عنيفة، حسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وعمد مئات المتظاهرين معظمهم من الشبان إلى تحطيم متاجر في العديد من أحياء هذه المدينة التي يقطنها نحو 550 ألف نسمة. وردد المتظاهرون شعارات مؤيدة لحزب العمال الكردستاني (انفصالي) وزعيمه عبد الله أوجلان المسجون. وكان المتظاهرون ومعظمهم من الملثمين يتحركون بمجموعات من ثلاثين إلى أربعين شخصاً وقد رشقوا رجال الأمن بالحجارة وألقوا عليهم الزجاجات الحارقة. ورشقوا أيضاً بالحجارة المباني العامة خلال حوادث وقعت خصوصاً في حي بغلار الشعبي. وردت شرطة مكافحة الشغب بإطلاق القنابل المسيلة للدموع واستعمال خراطيم المياه وإطلاق عيارات تحذيرية. وأوضحت السلطات المحلية أن تعزيزات أرسلت إلى دياربكر من خمس محافظات مجاورة. واتخذت تدابير أمنية مع إمكانية الاستعانة بالجيش. وقد وصلت دبابات من حامية تقع على تخوم المدينة. ووقعت مصادمات مشابهة في مدينة سيرت، مئة كلم إلى شرق دياربكر. وأوقع الصراع في جنوب شرق الأناضول ما لا يقل عن 37 ألف قتيل منذ لجأ حزب العمال الكردستاني الذي يعتبر منظمة إرهابية بنظر تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إلى استعمال السلاح للحصول على الاستقلال. وتزايدت الحوادث في المنطقة منذ حزيران - يونيو 2004 مع إعلان حزب العمال الكردستاني انتهاء الهدنة التي كان أعلنها من طرف واحد مع أنقرة.