رحب القادة العرب برئاسة المملكة للقمة العربية المقبلة التي ستعقد في القاهرة، البلد المقر، في إعلان الخرطوم الصادر عن مؤتمر القمة العربية الثامنة عشرة التي اختتمت أعمالها في العاصمة السودانية الخرطوم يوم أمس الأربعاء. كما أعلن زعماء الدول العربية التزامهم الكامل بوحدة المصير والهدف للأمة العربية واعتزازهم بقيمها وتقاليدها الراسخة في التحرر والاستقلال ودفاعهم عن سيادتها الوطنية وأمنها القومي وتمسكهم بالتضامن العربي هدفاً ووسيلة وغاية، وجددوا التزامهم بميثاق جامعة الدول العربية والاتفاقيات العربية الرامية إلى تعزيز الروابط بين الدول والشعوب العربية التي تقضي بفض المنازعات بالطرق السلمية. كما عبّروا في البيان الختامي للقمة عن رفضهم القاطع وإدانتهم للإساءة والتطاول على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأي مساس بالدين، وقد جدد القادة تمسكهم بالمبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002م لحل الصراع العربي الإسرائيلي. وأشاد إعلان الخرطوم بالممارسة الديمقراطية في فلسطين ونزاهة الانتخابات التشريعية التي تمت منتصف يناير الماضي. وفيما يلي نص الإعلان نحن ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية المجتمعون كمجلس لجامعة الدول العربية على مستوى القمة (الدورة العادية الثامنة عشرة) في الخرطوم عاصمة جمهورية السودان يومي 28 و29 صفر 1427ه الموافق 28 و29 مارس - آذار 2006م. واستلهاماً للقرارات الصادرة عن القمة العربية في الخرطوم عام 1967م والقمم التي سبقتها وتلتها وآخرها قمة الجزائر التي عبّرت عن الاهتمام بوحدة الصف العربي ووحدة العمل الجماعي وتنسيقه وتنقيته من جميع الشوائب. وبعد أن قمنا بتقويم شامل ودراسة عميقة للظروف المحيطة بالوضع العربي وللعلاقات العربية والأوضاع التي تمر بها الأمة وما يواجهه الأمن القومي العربي من تهديدات ومخاطر جدية محدقة بأمن واستقرار الشرق الأوسط. وبالنظر إلى المتغيرات في النظام الدولي وما تمثله التحولات الجارية فيه من تحديات كبيرة أمام النظام الإقليمي العربي. وتأكيداً على التزامنا بمبادئ وأهداف ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأممالمتحدة ومسؤوليتنا القومية في الارتقاء بالعلاقات العربية وتمتين أواصرها، إذ نشيد بالأجواء الإيجابية التي جرت فيها أعمال القمة بما يعزز التضامن العربي ويدفع بمسيرة العمل العربي المشترك. نعلن ما يلي: التزامنا الكامل بوحدة المصير والهدف للأمة العربية واعتزازنا بقيمها وتقاليدها الراسخة في التحرر والاستقلال ودفاعنا عن سيادتها الوطنية وأمنها القومي وتمسكنا بالتضامن العربي هدفاً ووسيلة وغاية، ونجدد التزامنا بميثاق جامعة الدول العربية والاتفاقيات العربية الرامية إلى تعزيز الروابط بين الدول والشعوب العربية التي تقضي بفض المنازعات بالطرق السلمية، ونشيد بالجهود الرامية إلى تطوير العمل العربي المشترك وما تحقق في مجال تحديث منظومته وتفعيل آلياته بما يتيح التعامل مع التطورات في المجتمعات العربية ومواكبة المستجدات العالمية المتسارعة، ونقدّر الفكرة التي طرحها الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية وقررنا تكليف مجلس الجامعة على المستوى الوزاري بدراسة مقترح عقد قمة عربية تشاورية بين الدورتين العاديتين لمجلس الجامعة على مستوى القمة للنظر في الموضوعات المستجدة وتنسيق المواقف والسياسات العليا للدول العربية. ونؤكد سعينا لتحقيق الاندماج العربي من خلال تفعيل آليات العمل العربي المشترك وتنفيذ مشروعات التكامل الاقتصادي وعلى وجه الخصوص اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى. وندعو إلى زيادة الاستثمارات العربية خاصة في مجال الثروة الزراعية والحيوانية واستغلال إمكانات وموارد السودان لتحقيق الأمن الغذائي العربي، ونؤكد على ضرورة التعاون والحوار والاحترام المتبادل بين الشعوب والثقافات وبناء عالم يسوده الانفتاح والتسامح ونذكر بأن احترام المقدسات الدينية والمعتقدات عامل حاسم في بناء الثقة وجسور الصداقة بين الأمم ونعبر عن رفضنا الحازم وإدانتنا القاطعة للإساءة والتطاول على الرسول الكريم محمد وأي مساس بالأديان أو رموزها أو بقيم الإيمان الروحية وندعو دول العالم والأممالمتحدة إلى سن القوانين