** تقف الكلمة في أغلب الأوقات عصية عليك والمفردة متمردة على لسانك تهرب منك كي لا تؤلمها حين تريد أن تصف وضعاً تراه وتعيشه وتعايشه وواقعاً يسقيك مرارة المراجعة والتردد على ردهات ومكاتب دوائر خدمية، تقف وكأنك تتسوَّل أو تتوسَّل المسؤول أو الموظف كي يعطف عليك أو يرق قلبه أو أن يحن عليك. ** تقف حائراً... هل العيب في الموظف؟؟ هل العيب في الإجراء وعدم وضوحه، أم في صغر أحرف التوجيه ويحتاج هذا الموظف أو ذاك لعدسات مكبِّرة كي يقرأ ويستوعب!! ** في بلادنا التوجيهات السامية تقضي بالتيسير على المواطن والإنجاز بكل سهولة ومن أقصر الطرق... الأوامر الكريمة ساطعة كالشمس لا غبار عليها هدفها خدمة المواطن لا تعقيده وتطفيشه... أوامر تنشد المرونة والتيسير وتخفيف الأعباء على المراجع لا اختلاق المبررات والعُقد والبيروقراطية كي لا نلجأ عندئذ للبحث عن الوساطة... لكنهم يختلقون الكثير من المبررات والشماعات كي تُعاق المعاملة وتتعطَّل مصالح الناس، وكأن الهدف من وجود الموظف، هو اختلاق العثرات والحُفر والمطبات، ولكي يصنع لنفسه مكانة ومكاناً ويُشار له ببنان يضعه في خانة (المهمّين). ** أحياناً حين تريد مقابلة مدير إدارة لها علاقة وثيقة بالجمهور فإن الأبواب موصدة بينك وبين المدير تحت ذريعة أن المدير مشغول، أو لديه اجتماع فهل مصالح الناس مرهونة بالمزاجية، وهل تُعطَّل إجراءات المواطنين لأن المدير صنع لنفسه بروتوكولاً خاصاً يسيّر به معاملات الناس كيفما اتفق ومزاجيته، وتعجب كثيراً كثيراً إن ذهبت لإدارة أخرى عند الساعة التاسعة صباحاً فلم تجد إلا ثلاثة موظفين، بينما هذه الإدارة تتشدد في تعاملها مع المراجعين وهروب موظفيها من مواجهة الناس والرمي بهم على المدير الذي لن يسقيك كأساً من الماء لعدم إلمامه بالتعليمات. ** والأدهى حين تراجع جهة أخرى ذات علاقة مهمة بأمور الناس وتريد مقابلة الرئيس أو المدير، فيطلب منك السكرتير الانتظار حيث إن المسؤول في اجتماع، وحين يفتح الباب فجأة تجده أنه لم يكن في اجتماع، بينما كان المراجع ينتظر الساعات كي ينفض هذا الاجتماع المهم.. وحين تفاتحهم بأن المعاملات تتعطَّل لا يتورعون عن إطلاق الأعذار الواهية والمتمثِّلة في نقص الكادر الذي يعمل. ** نعلم أن حكومتنا الرشيدة - وفقها الله - وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حريصة على النهوض بهذا الوطن وشموخه وعزته وتطوره وسخَّرت المزيد من الإمكانيات والدعم لكي يرقى العمل ويرتقي الأداء وتتطور النظم الإدارية وبما يكفل الوصول بإجراءاتنا إلى نُظم حديثة تكفل المرونة والسرعة والانضباطية وبما يخدم المواطن.. إذ إن الاختلال في الإجراءات الإدارية سبب رئيس في تفشي البيروقراطية بين أكثر من جهة فيعيق التنمية ويعطِّل مصالح الناس وتتشابك الأمور في غير مصلحة بلادنا ومواطنينا.. صورة تنسحب على كثير من الأجهزة وتتطابق في مرافق عديدة.