والتشريعات التي تجرم المساس بالمقدسات الدينية ونشدد على احترام حرية الرأي والتعبير دون إخلال بثوابت الإيمان العقدي للشعوب. ونؤكد على ضرورة تبني ثقافة الحوار والتحالف بين الحضارات والأديان تكريساً للأمن والسلم الدوليين وسعيا إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي والعمل مع الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية من أجل تعزيز آليات التفاعل للتعرف على ثقافة الآخر واحترامها، ونؤكد مجدداً على مركزية قضية فلسطين وعلى الخيار العربي لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط ونجدد تمسكنا بالمبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002م لحل الصراع العربي - الإسرائيلي وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ونؤكد مجدداً على أن السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما في ذلك الجولان العربي السوري المحتل وحتى خط الرابع من يونيو - حزيران 1967م والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (194). ونشيد بالممارسة الديمقراطية في فلسطين ونزاهة الانتخابات التشريعية وشفافيتها ونعرب عن تأييدنا التام للسلطة الوطنية الفلسطينية وقياداتها ومؤسساتها في سعيها للحفاظ على الوحدة الوطنية وندعو المجتمع الدولي إلى احترام إرادة الشعب الفلسطيني في اختيار قيادته وعدم التدخل في شؤونه الداخلية ورفض الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب، ونطالب بتنفيذ فتوى محكمة العدل الدولية بشأن الآثار القانونية الناشئة عن تشييد جدار الفصل العنصري العازل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونؤكد التزامنا بمواصلة تقديم الدعم المالي للسلطة الوطنية الفلسطينية وفقاً للآلية المقررة في قمة بيروت 2002م ومواصلة الإسهام في دعم موارد صندوقي الأقصى وانتفاضة القدس تمكيناً للاقتصاد الفلسطيني وتعزيزاً لقدراته الذاتية وفك ارتهانه بالاقتصاد الإسرائيلي، ونعرب عن تضامننا التام مع سوريا الشقيقة إزاء العقوبات الأمريكية ونعد ما يسمى بقانون محاسبة سوريا تجاوزاً لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة، كما نقدّر موقف سوريا الداعي إلى تغليب لغة الحوار والدبلوماسية كأسلوب للتفاهم بين الدول وحل الخلافات فيما بينها، ونعرب عن تضامننا مع لبنان الشقيق وحقه السيادي في ممارسة خياراته السياسية ضمن المؤسسات الدستورية وتأييدنا للحوار الوطني اللبناني وحقه الثابت والمشروع في استعادة أراضيه التي مازالت محتلة من قبل إسرائيل وندعو لكشف ومعاقبة مرتكبي جريمة الاغتيال التي ذهب ضحيتها الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق ورفاقه، ونجدد تضامننا مع الشعب العراقي وندعو إلى احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه وحريته واستقلاله وعدم التدخل في شؤونه الداخلية واحترامنا لإرادته في تقرير مستقبله وخياراته الديمقراطية وندعو إلى الإسراع في تشكيل حكومته وإدانتنا التامة للأعمال التخريبية التي استهدفت المقامات والأضرحة في سامراء والمساجد ودور العبادة الأخرى وندعو الشعب العراقي بكافة مكوناته للتمسك بالوحدة الوطنية وعدم السماح بالنيل من أمنه واستقراره ونعلن عن ارتياحنا للجهود المقدرة للأمين العام لجامعة الدول العربية لتحقيق الوفاق الوطني في العراق ودعوته لمواصلة جهوده لعقد مؤتمر الوفاق الوطني في بغداد. وحفاظاً على علاقات الاخوة العربية الإيرانية ودعمها وتطويرها ندعو الحكومة الإيرانية إلى الانسحاب من الجزر العربية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وإعادتها إلى السيادة الإماراتية ونثمن موقف دولة الإمارات العربية المتحدة الداعي إلى اتباع الإجراءات والوسائل السلمية لاستعادتها، ونرحب مجدداً بتوقيع اتفاق السلام الشامل في جمهورية السودان والخطوات التي تمت لتنفيذه وندعو كافة الأطراف الإقليمية والدولية المعنية إلى العمل على إعادة الأمن والاستقرار في السودان وتقديم الدعم والمساعدة لإعادة إعمار الجنوب والمناطق المتأثرة بالحرب ونحث المجتمع الدولي والدول المانحة على الوفاء بتعهداتها لدفع عملية التنمية الشاملة في السودان، وندعو الأطراف السودانية المشاركة في محادثات السلام حول دارفور لمضاعفة جهودها للإسراع في التوصل إلى اتفاق شامل ونهائي لحل الأزمة ونؤكد على مواصلة دعمنا وتعاوننا مع الاتحاد الإفريقي في سعيه لمعالجتها ومراقبته لوقف إطلاق النار وأن إرسال أي قوات أخرى للإقليم يتطلب موافقة مسبقة من حكومة السودان وعزمنا على زيادة القوات العربية الإفريقية المشاركة في قوات الاتحاد الإفريقي وتقديم الدعم المالي واللوجستي اللازم لاستمرار مهمتها، ونرحب بالتطورات الإيجابية التي حققتها المصالحة الوطنية الصومالية وندعو الأشقاء في الصومال لاستكمال مؤسسات الدولة وتعزيز مسيرة المصالحة الوطنية وإرساء دعائم الاستقرار، وندعو إلى الإسراع بتقديم الدعم العاجل للحكومة الصومالية لتمكينها من أداء مهامها. ونعلن دعمنا للتقدم المحرز في عملية المصالحة الوطنية بجمهورية القمر المتحدة ودعمنا لاستمرار العملية السياسية وإجراء الانتخابات الرئاسية وجهود التنمية فيها، ونرحب بالنتائج الإيجابية لمؤتمر المانحين الخاص بدعم التنمية في جمهورية القمر المتحدة وندعو إلى الوفاء بالالتزامات والتعهدات التي أعلنت فيه. ونناشد الدول الأعضاء ومنظمات العمل العربي المشترك والدول المانحة وكافة المنظمات الدولية تقديم المعونات الإنسانية العاجلة لصالح سكان بعض المناطق التي تواجه كارثة الجفاف والتصحر في جمهورية النيجروالصومال وكينيا وإثيوبيا والمناطق الإفريقية الأخرى المتضررة، ونؤكد على أهمية التعاون العربي الإفريقي وضرورة تنشيط هياكله وإحياء مؤسساته وإزالة العقبات التي تعترض سبيله حتى يسهم إيجاباً في تعزيز العلاقات العربية الإفريقية وفي دفع التنمية في الفضاءين العربي والإفريقي، ووجهنا بتكثيف الجهود بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي لعقد القمة العربية الإفريقية الثانية في أقرب وقت ممكن. ونعرب عن حرصنا على استئناف الحوار العربي - الأوروبي وتفعيله وتعزيز الروابط مع الدول الاسيوية. ونشدد على ضرورة إصلاح النظام الدولي بما يمكن الأممالمتحدة من زيادة فعاليتها وكفاءتها وقدرتها على مواجهة التحديات التي يواجهها العالم بما يكفل تحقيق السلم والأمن الدوليين ونطالب بتوسيع العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي بما يتيح لمختلف الأقاليم الجغرافية وثقافات العالم بأسره المشاركة في إدارة النظام الدولي بكفاءة أكبر. نعلن عن إدانتنا للإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره ونرى في الجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية انتهاكات جسيمة للحقوق الأساسية للإنسان وتهديداً مستمراً للسلامة الوطنية للدول ولأمنها واستقرارها وندعو لعقد مؤتمر دولي تحت إشراف الأممالمتحدة ووضع تعريف للإرهاب وعدم الخلط بين الإسلام والإرهاب والتمييز بين الإرهاب وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال. نعرب عن ارتياحنا لاستمرار تحسن النمو الاقتصادي في الدول العربية ونؤكد على أهمية الإسراع في رفع معدلات التنمية وجذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية ومواصلة سياسات الإصلاح الاقتصادي آخذين في الاعتبار الجوانب الاجتماعية للتنمية، ونؤكد حرصنا على تعزيز العلاقات الاقتصادية المتكافئة مع مختلف المجموعات الاقتصادية في العالم واستمرار السياسات الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية، وندعو الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية إلى عدم فرض شروط مشددة لقبول انضمام الدول العربية إليها ومساندة طلب الجامعة العربية للحصول على صفة مراقب، نؤكد على ضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام للأبعاد التنموية في التجارة الدولية ومراعاة احتياجات الدول النامية. نعرب عن ارتياحنا لنتائج اجتماعات القمة بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في مايو - أيار 2005م ونرحب بعقد الاجتماع المشترك لوزراء الاقتصاد في دول المجموعتين بكيتو - الاكوادور في أبريل - نيسان 2006م. ونثمن الجهود المتواصلة التي تبذلها الدول العربية من أجل تعميق ممارسات الديمقراطية والإدارة الرشيدة وتعزيزها، ونعلن دعمنا لكافة المبادرات الوطنية في هذا الصدد وتوسيع مشاركة قوى المجتمع المدني ومؤسساته في جهود التحديث والتطوير والإصلاح. ونهيب بالمجتمع الدولي التعاون في تعزيز الجهود الرامية لتنفيذ الأهداف التنموية للألفية واستئصال الفقر وضرورة توفير الموارد وتوزيعها توزيعاً عادلاً لضمان بلوغ جميع الأهداف المتفق عليها دولياً لتحقيق التنمية والقضاء على الفقر ومضاعفة الدعم المالي وخصوصاً للدول الأقل نمواً وأعمال المبادرات الدولية الخاصة بإلغاء الديون أو خفضها وتضييق الفجوة بين مستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية بين الدول الغنية والدول الفقيرة، وندعو إلى دعم الصندوق العالمي للتضامن ومكافحة الفقر ورصد الموارد اللازمة له لتفعيل دوره. ونؤكد على مواصلة الجهود الرامية إلى القضاء على التمييز ضد المرأة وإطلاق مبادرات تكفل حقوق المرأة ودورها في المجتمع وسن التشريعات اللازمة لحماية المرأة وصيانة مكانتها. وندعو إلى اتخاذ التدابير اللازمة لضمان تمتع الأشخاص المعاقين بجميع الحقوق على قدم المساواة مع غيرهم وإنفاذ وتفعيل العقد العربي للأشخاص المعاقين. ونوجه بمتابعة تنفيذ الخطط والاستراتيجيات العربية الخاصة بالعمل الاجتماعي العربي المشترك وعلى نحو خاص الاستراتيجية العربية لمكافحة الفقر واتفاقية حقوق الطفل العربي والاستراتيجية العربية للأسرة وميثاق أخلاق وضوابط العمل الاجتماعي وغيرها من المواثيق الأخرى للنهوض بالمجتمع العربي وتحقيق التقدم الاجتماعي. وندعو إلى تعزيز التعاون في مكافحة الأمراض الوبائية خاصة إنفلونزا الطيور. ونؤكد على الحق في التعليم على أساس تكافؤ الفرص وعدم التمييز. ونؤكد عزمنا على تطوير التعليم في العالم العربي وإنشاء مجلس عربي أعلى ينظر في وضع التعليم في مختلف درجاته وجوانبه المختلفة ويرفع تقريره وتوصياته إلى الدورة العادية (19) لمجلس الجامعة على مستوى القمة. ونقرر دعم البحث العلمي والتكنولوجي وتخصيص الإمكانات المالية اللازمة وزيادة الموارد المخصصة له وتكثيف التعاون بين المراكز العلمية والبحثية في الدول العربية، وندعو إلى الإسراع بتطوير البحث العلمي بهدف زيادة الكفاءة الإنتاجية وتقوية المقدرة على بناء مجتمع المعلومات وسد الفجوة الرقمية والعمل على تطوير برامج الاستخدام السلمي للطاقة النووية، نلتزم بتقديم كافة أشكال الدعم للمؤسسات الثقافية وللمبدعين والكتاب العرب للارتقاء بالمستوى النوعي للإبداع العربي في مختلف مجالات الثقافة والفنون وإتاحة الفرص أمام الثقافة العربية للإسهام في إثراء الثقافة الإنسانية. وندعو إلى تمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في المجتمع من خلال المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، ونثمن الجهود المبذولة لتوثيق الصلات مع الجاليات العربية في المهجر وضرورة التواصل معها ودعم أطرها المؤسسية وندعو إلى المشاركة الفاعلة في منتدى هيوستن والمنتديات الأخرى التي تنظم بالتعاون مع عرب المهجر. ونتوجه بخالص الشكر والتقدير لفخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لجهوده القيمة ومبادراته ومساهماته الكبيرة إبان توليه رئاسة القمة السابقة التي أثمرت في دفع مسيرة العمل العربي المشترك وتطوير منظومته. ونتوجه بخالص الشكر والعرفان إلى فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير رئيس جمهورية السودان على إدارته الواعية لأعمال القمة ونفاذ بصيرته في توجيه مداولاتها ونعرب عن ثقتنا التامة في أن العمل العربي المشترك سيشهد في ظل رئاسته المزيد من الإنجازات والتطوير لما فيه خير الأمة العربية لما عرف عنه من حكمة وخبرة وكفاءة ونقرر اعتماد الخطاب الافتتاحي لفخامته وثيقة رسمية من وثائق المؤتمر. كما نعرب عن امتناننا العميق لجمهورية السودان وشعبها المضياف على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وعلى التنظيم المحكم لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته الثامنة عشرة. ونعرب عن ترحيبنا برئاسة المملكة العربية السعودية الشقيقة لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته التاسعة عشرة في دولة المقر. كما نعرب عن اعتزازنا وتقديرنا للجهود المتصلة التي بذلها السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في طرح القضايا العربية. ونثق بأنه سيواصل هذه الجهود المقدرة خلال فترة ولايته الثانية وكذلك في مجال متابعة مسيرة تطوير وتحديث منظومة العمل العربي المشترك.